رسالة من غزة
عبد الله كمال
كتبت قبل أيام، هنا، تحت عنوان (غزة التي تحبنا)، عن مشاعر أهل غزة الذين تشاركوا معنا في فرحتنا بالفوز بكأس الأمم الأفريقية.. وقارنت بين المظاهر التي صادفها مصريون في حي الأربعين وشبرا.. والتي تجلت في حي الشجاعية في أرض فلسطين.. وقد فضل القارئ محمد عياد من الشجاعية في غزة أن يعلق علي ما كتبت في الرسالة التالية التي وصلتني منه بالبريد الإلكتروني:
بسم الله الرحمن الرحيم
كل التحية إليك (...) رئيس التحرير/ عبدالله كمال
أكتب إليك هذه الكلمات المتواضعة كي أشكرك، لأنك فعلاً تصيب الحقيقة دوماً، خاصة بالنسبة لنا كشعب فلسطيني غزاوي.. دوماً تكتب فتصيب جوهر الحقيقة وكبدها.. خاصة آخر مقال تم نشره وهو (غزة التي تحبنا).. فعلاً غزة تحبكم وتعبدكم.. شعب غزة يقبل الرمال تحت أقدامكم.. لأنه يعرف جيداً ما قدمه لنا الشعب المصري والحكومة المصرية ولا يستطيع أن ينكر يوماً أفضال مصر العظيمة علينا.. ولو فكر أن يتناسي للحظة فهناك آلاف المواقف التي تذكره علي الفور.
أما عن مقال سيادتكم فوالله وكأنك تعيش معنا داخل غزة.. لا أريد أن أطيل علي سيادتكم ولكن لابد أن أوضح نقطة أخيرة وهي أننا كسكان قطاع غزة لابد أن نشكر الحكومة المصرية علي إغلاق الأنفاق ولعدة أسباب منها:
1ـ موت مئات الشباب تحت أنقاضها بحجة البحث عن عمل.
2ـ إعفاء وتهرب الاحتلال من مسئولياته تجاه القطاع وسكانه.
3ـ انهيار الاقتصاد الفلسطيني إللي هو بالأساس مبتور (لعدم وجود دورة للعملة).. أنت سيد العارفين أنو كل الدولارات إللي عم نشحتها من هون ومن هون تذهب إلي العريش ويحل محلها الملبوسات وغيره من بضائع مصرية.
4ـ استغلال وجشع التجار الذي يحمل ثمن البضائع أجرة نقلها المكلفة.
وهناك الكثير والكثير.. ولكن نظراً لوقت سيادتكم لن أطيل عليكم مع خالص تحياتي إليك ومع تمنياتي لك بالتقدم والنجاح دوماً.
محمد عياد/ غزة/ الشجاعية.
انتهت الرسالة، وهي تشير إلي أكثر من معني، بعضها أشرت إليه في المقال السابق:
أولاً: إن هناك فرقاً شاسعاً بين أهل غزة.. وحركة حماس.. التي تدير القطاع بعد الانقلاب الذي قامت به علي السلطة الفلسطينية الشرعية.. ومن بعد مادفعت الأمور إلي حرب قامت بها إسرائيل.. وتعرض خلالها شعب غزة إلي عديد من الويلات التي بقيت آثارها حتي اليوم.
ثانياً: ينقلنا القارئ الذي يبدو مثقفا ومطلعاً إلي أكثر من بعد آخر في مسألة الأنفاق التي تؤدي التحصينات علي الحدود المصرية من قبل مصر إلي إغلاقها.. وهو الحوادث الفظيعة التي تقع في الأنفاق لعديد من الشباب الفلسطيني ولا تذكر عنها حركة حماس أي شيء.. اللهم إلا حين تعلن مصر عن سقوط نفق ما وفيه عدد من هؤلاء الضحايا.. والمعني أن الأنفاق ليست شرياناً للحياة كما يدعي المستفيدون إرهاباً ومخدرات وتهريباً منها.. بل قد تكون طريقاً إلي الموت دون أن يعلن ذلك.
ثالثاً: وهذا هو الأهم، أن القطاع لم يزل محتلاً وفقاً للمواصفات القانونية، وعلي المحتل مسئوليات يفرضها القانون الدولي لا ينبغي أبدًا أن يتخلي عنها.. من يحتل أرضاً عليه أن يطعم شعبها ويكون مسئولاً عنه.. ولكن حماس تحاول الإيحاء بأن القطاع تحرر.. ومن هنا فإنها تعتقد أنها بذلك سوف تعلن الاستقلال بطريقة تدريجية.. وهذا كلام ضد مصالح الشعب الفلسطيني وضد وحدة أراضيه، والتحرير لابد له من قواعد وأصول.. مقاومة أو تفاوضاً.. وحين يتحقق يكون لأهل الأرض أن يديروها بالطريقة التي يريدون والتي ليس من بينها اقتصاد يقوم علي التهريب من الأنفاق.
شكراً لصاحب الرسالة ولكل موقع فلسطيني تكرم ونشر مقالي السابق.. وشكراً لكل أهل غزة الحقيقيين.. وقد كتب أحدهم قائلاً: نحن شعب غزة نعشق شعب مصر.. واعتراضي الوحيد علي ما قال هو أنه وقع بعبارة: عاشق نادي الزمالك.. ذلك أنني أهلاوي.
==============================================================================
اقرا المقال السابق : غزه التى تحبنا
البريـد الإليـكترونى: www.abkamal.net
الموقع الإليكترونى: [email protected]