الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ديون الفضائيات.. «شبح» يهدد الدراما المصرية




أصبحت أزمة نقص السيولة المالية لدى الفضائيات وتراكم ديونها للمنتجين هى الشبح الحقيقى الذى تسبب فى خوف عدد كبير من المنتجين فى دخول المنافسة مجددا بالموسم المقبل متخوفين من اعتمادهم على الفضائيات فى تحصيل المبالغ التى تم الانتاج بها وهذا ما أصبحت الفضائيات عاجزة عن القيام بها بسبب نقص سيولتها مما أدى فى العامين الماضيين إلى خسارة المنتجين لأموالهم وعدم سداد الفضائيات لدفعات المسلسلات التى تم عرضها رمضان الماضى، هنا سيطرت حالة من الركود وعدم وضوح الرؤية لدى كثير من شركات الانتاج الدرامى التى لم تعلن حتى الآن عن خططها الانتاجية حتى الشركات التى أعلنت أعمالها مازالت مجرد مشاريع على الورق ولم تتخذ أى خطوات ايجابية ويعود هذا المأزق لما تعرضت له الشركات فى الموسم الماضى أثناء بيع أعمالها للمحطات الفضائية التى اشترتدون أن تدفع مقابل هذه الأعمال حتى الآن فتوقفت دورة رأس المال لدى عدد من شركات الانتاج وأصبحت الفضائيات مديونة للشركات والشركات مديونة للنجوم.
 

 
حيث أكد المنتج ممدوح شاهين أن الفضائيات مديونة له منذ مسلسل «العار» العام قبل الماضى ثم «الزوجة الرابعة» العام الماضى وهذا ما جعله يكتفى بانتاج عملين فقط فى العام الحالى بعد أن كان فى خطته أربعة أعمال وأشار شاهين إلى أن ميلودى من أشهر القنوات المتأخرة فى سداد المديونيات ويليها التليفزيون المصرى الذى لم يستطع سداد الدفعات المتفق عليها بسبب نقص السيولة لديه حيث لم يسدد كلاهما إلا ما يقرب من 12 مليونًا والباقى يفوق ثلثى المدفوع وهذا ما تسبب فى نقص الأعمال هذا العام للنصف تقريبا لأن المنتج الذى يغامر بأمواله فى السوق لا يضمن استعادتها ولكننا نصر على الانتاج حتى لا تقف العجلة نهائيا وهذا ما نحن مهددون به بالفعل لأن الفضائياتفى العام الحالى تطلب نفس التيسيرات فى السداد مقابل الشراء وهذا ما يجعلنا نخشى نفس المصير.
 
من جانبه أشار المنتج عادل حسنى إلى أن ديون الفضائيات لديه تفوق الـ16 مليونًا لأنه قام ببيع أربعة أعمال من بينها «البحر والعطشانة» لرولا سعد و«امرأة فوق العادة» لإلهام شاهين و«خيوط فى مسرح العرائس» للسورى أيمن زيدان، وحصل نصف أمواله من اجمالى 32 مليونًا ويتبقى 16 لا يعرف مصيرها.
 
أشار د. عادل إلى أن أشهر القنوات المديونية «الفضائية المصرية» و«كايرو دراما» لأنهما غير ملتزمتين بموعد الدفعات المحدد ولكن العذر لديهما فى تعثر وكالات الإعلان هى الأخرى فى تمويلهما لأنها فى النهاية حلقة متصلة.
 
يؤكد المنتج صفوت غطاس أن هناك أزمة حقيقية لتسويق الأعمال حيث إن المنتج يجد صعوبة كبيرة فى تسويق الأعمال حتى التى تحمل أسماء لنجوم كبيرة فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى والخسارة الكبيرة التى تتعرض لها شركات الانتاج هى عدم سداد الفضائيات لنا ثمن شرائها الأعمال فمثلا قبل عدة سنوات عندما كنا ننتج عملا بتكلفة 20 مليون جنيه ويتم تسويقه بـ22 مليون جنيه يعد هذا مكسبا كبيرا أما اليوم فالعمل الذى يتكلف مثلا 10 ملايين جنيه لن يحقق عائدا أكثر من خمسة ملايين جنيه وهذه خسارة تقع على المنتج.
 

 
وقال صفوت غطاس: خروج التليفزيون المصرى من سوق الدراما خلال العامين الأخيرين أوقع المنتجين فى فخ المحطات الفضائية التى يتحكم أصحابها اليوم فى أسعار الأعمال الدرامية وهناك تنسيق بين المسئولين عن هذه المحطات لفرض أسعار معينة وإن حدث البيع فعملية السداد تستغرق وقتًا كبيرًا وأكد غطاس أن ما يحدث حاليا فى سوق الدراما هو بمثابة تدمير للصناعة والمتسبب الرئيسى فى ذلك وكالات الإعلانات التى أصبحت تتحكم فى الانتاج الدرامى وتفرض شروطها التى ستؤدى إلى انهيار تام للصناعة.
 
وأضاف المنتج محمد فوزى أن مشاركة النجوم فى الانتاج ليس الحل للأزمة التى تواجهها صناعة الدراما المصرية بل الأزمة تعود للأجور المبالغ فيها لهؤلاء النجوم والتى تتسبب فى ارتفاع التكلفة النهائية للعمل الدرامى، وقد تسببت الأجور العالية العام الماضى فى عدم حصول هؤلاء النجوم على أجورهم كاملة حتى الآن من الشركات التى تعاونوا معها فلا يوجد نجم أو نجمة فى مصر حصل على أجره كاملا حتى الآن فالشركات مديونة للنجوم بسبب عدم تمكنها من الحصول على مستحقاتها لدى المحطات الفضائية.. وأشار خالد حلمى إلى أن عددا كبيرا من شركات الانتاج هذا العام لجأت إلى عرض أجور للنجوم كانوا قد حصلوا عليها قبل خمس سنوات مبررين ذلك بأنه على النجم اختيار طريقين إما توقف الانتاج تماما أو الرضا بالأجور القديمة وقال: هناك اتفاق بين عدد من المنتجين على تخفيض أجور النجوم فى محاولة منهم لانقاذ الصناعة من الانهيار وإذا رفض هؤلاء النجوم فالجميع سوف سيكون خاسرًا لأن الصناعة ستتوقف تماما. وأكد فوزى أن هذه القرارات اضطر لها المنتجون بسبب عدم وجود سيولة مالية كافية لإنتاج أعمال جديدة، كما سيتم تخفيض ميزانيات المسلسلات عن الأعوام الماضية فمثلا المسلسل الذى كان سيتم انتاجه بـ30 مليون جنيه ستكون ميزانيته هذا العام لا تتجاوز 20 مليون جنيه لمواجهة التحديات التى تضعنا فيها الفضائيات.
 

 
ويؤكد المنتج محمد شعبان أن الأزمة الحقيقية للدراما المصرية سوف تبرز هذا العام بصورة واضحة وتتمثل فى تراجع حاد فى كم الأعمال التى سيتم انتاجها وقال: اتوقع ألا يزيد عدد الأعمال على 10 أعمال درامية فقط رغم أن هناك العشرات من المشاريع الجاهزة لكنها تظل مجرد مشاريع على الورق فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى.
 
وأضاف محمد شعبان: ما يحدث فى الدراما ما هو إلا انعكاس للحالة السياسية والاقتصادية التى تعيشها مصر فى الوقت الحالى فالانتاج مرتبط بحالة الاستقرار السياسى والاقتصادى والذى سيكون له تأثير على دوران عجلة الانتاج فى المصانع وهذا يؤدى إلى حركة فى السوق والشركات وفى الزراعة والاقتصاد الراكد الذى يحتاج للإعلانات فى المحطات وتقوم الإعلانات بتمويل عملية الانتاج فالعملية كلها سلسلة مرتبطة الحلقات.
 
وقال شعبان إن الأزمة ليست فى أجور النجوم لأنها لا تمثل أكثر من30٪ من ميزانية الأعمال المنتجة وبالتالى هناك عناصر أخرى تحتاج لأموال لا تتوافر فى الوقت الحالى فى ظل عدم تمكن القنوات من دفع مستحقات شركات الإنتاج عن الأعوام السابقة والتى تجعلنا عاجزين عن المنافسة.