الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سينــاء أرض الفيروز الغائبة فنياً




 على الرغم من أن سيناء هى الجزء الأغلى على قلب مصر والتى ضحت بالكثير من رجالها وجنودها من أجل أن تظل فى حضنها فإن أرض الفيروز التى خضنا من أجلها الحروب تعانى من التجاهل ويشعر أهلها بالغربة ويظهر ذلك جليًا فى الأعمال الفنية التى تجاهلت هذا الجزء العزيز ولم يتناولها سوى القليل من المبدعين مما جعل كثيرًا من الأجيال لا تعرف حقيقة أرض الفيروز وكم دفعت مصر لاستردادها. صناع السينما حاولوا الدفاع عن أنفسهم وقالوا قدمنا الكثير من الأعمال التى تناولت الحرب والسلام من بينها «إعدام ميت» و«زمن حاتم زهران» و«الرصاصة لاتزال فى جيبى» و«فتاة من إسرائيل» وغيرها من الأعمال التى تناولت جزءًا مهما من تاريخ مصر لكن لم تمنح سيناء حقها الكافى
 

إعدام ميت
 
 بوسى: سيناء مليئة بــ«الحكايات» ولم تأخذ  حقها فى السينما
أكدت الفنانة بوسى أن أهل سيناء لم يأخذوا حقهم كاملاً فى السينما والدراما المصرية موضحة أن سيناء غنية بالحكايات التى يمكن أن تقدم فى عمل سينمائى يتحدث عن كفاح شعب سيناء فى جلاء الاحتلال الاسرائيلى من مصر ومساهمتهم فى حرب الاستنزاف وعلاقتهم الطيبة ببعض واضافت بوسى أنه يجب على الدولة أن تقوم بتعمير سيناء حتى يتعرف عليها العالم وليس المصريون فقط وبعد ذلك سيذهب الكثير إلى هناك ويتعرف على سيناء بأكملها وعن دورها فى فيلم «اعدام ميت» الذى قدمته مع الفنان محمود عبد العزيز والفنان يحيى الفخرانى قالت دور «سحر» لم يكن إساءة للشعب السيناوى ولكن كان توضيحاً لفكرة الاحتلال التى لم يكتف باحتلال الأرض فقط بل يقوم باحتلال الأشخاص وفكرهم أيضا موضحة أن هذه البنت تربت فى وقت الاحتلال واصبح انتماؤها للعدو أكثر من أرضها وهذا ما نجح الفيلم فى تقديمه للمشاهدين حيث اهتمت الدولة بعد ذلك بسيناء للحفاظ على مواطنيها من تأثير العدو الإسرائيلى عليهم وانهت بوسى حديثها متمنية أن تقدم عملاً وطنياً آخر عن مصر وشعبها حيث تفخر بأنها احد ابناؤه ودعت بوسى الدولة الاهتمام بالمناطق الحيوية فى مصر حتى لا تضيع من أيدى الدولة.
 
 
ممدوح الليثى: السينما التجارية سبب إهمال سيناء فنيا
ارجع الكاتب والمنتج ممدوح الليثى عدم حصول سيناء وأهلها على حقها فى أفلام السينما والدراما التليفزيونية إلى العصر السينمائى الردى الذى نمر به حاليا والذى يعتمد إلا على التجارة فقط فالكثير من المنتجين يحلمون أن يقوموا بتنفيذ أكثر من عمل عن سيناء ولكن تخوفهم من عدم تحقيق الايرادات هو السبب فى تراجع المنتجين عن تنفيذ اعمال عن سيناء واوضح الليثى أنه قدم أكثر من 50 فيلماً تسجيلياً عن سيناء وكفاح شعبها وقدم أكثر من 20 أوبريت فى احتفالات أكتوبر عن سيناء ولا ينقصنا سوى تقديم فيلم سينمائى طويل عن كفاح شعب سيناء ومشاركتهم فى تخليص سيناء من الاحتلال الاسرائيلى ومساهمتهم فى عودة سيناء لمصر ويجب على الدولة أن تتكفل بهذا حيث قمت بعمل فيلم سينمائى بعنوان «وبدأت الضربة الجوية» عن الحرب ومشاركة أهل سيناء فى حماية مصر واجريت الكثير من المفاوضات مع قطاع الانتاج للموافقة على تقديم هذا العمل حتى يرسخ تاريخ اهل سيناء فى عقول الجيل المقبل والحالى واستنكر الليثى ما يقدم حاليا فى الأفلام السينمائية عن المواطن السيناوى وظهوره فى شكل تاجر مخدرات موضحا أن سيناء بها الكثير من الكفاءات وأن المواطن السيناوى لا يختلف عن القاهرى أو السكندرى فهم مواطنون مصريون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ووعد الليثى بانه فى القريب العاجل سوف يقدم عملاً سينمائياً عن سيناء وأهلها.
 

الرصاصة لا تزال فى جيبى
 
عزت العلايلى: «القبلية» سبب اغتراب سيناء عن باقى المحافظات
يرى الفنان عزت العلايلى أن حالة الاغتراب التى حدثت بين أهل سيناء وباقى محافظات مصر مسئول عنها أهالى سيناء أنفسهم وذلك لعيشهم داخل حالة «القبيلة» المنغلقة على نفسها دون الانفتاح على باقى الوطن.. وأضاف قائلا: «هناك العديد من القصص البطولية لأهالى سيناء سواء قبل أو بعد حرب أكتوبر، فلقد لعبوا دورًا كبيرًا فى تحرير وطنهم، لكن المشكلة هى انغلاقهم على أنفسهم الذى تسبب فى حالة من عدم المعرفة لهذه البطولات.. فيجب أن يخرجوها لوسائل الإعلام المختلفة ويتحدثوا عن إنجازاتهم ويساعدوا باقى الشعب على التعرف عليهم والتأقلم معهم.. ولكن المشكلة هنا أن الفكر المتطرف الذى يتهم الفن دائمًا بتشويه صورتهم ولكن هذا الفكر ليس عادلًا، لأنه لا يوجد كاتب يستطيع التعبير عنهم إلا منهم فأنا متعجب من عدم ظهور أدباء وكتاب منهم يقومون بسرد تاريخهم وبطولاتهم، وذلك ليس تقليلاً منهم بل على العكس فهم يتمتعون بخصائص «القبيلة» التى تجعلهم منفصلين فى العادات والتقاليد عن باقى المجتمع. وأفضل من يعبر عنهم يكون أحد أفراد هذه القبيلة.
وألقى العلايلى باللوم على أجهزة الإعلام أنها قامت بإهمال الأعمال البطولية التى أصبحت لا توليها الاهتمام مثل باقى الأنواع الدرامية والسينمائية الأخرى، وأضاف قائلا: «هناك إهمال إعلامى بخصوص أعمال البطولات بشكل عام فلا يتم تناولها حتى سينمائيا منذ الثمانينيات من القرن الماضى ولم أقصد بالبطولات هنا التى تخص أهالى سيناء فقط، ولكن هناك العديد من البطولات التى حدثت قبل وأثناء حرب أكتوبر تم إهمالها مثل سلاح المشاة والطيران والمدفعية والمدرعات وغيرها.
 

 
على عبدالخالق: الإنتاج الحكومى تجاهل مسلسلاً عن «منظمة سيناء»
أكد المخرج على عبدالخالق أنه كان يستعد لتقديم عمل درامى حول بطولات أهالى سيناء تحت عنوان «الأشباح» قبل ثورة يناير من تأليف إبراهيم مسعود.. وعن تفاصيل العمل قال: «هذا العمل يعد العمل الوحيد الذى كتب عن أهالى سيناء وبطولاتهم وقت حرب الاستنزاف وقد تمت كتابة أحداثه بعدما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تشكيل مجموعات من أهالى سيناء وتدريبهم بالمخابرات الحربية المصرية للتسلل إلى أرض إسرائيل وتنفيذ بعض العمليات الصعبة هناك من تفجير ثكنات عسكرية ومدرعات ونقل الصواريخ وتدمير مقرات عديدة.. وقد قامت المخابرات الحربية باختيار عدد من شباب القبائل بسيناء وتم تدريبهم على أعلى مستوى وأطلقوا عليهم «منظمة سيناء» وحققوا نجاحات فى العديد من العمليات التى اشتهر بها الكثير من القوات.. ومن كثرة انتشار صيتهم فى هذه الفترة قام موشى ديان وقتها بإبداء استيائه منهم حتى أنه أطلق عليهم اسم الأشباح لأنه لا يجرؤ بشر للدخول لبعض المناطق العسكرية ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة.وقال عبد الخالق أنه فوجئ بعدم اهتمام شركة صوت القاهرة بإنتاج مثل هذا العمل الجيد والذى يدافع عن صورة أهالى منطقة سيناء بعدما ظل الفن ينظر لهم بنظرة الخائن والمتعاون مع اليهود والإسرائيليين.
 

 
 
فيصل ندا: تعامل الدولة مع سيناء كمنطقة محظورة منعنا تناولها
برر السيناريست فيصل ندا صاحب فيلم «الوفاء العظيم» عدم تقديم اعمال عن سيناء وأهلها وبطولاتها بعدم توافر المعلومات الكافية عن هذه البقعة العامة والتى يتم التعامل معها بحساسية شديدة خاصة من ناحية الأمن وأعطى مثال أنه عندما كتب مسلسل «الأزبكية» منع عرضه بسبب تطرقة للخلايا الإرهابية الموجودة فى سيناء التى تعتبرها أجهزة الأمن خطاً أحمر يجب عدم المساس به وعندما نحاول الحصول على معلومات عن مشاكل أهل سيناء وحياتهم لا نجد معلومات تفيدنا حتى الاعلام يتعامل بنفس المنطق والذى يتجاهل الحديث عن سيناء بتوجيه من الأنظمة وكأنها ليست جزءاً من مصر.
وقال ندا: معظم الأعمال التى قدمت عن حرب أكتوبر  وما قبلها من أحداث صورت المواطن السيناوى إما تاجر مخدرات أو خائن وهذا ظلم واضح لأنه لولا مساعدة البدو للجيش المصرى لما انتصر فى حرب اكتوبر لكن لا يتم اظهار ذلك وعندما يتم تقديم بحوث عن أهل سيناء من جانب مركز البحوث يتم وضعها فى الأدراج وهذا للاسف يولد الانفجار لدى المواطن السيناوى ويجعل البعض يلجأ للطرف الآخر وهو إسرائيل والتعامل معها وأنا بالنسبة لى ككاتب اتمنى اظهار الوجه الحقيقى لأهل سيناء واتناول مشاكلهم وحياتهم حتى يتعرف أهل المدن الأخرى على سيناء الحقيقية وهذا مرتبط بالمعلومات واشار  ندا إلى أن كل الأنظمة التى حكمت مصر ظلمت سيناء عن عمد لأنهم لا يريدون الاهتمام بتعميرها على حساب المدن الأخرى على الرغم من أن تعميرها سيكون له عائد اقتصادى كبير على مصر.
 

                                                                                       العمر لحظة
                                                       
وفاء الحكيم: الدولة ظلمت سيناء وأهلها عن عمد
أكدت الفنانة وفاء الحكيم أن أهل سيناء دائما خارج اهتمامات الدولة وليس الفن فقط وأن الثمن الذى دفعوه من دمائهم جنت ثماره محافظات أخرى وهذا ما تم تناوله فى فيلم «زمن حاتم زهران» الذى شاركت فيه مع نور الشريف وبوسى وجسدت فيه زوجة أحد الأبطال الذين استشهدوا فى حرب أكتوبر وجاء شقيقه وحصد مكافأة استشهاد شقيقه اخوه حتى زوجة البطل وابنه لم يحصلوا سوى على القليل من التكريم والاهتمام وهذا حال أهل سيناء.
وأشارت الحكيم إلى أن تهميش سيناء وأهلها ليس توجها شخصيا بقدر ما  هو توجه دولة لا ترى سيناء جزءاً فعالاً منها يمكن أن يتم استغلاله اقتصادياً بشكل جيد ولا يتم التعامل مع البدو من أهل سيناء على أنهم مواطنون مصريون يستحقون الرعاية والاهتمام وبأن نوفر لهم كل ما هو آدمى من تعليم وصحة وثقافة وفن فهل يعقل أن سيناء بمساحتها وتاريخها لا يوجد بها دور عرض سينمائية ترفه عن أهلها أو ثقافة جماهيرية يتم من خلالها اكتشاف المواهب كل هذا دور دولة وليس دور اشخاص.
وطالبت الحكيم وزارة الثقافة والسياحة والحكومة بصفة عامة أن تنظر لسيناء وأهلها بأن تشجع المشروعات التنموية فى هذه البقعة الغالية من مصر والتى دفع ثمن استردادها اهلها من دماء ابنائها وتمنت اقامة مهرجانات فنية هناك على الأقل لتشجيع السياحة وزيادة مصادر الدخل هناك وأن الفن بمفرده لن يستطيع أن يحل مشاكل أهل سيناء لأنه يركز فقط على المشاكل والقضايا اما الحلول فهى وظيفة النظام.