الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استرداد «سيناء» بـ 23 يوم قتال عسكرى.. وعشر سنوات معارك سياسية




عندما يأتى يوم 25 إبريل تذهب عقول المصريين إلى سيناء يتجولون فى عام 1984 بشكل خاص هذا التاريخ الذى رجعت فيه سيناء كاملة إلى السيادة الوطنية.. كما يذهب الجيش المصرى لإلقاء الضوء على قواته ذات الصلة الوثيقة بسيناء وهم «حرس الحدود» الذى يحمى جزءاً من قواته هذا الانجاز متحليا بضبط النفس لما يحدث على هذه الحدود الشرقية من بعض الذين لهم أهداف سياسية وينتهزون الفرصة للإضرار بالأمن القومى لمصر.. وأيضا بالجيش الثالث الميدانى.

تم استرداد سيناء بالكامل طبقا للاتفاقية فى المرحلة الأخيرة يوم 24 إبريل 1984 ومعها طابا وقد سبقها فى 26 مايو 1979 المرحلة التى أخذنا فيها العريش ورفع عليها العلم المصرى وعلى بعد 120 كم من القاهرة إلى السويس نجد منطقة «عجرود» وهى مركز قيادة الجيش الثالث الميدانى وتدخل هذه المنطقة تحت المسمى «أ» فى اتفاقية السلام بعد أن أصبحت السيطرة كاملة لمصر على جميع المداخل الشرقية حيث كانت قيادة الجيش الثالث قبل الاتفاقية فى منطقة العوبيد التى تبعد عن القاهرة بـ97كم ولكن مع الاتفاقية أصبح مركز قيادة الجيش على مقربة من الحدود الشرقية فقد تقدم عن سابق تواجده بنحو 23كم ليصبح أكثر سيطرة على المناطق التى تتميز بأراضيها المفتوحة وجبالها وتعتبر منطقة ذات حيثية خاصة فى لغة الجيش فأغلبها هيئات حاكمة مثل هضبة التبة وسحابه وأم خشيب وعتاقه وعلاوة على ممرى متلا والجدى وسانت كاترين وعيون موسى.
وفى حياة كل الشعوب مواقف مقاومة لا تنسى خاصة إذا كانت أراضيه قد احتلت وأصبح الدفاع فريضة لاسترجاع الأرض والكرامة معا من أجل عدالة الحق وفى الصراع العربى الإسرائيلى خاضت مصر أربع حروب عادلة لتكتب بدماء الشهداء وأبطال المقاومة «وثيقة السلام» بين مصر وإسرائيل.. لأن السلام لا يكون إلا بالقوة فلا يمكن للضعيف أن يفرض شروط السلام واسترداد حقه ومن هنا من تحت مقولة «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة».
«شكل سيناء»
وشبه جزيرة سيناء هى ذلك الجزء من مصر الذى يقع فى قارة آسيا التى تفصلها قناة السويس عن قارة إفريقيا وهى شريحة من الأرض مثلثة الشكل تقريبا قاعدتها فى الشمال وتمتد على الساحل الجنوبى للبحر المتوسط من رفح شرقا إلى بور فؤاد غربا أما قمة المثلث فهى مطقة رأس محمد فى الجنوب على البحر الأحمر ويمر الضلع الشرقى للمثلث بالحدود بين مصر وفلسطين من رفح شمالا إلى رأس النقب جنوبا على خليج العقبة ثم يمتد الضلع الغربى للمثلث بامتداد قناة السويس من بور فؤاد شمالا إلى بور توفيق جنوبا ثم يمتد على الساحل الشرقى لخليج السويس حتى رأس محمد والأرض فى سيناء بصفة عامة تتدرج فى الانخفاض من الجنوب إلى الشمال.. إذن سيناء أربعة أقسام الكتلة الجبلية فى الجنوب والهضبة الوسطى فى الشمال والسهل الساحلى على البحر المتوسط ومعها سلاسل متتالية من السنجات والكثبان الرملية الناعمة والاتجاه الجنوبى يبدأ من رأس النقب مارا بخليج العقبة وينتهى عند خليج السويس.
خمسة مواقع حصينة مخلفات الجيش الإسرائيلى المهزوم
تعتبر حرب أكتوبر 1973 حرباً شاملة بمعنى الكلمة جمعت بين المعارك العسكرية وأيضا المفاوضات الدبلوماسية والقوات المسلحة خاصة والشعب المصرى عامة لا يفرط فى شبر من أرضه وأنه إذا لم نأخذ طابا كنا سوف نحارب حتى نستردها ولا يمكننا السكوت مطلقا لأن هذا معناه أن يبقى الحال كما هو عليه كما يحكم القانون بأن يظل من على الأرض عليها ما دامت ليس لها «صاحب حق» وكلما تطول مدة إقامة أحد على أرض حتى ولو كان لا يملكها فإنه مع مرور الوقت يصبح صاحبها ومالكها ومن هنا كانت أهمية استرداد سيناء بالكامل حيث لا يمكن أن نتركها لعشرات السنين حتى نتفاوض من أجلها سوف يكون القانون الوضعى فى غير صالحنا ولذا فقد تم استرداد سيناء كاملة خلال عدة سنوات بعد الحرب لأننا أصحاب حق نطالب به فكان المجتمع الدولى فى صفنا ولولا انتصار أكتوبر ما رجعت أرضنا مرة أخرى.. أما بخصوص المواقع الحصينة التى كانت تظن إسرائيل أنها لن تتركها أبدا بعد أن احتلتها.
1ـ تبة الشجرة
وهو موقع يتبع الآن الجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية وقام بمعركة تبة الشجرة والاستيلاء على تلك النقطة الحصينة «كتيبة مشاة» وهى الآن «التبة» أصبحت  أثرا تاريخيا شاهداً على حرب أكتوبر ومازلنا نحتفظ بكل محتويات الموقع من أسلحة وإعاشة وأجهزة اتصالات كانت تخص الجيش الإسرائيلى الذى كان يقيم فيها قبل حرب أكتوبر وقد أنشأ الإسرائيليون هذا الموقع عام 1968 و1969 مع إنشاء خط بارليف اعتبر إحدى النقاط الحصينة المهمة والقوية للجيش الإسرائيلى حتى أنهم كانوا يسمونها «رأس الأفعى» لأنها تتحكم فى مكان مهم وهو ما يطلق عليه عسكريا «هيئة حاكمة» ويبلغ ارتفاع التبة 74 متراً وهى أعلى مكان فى هذه المنطقة التى تبعد نحو عشرة كيلو مترات عن الإسماعيلية وتقع على بعد 9 كيلو مترات شرق قناة السويس فى منطقة تسمى «الطريق الأوسط» مساحته 750 مترا وتعتبر من النقاط الحصينة التى يصعب الوصول إليها وكانت إسرائيل تستتر خلف قوة هذه الحصون واختارت قواتها منطقة «تبة الشجرة» لتصير قواتها مسيطرة على القطاع الاوسط فى سيناء وربطت ذلك بعدة طرق ومدقات من البلاح شمالاحتى الدفرسوار جنوبا واعتقدت إسرائيل بذلك أنها قادرة على قهر القوات المصرية التى قامت بدورها بدفع الفرقة التاسعة مشاة واحتلت أوضاعها فى بحيرة التمساح والفردان حتى الجيش الثانى الميدانى وقامت معركة العبور واقتحمنا قناة السويس ونجحت الفرقة الثانية مشاة بالمهمة التى كلفت بها فى إنشاء رأس كوبرى يصل ما بين 4 و6 كيلو مترات وتم الاستيلاء على «تبة الشجرة» الموقع الحصين وكان ذلك يوم 9 أكتوبر وحاول العدو صد الهجمات فى محاولة يائسة لاستعادة الموقع ولكن دون جدوى وتم لنا الاستيلاء على القطاع الاوسط بعد أن أرتوت أرضه بدماء ستة شهداء ثلاثة ضباط وثلاث درجات أخرى وضعت أسماؤهم فى لوحة شرف بالأثر التاريخى «تبة الشجرة» وقد استشهدوا يوم 8 أكتوبر 1973 وهم «النقيب أحمد على النحاس والملازم أول رشاد مرزوق تادريس وعريف حس أحمد بلتاجى وجندى كمال محمد على ربيع وجندى سعيد إبراهيم الشرقاوى».
 
2ـ عجرود
يتمركز فى منطقة عجروز الجيش الثالث الميدانى والحقيقة قبل حرب 1967 لم يكن هناك جيش ثالث ميدانى ولكن كان يتبع المنطقة الشرقية التى تضم أيضا الجيش الثانى وتم إلغاء هذه القيادة وأصبح هناك جيش ثانى وآخر ثالث وصدر بشأنهما الأمر التنظيمى لهما يوم 9 يناير 1968 وعين اللواء عبدالقادر حسن قائدا للجيش الثالث واستمر لمدة عام ليتناوب بعد ذلك قيادة الجيش الثالث نخبة من القادة المتميزين.. وبالرغم من أن الجيش الثالث فى حرب أكتوبر تعرض لحصار كتب عنه الكثيرون من المحللين العسكريين إلا أنه لم يكن هذا الحصار أبدا فاشلا ولكنه صورة من صور معركة الأسلحة المشتركة الحديثة مثل ما فى هجوم ودفاع ومعارك تصادمية هناك أيضا حصار وكانت العبرة المأخوذة من جيشنا الثالث داخل الحصار أنه استطاع أن يصمد رغم قطع خطوط الامداد عنه وتحدى العدو حتى تم له فك الحصار واسترجاع كل شبر من العدو ولذلك مازال الجيش الثالث يبقى على شعار «الصمود والتحدى» لأن القوات الإسرائيلية لم تستطع اختراقه رغم حصاره وتوجد نقاط حصينة وهيئات حاكمة كان الجيش الثالث قد تمكن من الاستيلاء عليها من العدو ولكن كيف تم ذلك؟
جبل المر
وهذا الموقع يعتبر نقطة سيطرة «هيئة حاكمة» ويقع شرق قناة السويس بنحو 13.5كم وجنوب المحور الطويل الواصل من الشط إلى ممر «متلا» ومن هذا الجبل يمكن رصد أى تحركات غرب القناة من السويس جنوبا حتى فايد شمالا وكان هذا الجبل مصدرا للتراشق النيرانى من خلال المدفعية الاسرائيلية الرابضة خلفه خلال معارك حرب الاستنزاف وكان يمثل عائقا أمام تقدم قواتنا بعد اقتحامها للقناة فى حرب أكتوبر 1973 والذى كان يقاتل عليه أحد ألوية المشاة بقيادة العميد «محمد الفاتح كريم» وفى صباح يوم الثلاثاء الموافق 9 أكتوبر قرر قائد اللواء «الفاتح» قيادة وحدة فرعية مترجلة من قواته لمهاجمته وتطهيره لحرمان القوات المعادية من هدف حيوى تستند عليه فى توجيه هجماتها المضادة واختار معه لتنفيذ هذه المهمة قادة إحدى الكتائب المقدم «على القليظ» وتقدموا بقوة صغيرة ورغم تعرضهم لهجمات الدبابات والطائرات الإسرائيلية إلا أن أطقم حاملى الصواريخ الفردية المضادة للدبابات والطائرات تمكنت من تفتيته وكسر هذه الهجمات وأصابت طائرتين وأسرت طياراً وبعد ذلك سقط «جبل المر» فى يد القوة المصرية المحدودة واستولت خلالها قواتنا على معسكر كامل مزود بجميع وسائل الإعاشة كان خلف الجبل ومازالت قيادة الجيش الثالث تحتفظ بمحتويات هذا المعسكر.
 

3ـ لسان بور توفيق
تقع مواقع لسان بورتوفيق على الطرف الجنوبى للقناة وشمال خليج السويس مباشرة وكانت التحصينات التى أقامتها القوات الإسرائيلية على اللسان تعتبر من أقوى النقاط القوية على خط بارليف الحصين وتشرف على بورتوفيق والسويس.. وفى يوم 6 أكتوبر وبعد بدء الهجوم الشامل بنحو ثلاث ساعات ونصف قامت عناصر الصاعقة باقتحام مواقع لسان بورتوفيق بالمواجهة وبعد قتال عنيف ضد قوات العدو المحصنة أمكن السيطرة على القطاع الشمالى فقط ونظرا للتحصينات القوية بالنقطة وطبيعة الأرض والمياه حولها بالإضافة إلى الحجم الكبير للقوة وتسليح القوات الإسرائيلية بها فقد أدار قائد المجموعة 127 صاعقة العقيد فؤاد بسيونى أعمال القتال على مدى ستة أيام متصلة إلى أن تمت إصابته وأمام هذه المقاومة العنيدة من جانب إسرئيل فى التحصينات القوية تقرر قصفها بالهاونات الثقيلة مع استخدام قنابل الدخان والقنابل المسيلة للدموع تدفع من خلال فتحات التهوية لإجبارهم على الخروج كأسرى بدلا من قتلهم واستمرار القتال إلى أن سقط القطاع الجنوبى ليلتى 8 و9 أكتوبر وتم قطع كوابل الإشارة التى كانت تربط قوة العدو بلسان بورتوفيق بقيادتها الجنوبية المواجهة لمصر وبذلك تم عزلها تماما.
وفى صباح يوم 13 أكتوبر سلمت القوة الإسرائيلية نفسها كأسرى حرب وكان عدد المتبقى منها 37 ضابطا وجنديا استسلموا لقائد قوة الصاعقة فى ذاك الوقت الرائد «زغلول فتحي» وكان مكتب مخابرات جنوب القناة العقيد «فتحى عباس» وبذلك سقط آخر موقع حصين على خط بارليف فى هذا اليوم.

 
4- موقع «عيون موسى»
تقع النقطة الحصينة لـ«عيون موسى» على بعد 3.5 كم من منطقة عيون موسى التاريخية لذلك نسبت إليها ويرجع تاريخ المنطقة إلى خروج موسى عليه السلام من أرض مصر يتبعه اليهود وبعد دخولهم سيناء مروراً بتلك المنطقة ولما طلب موسى الماء من الله ليشرب قومه أثناء التبه أمره الله سبحانه وتعالى بأن يضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ليشرب من كل عين قبيلة من أسباط اليهود.
وتبعد نقطة عيون موسى عن السويس بنحو عشرين كيلو مترا وهى تقع على هيئة حاكمة شرق الكرانتينا «الحجر الصحى» بـ3 كيلو مترات وتشرف على شمال شرق خليج السويس وتتحكم أيضا فى ميناء الأدبية ومدينة السويس وبورتوفيق وهذه النقطة هى إحدى النقاط لخط بارليف القوية والشهيرة بالتمويه الحاد حيث صممتها إسرائيل على نفس تصميم مدافع «نفارين» وهذه المنطقة حيوية لأنها تسيطر على منطقة البترول «الزيتيات» وقد جعلتها إسرائيل نقطة حصينة بـ6 مدافع عيار 155مم بعيدة المدى ودبابات وكانت غرف المدافع مكونة من خرسانة سميكة مغطاة بطبقة من الصلب وتعمل جميعها كهربائيا وكانت تقذف مدينة السويس ولهذا القذف قصة أثناء حرب الاستنزاف حيث أطلق الجنود المصريون على هذه المدافع للعدو «أبوجاموس» لأنها كانت تطلق قذائفها فوق أى شىء بطريقة عشوائية وكأنها جاموسة ترفس وأطلقوا عليه أيضا «أبوصفارة» فقد كان لقذائف هذه المواقع الجبارة صفير خاص يميزه الجنود المصريون فيصيحون «اصبر علينا لما نوصلك يا أبوصفارة يا جاموس» وبالفعل سقط يوم 9 أكتوبر 1973 واستولى الجيش الثالث على عيون موسى وبداخله أبوجاموس كما توعده الجنود المصريون وتمكنا من تأمين الاتجاه الشرقى من رأس «مثله» حتى مقتل «المصرى» وتأمين المجموعات المكلفة بمهاجمة عيون موسى وكان هذا الموقع الذى استولت عليه القوات المصرية سليما بنسبة 100٪ فكانت أسلحته صالحة للاستخدام ونفذت العديد من الهجمات المضادة فى محاولة لاستعادتها وكلها فشلت بالرغم من مواقع الاسلاك والألغام وعناصر الإنذار حول هذا الموقع ووسائل الإعاشة الكاملة التى تكفى من فيها لمدة ثلاثين يوما.
وكانت معركة عيون موسى يوم 9 أكتوبر عندما قرر قائد الفرقة «19» اللواء يوسف عفيفى وقوات من الفرقة الميكانيكية الصغيرة والدبابات من قوة العميد صلاح زكى وفوزى محسن واشتبكوا مع القوات الإسرائيلية بهدف اشغالها واستغل ذلك بأن تقدمت وحدة فرعية من المجموعات المقاتلة لمهاجمة الموقع من الاجناب والخلف واندفعت من خلال الثغرات التى تم فتحها بواسطة عناصر من المهندسين العسكريين وبدأ قتال متلاحم وشرس إلى أن تم تطهير هذا الموقع الحصين وفر الاسرائيليون هاربين بعد محاولة القيام بهجمات مضادة متتالية ومدعمة بقواته الجوية بغرض استرداد الموقع ولكنهم فشلوا.
ونظرا لعدم إمكانية سحب أو استخدام المدافع المحصنة للضرب بها فى اتجاه الشرق للعدو حيث إنها كانت مصممة للضرب فى اتجاه قوس نيران يواجه قواتنا فقط وتحسبا لاحتمالات استردادها صدرت الأوامر بتعطيل هذه المدافع التى مازالت موجودة حتى الآن كشاهد على عظمة الجندى المصرى وصموده.



5ـ ممرا «متلا والجدى»
ترجع أهمية ممرى «متلا والجدى» لوضعهما الاستراتيجى وهما ذوا أهمية خاصة فى الفكر العسكرى المصرى فهما مثال لحرب المضائق التى بدأت استراتيجيتها يوم 11 أكتوبر 1973 لتكون العمليات الهجومية فى هذين المضيقين محدودة نسبيا وتقوم بها قوات مدرعة ميكانيكية وذلك بهدف تخفيف الضغط الهجومى الاسرائيلى على الجبهة السورية وتعميق شريط الأرض المحررة حتى المداخل الغربية لممرى متلا والجدى والاستيلاء على معظم الطريق العرضى الذى كانت تستخدمه القوات الإسرائيلية فى مهاجمة رءوس الجسور وكان يوفر لها حرية العمل والمناورة وهو طريق شقته القوات الإسرائيلية عقب حرب 1967 من «بير أبوجراد جنوبا حتى رأس سدر وبالوظة شمالا مرورا بمداخل ممرى متلا والجدى على المحور الجنوبى والطاسة على المحور الأوسط».
وقد صرحت القيادة المصرية صباح يوم 14 أكتوبر كموعد لبدء تنفيذ هجومها الذى قامت خطته على أساس التقدم تجاه ممرى متلا والجدى ولتوفير المدرعات اللازمة لهذه الهجمات عبرت القناة من بدء الهجوم نحو 300 دبابة مصرية وفى فترة الهدوء النسبى الذى ساد الجبهة المصرية من 9 إلى 4 أكتوبر قامت إسرائيل بتعزيز قواتها فى محاولة لاعداد تكتيكات وأساليب قتال ملائمة لمواجهة صيادى الدبابات المصرية وقد حقق الهجوم المصرى بعض النتائج المحدودة من حيث تعميق رءوس الجسور ببضعة كيلو مترات إلا أن الأهداف الاساسية لم تتحقق نظرا لهجوم الدبابات الإسرائيلية المتخندقة والصواريخ.
وعليه أصدرت القيادة السياسية أوامر للوحدات المهاجمة بالعودة الى مواقعها لإعادة تنظيم وتعزيز وتعديل أوضاعها استعدادا لصد الهجمات المضادة القوية التى أصبح من المتوقع أن تبدأها إسرائيل بعد توقف الهجوم على الجبهة السورية وتجمد الوضع المؤقت حول جيب «سعسع» وبدأت أمريكا فى عمل جسر جوى لإمداد إسرائيل بعد توقف الهجوم على الجبهة السورية ولكن فى الساعة الثانية من فجر يوم 23 أكتوبر حاولت إسرائيل توسيع الممر الجوى فى العريش وفى الوقت الذى كانت وحدات سلاح المهندسين المصرى تنصب بعض الجسور عبر القناة لتعبر عليها وحدات من قوات الجيش الثالث من الضفة الشرقية لتعزيز القوات الموجودة فى الضفة الغربية دارت معارك عديدة بين مصر وإسرائيل آنذاك على ميناء الأدبية وظل القتال دائراً حتى وصلت قوات الطوارئ الدولية إلى المنطقة وحدث وقف إطلاق النار بصورة نهائية وفعلية الساعة 11 صباحا يوم 28 أكتوبر تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 340 وتوقف القتال بين الجانبين بعد أن صارت كفة ميزان الحرب فى صالح مصر فتمت المفاوضات واتفاقية السلام.