السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العادات والتقاليد تقيد إبداع المرأة فى سيناء




تختلف حياة المرأة فى سيناء لطبيعة ثقافتها المنغلقة إلى حد كبير، لأنها لا تزال تبحث عن حريتها فى الإبداع الذى ينظر إليه من شغل أوقات الفراغ فممارسته مشروطة بأن تكون الفتاة غير مسئولة عن بيت وزوج وأولاد كذلك ألا تحاول الخروج عن نطاق مدينتها،مع ذلك هناك البعض ممن استطعن إفساح مجال لإبداعهن وبدعم من أزواجهن وآبائهن،ومنهن رانيا النشار عضو اتحاد كتاب مصر والتى أبدت اعتراضها على فكرة التصنيف بـ «المبدعة السيناوية» قائلة: مسألة التصنيف نعانى منها حتى على مستوى سيناء فنحن «عرايشية» وهؤلاء «بدو» وهؤلاء «وادى النيل».. فعملية التصنيف هى للتفرقة بين المصريين وخلق حواجز لا معنى لها!
 

 
تحدثنا عن مؤثرات البيئة والتراث السيناوى فى أشعارها فقالت: بالتأكيد لها حضور كبير جدا فى أشعاري... ففى بداية كتابتى كان البحر والطبيعة السيناوية خاصة فى ديوانى الأول كان حضورهما واضحاً جدا.. بعد ذلك بدأت فى أخذ اتجاه جديد فى الكتابة خاصة وأن كل مدينة هنا منغلقة على نفسها بشكل فظيع جدا لا أحبه!
 

 
فأهل كل مدينة مختلفين عن المدينة المجاورة من حيث طريقة الكلام والملبس وكل شىء فتستطيعين تمييزه من كلامه مثلا... فبدأت أن أتحرك بكل المحافظات وأحضر معظم الفعاليات الثقافية قدر الإمكان، فالتنقل ما بين المدن أعطانى خبرة التعرف لكل هذه التقاليد والعادات المختلفة وثقافات الأماكن المختلفة ومن خلالها استطعت ابتكار شكل خاص يميزنى.
 
عن الجديد الذى قدمته بأشعارها تأكد النشار أنها بدأت التمرد على مفردات البحرالتى كانت مسيطرة على كل الكتابات الشعرية، أردفت: أصبحت أبحث عن مفردات أخرى مختلفة من خلال مشاهداتى الخاصة، فهناك موضوعات عديدة وحساسة من المهم العمل عليها، لكن مع احتفاظى بقالب شعر العامية.. كشفت النشار فى حديثها عن سبب قلة عدد المبدعات فى سيناء بشكل ملحوظ وعدم انتشارهن بالفعاليات الثقافية والمؤتمرات الثقافية.. قائلة : لأن طبيعة البيئة فى سيناء والعادات والتقاليد مقيدة لأقصى درجة، فلقد استطعنا إقامة صالون ثقافى نسائى صباحى لأن المرأة هنا ممنوع خروجها بعد المغرب، بالتالى هذا له تأثير كبير فى تقصى المواهب الموجودة والتى لا تستطيع طرح نفسها بشكل جيد، فالمرأة فى سيناء تواجه مشكلة فى التنقل داخل مدينتها فكيف لها أن تتحرك بين المدن؟!... لكن تواجهنا فيما بعد مشكلة أخرى وهى بعد ارتباط الفتاة حيث يبدأ خطيبها فى رفضه لفكرة اهتماماتها الأدبية وتنصاع هى لذلك ولا تستكمل الطريق أمام رغبة الزوج والبيت، وهذا يعتمد على المرأة أيضا ومدى إيمانها بموهبتها وقدرتها على إقناع الزوج بأهمية ما تفعله ومدى إفادته للبيت ولأولادهم أيضا، إنما هذا أيضا قليل.
 

 
عن تاريخ هذا الصالون الأدبى قالت النشار: أسس هذا الصالون الشاعر سمير محسن فى مركز شباب العريش منذ تسع سنوات، ومنذ ثلاث سنوات اقامت الشاعرة إيمان معاذ نفس الفكرة بكلية الزراعة بالعريش أيضا مقر عملها كل يوم ثلاثاء، حتى على مستوى الحياة الحزبية فالمرأة من الصعب جدا أن تخرج فى المساء بالتالى دورها السياسى والحزبى محكوم بطبيعة التقاليد المسيطرة على المكان.
 
فى استفسار عن أكثر القوالب الأدبية حضورا فى إبداع المرأة بسيناء تقول النشار: الحقيقة أن الشعر هو المسيطر أكثر على الإبداع فى سيناء وهناك كاتبة قصة قصيرة فاطمة أحمد لكن لاتوجد روائيات... بالنسبة لدور وزارة الثقافة يوجد قصر ثقافة واحد بالعريش وهو فى حالة إحلال وتجديد منذ ثلاث سنوات مما له أثر سلبى على متابعة النشاط الثقافى واستمراريته حيث تقام الأنشطة بمجهودات شخصية من المبدعين هنا فالفعاليات شبه متوقفة، لكن بشكل عام أرى أن وزارة الثقافة تقوم بدورها جيدا وتبذل كل ما فى وسعها لكن الدور الأساسى يقع على المبدع نفسه فى اهتمامه وبذله المجهود فى طرح نفسه وفرض إبداعه على الساحة الثقافية من خلال تواجده ومتابعته للأحداث.
 
لأن طبيعة سيناء عموما تحظى بخصوصية من حيث لقاء الصحراء والبحر وصفاء السماء والجبال فهى أرض الفيروز التى تتمتع بوفرة معدن الفيروز حتى أنه قيل أن القمر حين يضىء أرض سيناء تتلألأ بلون الفيروز، هذا الجو الساحر لابد وان يكون له تأثيره الباهر على المخيلة الفنية وخلق مواهب فنية، خاصة من النساء اللاتى يتسمن بوفرة فى الوقت تتيح لهم الفرصة فى ممارسة الفن التشكيلى الذى قد لا يحتاج للتنقل الكثير، الفنانة التشكيلية فوزية البراوى إحدى المبدعات بشمال سيناء بالعريش ولديها مقتنيات فنية بمتحف الفن الحديث، نسألها عن التحديات التشكيلية السيناوية وحياتها، تقول البراوى: أشارك بمعارض ولدى مقتنيات بمتحف الفن الحديث ومقدمة حاليا بمنحة التفرغ وكان الأسبوع الماضى التحكيم للأعمال المقدمة وسأشارك فى معرض قريب هنا بكلية التربية الفنية بالعريش.
 

 
تستكمل حديثها: شمال سيناء هنا غنية جدا بالمبدعين نتيجة لطبيعتها طبعا.. فعلى الرغم من وجود فنانين محترفين وخريجى الكليات الفنية إنما أيضا هناك عدد كبير من هواة الفن التشكيلي، ولقد شكلنا جماعة «فنانى سيناء» ونشارك دائما بكل الفعاليات الفنية فلدينا معرض سنوى بأتيلييه القاهرة ومشاركتنا سنوية أيضا بالمعرض العام ... الحقيقة أن العريش فيها حرية ضمنت الحضور الواضح للمرأة السيناوية واستيعاب لإبداعها وفنونها فأنا زوجة الدكتور فاروق ناجى ولقد شاركته وعدد من الفنانين بالجداريات التى نفذها هنا بشمال سيناء، لكن الإشكالية الوحيدة وهى الإشكالية العامة لكل الفنانين هو عدم الاهتمام الواضح بالفن التشكيلى وأهميته فى المجتمع الأمر الذى أدى لبعض القصور فى تلقى الفن والتعاطى معه إعلاميا .. فجميعنا نعمل بمجهودنا الذاتى دون اى اهتمام من المحافظة أو أية جهة كانت.. أما طبيعة الموضوعات التى يتناولنها فى سيناء تقول: الموضوعات تمس الحياة السيناوية والحياة الاجتماعية فى مصر عموما والمشاكل التى نعيشها على الحدود أيضا واهتمامنا الأكبر بالموتيفات السيناوية والتراث السيناوى لذلك تجدين هناك حضور للبورتريه وللشخوص أيضا.