الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طه حسين يقدم مدوناته التشكيلية فى «لوحات على ورق»




إذا كان التاريخ يقول إن الثورات لا يتم تسجيلها أو التعبير عنها فنيا سوى بعد فترة طويلة، فإن ذلك لا يمنع المبدع من تسجيل انفعالاته على الورق، فيما يشبه المدونات أو الخواطر، الفنان التشكيلى طه حسين، الذى تجاوز الثمانين من عمره، ومازال قادرا على العطاء والإبداع على مستوى المنتج الفنى من لوحات ومجسمات وأعمال خزفية وسجاد يدوى والطباعة «باتيك» إلى المحاضرات الفنية بالكليات الفنية، ليقدم الجديد من أعماله التى أنتجها ما بين عامى 2011 و2013 فى معرض «لوحات على ورق» بجاليرى المسار بالزمالك، التى يعبر فيها عن رؤيته لمصر فى هذا التوقيت الحساس لكن بأسلوبه المميز الذى يعتمد بشكل أساسى على الخط العربى ولكن بأسلوب حديث ابتكره بعد رحلة فنية طويلة تشبع بها فى صغره حيث نشأ بمنطقة الحسين بين العمارة الإسلامية والنقوش والكتابات العربية وتمركز الخطاب الدينى الشعبى الذى يحمل أغراضا سياسية بين طياته، ثم التحاقه بكلية الفنون التطبيقية فيما بعد أثقل لديه موهبته المستمدة من هذه الحالة الشعبية المرتبطة بالفكر والعقيدة الإسلامية.
 

 
فى أعماله «لوحات على ورق» يقدم حسين مساحات لونية وشخوصًا تجريدية يبتعد فيها تماما عن توضيح الملامح، فليس الهدف لديه هو الشخص، إنما يتجاوز حسين فى أعماله التفاصيل الدقيقة ويلعب على الكتل الأساسية فى تشكيلاته اللونية، التى يتخذ منها أرضية متعددة المساحات تنطلق عليها كتاباته غير المعبرة عن جمل بعينها إنما تبرز جماليات إيحاءات الحرف العربى وقوته التى يؤكد عليها حسين باستخدام اللون الأسود، فالكتابة هى أحد أهم مكونات الثقافة عموما ومكونات الثقافة المصرية تحديدا، فمصر هى أول حضارة جمعت ما بين الكتابة والفن على جدران معابدها، كان هذا هو المحفز الأساسى لطه حسين فى اهتمامه بالخط والكتابة. فى لوحة أخرى اتجه حسين لرسم ما يشبه الطبيعة الصامتة وهى فازة تحمل بعضا من الزهور الذابلة لكنها محاطة بدوامة خطية وكأن الهواء يدور بقوة حول الزهور محاولا منحها بعضا من الحياة التى غابت عنها... مدونات حسين حملت رؤيته الفنية الخاصة التى ربما يبحث خلالها عن عمق الثقافة المصرية وأصالتها .. وربما أيضا أنه يسعى لمنحها الاستمرارية والحضور رغم غيابها عن أرض الواقع!