الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنقذوا «صحف الشعب»!




«نعش الصحف القومية».. هذا التابوت الذي بات ينتظر «جثة الإعلام الحكومي» بعد أن تحولت «صحف الشعب» إلي كيانات خاسرة لأسباب خارجة عن إرادتها بفعل الأحداث الثورية وتراجع الإيرادات.. في الوقت الذي تحاول فيه أجهزة الدولة التخلي عنها بكل الطرق، بل وتزيد من أعبائها ومشاكلها - لا نريد أن نقول بفعل فاعل - لتصبح هذه الصحف بين سندان الخسائر ومطرقة التجاهل.

«مجلس الشوري» الأب الشرعي لـ«صحف الشعب» والمالك الرسمي لها يقف موقف «المتفرج»، ويستقبل استغاثات المؤسسات القومية العاجزة عن سداد رواتب صحفييها وعمالها بالتجاهل التام وسط انشغاله بتمرير القوانين ذات الطابع السياسي حتي أصبحت تلك المؤسسات بدون «كبير» يعاونها في حل أزماتها.
 «لجنة الثقافة والإعلام بالشوري» تركت المعاناة المادية التي تعيشها المؤسسات القومية، وتفرغت لإدارة ملفات ليس من بينها وضع حلول جذرية للتغلب علي المشاكل المالية للمؤسسات الصحفية، ففي الوقت الذي تتحمل فيه الدولة أجور ورواتب «ماسبيرو» التي تصل إلي 250 مليون جنيه، فإن المؤسسات الصحفية لا تجد من يدعمها بـ«6 ملايين جنيه» في الشهر الواحد.
ورغم الطرق العديدة التي يمكن أن يتبعها «الشوري» لدعم المؤسسات، اكتفي المجلس بدور الرقيب علي «صحف الشعب»، وترك دور «الداعم» شاغرا، حتي بدأت الإصدارات القومية في الانهيار ماليا ومهنيا، وسط تجاهل تام لاحتجاجات صحفييها وعمالها التي أشعلت شرارتها مؤسسة «دار الهلال» قبل أسبوعين بعدما اعتصم العمال مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية، إلا أن مجلس الشوري الذي يرفض أن يساوي بين التليفزيون المصري والمؤسسات الصحفية، لم يحرك ساكنا لتستمر معاناة العمال.
ورغم تصريحات محمد نجم أمين  عام المجلس الأعلي للصحافة عن سعي المجلس لإسقاط الديون الحكومية عن الصحف القومية، فإن مديونيات المؤسسات الصحفية تتزايد يوما تلو الآخر، في ظل تجاهل مجلس الشوري لإصدار تشريعات تحمي هذه الصحف من الانهيار.
ضياء رشوان نقيب الصحفيين أكد أن النقابة تسعي في  هذه المرحلة للتركيز علي وضع حلول لمشاكل الصحف القومية عن طريق إنشاء مجلس وطني للصحافة يكون مستقلا عن الدولة أو مجلس الشوري، قائلا: «سنطالب بإسقاط الديون السيادية التي تراكمت علي كاهل تلك المؤسسات».
أما جمال عبدالرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير جريدة الجمهورية السابق.. فألقي بمسئولية قتل المؤسسات القومية علي مجلس الشوري، قائلا: «إذا كان النظام السابق له دور كبير في الفساد الذي وصلت إليه الصحف.. فإن الشوري يمارس دورا أخطر عن طريق مخطط لإخونة الإصدارات».
وعن مخطط «أخونة الصحف»، قال «عبدالرحيم»: إن مجلس الشوري أصبح همه الشاغل هو اختيار رؤساء تحرير يكونون بمثابة لسان حال حزب «الحرية والعدالة»، حيث يسير المجلس علي درب الحزب الوطني المنحل في تغليب «الولاء السياسي» علي «المهنية».