الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«واحد من خمسة» مبادرة تعيد تشكيل العلاقة بين الفنان والمجتمع




المبادرة جاءت نتيجة تراكمية لحالة الفقد فى الوسط الفنى وهجرة شباب الفنانين من أسيوط إلى القاهرة بحثاً عن عالم أفضل بتلقائية المبدعين والفنانين قام بعض من فنانى محافظة أسيوط بإطلاق مبادرة «واحد من خمسة»، وهى عبارة عن دعوة لفنانى مصر فى كل أقاليمها للنزول بفنهم للشارع ولقاء الناس فى كل مكان متاح والبعد عن وهم العاصمة الذى يقتل الفنان ويضعه فى دائرة مفرغة تبعده عن هدفه الأساسى، وهو أن يكون مؤثرا فى مجتمعه الذى ولد هكذا وصفها لنا الفنان التشكيلى عماد أبو جرين صاحب فكرة المبادرة.
 
يقول أبوجرين: فكرة «واحد من خمسة» بدأت من منتصف عام 2012 وجاءت كنتيجة تراكمية لحالة الفقد فى الوسط الفنى وهجرة شباب الفنانين من أسيوط إلى القاهرة بحثا عن عالم أفضل وإصرارى على البقاء فى مجتمعى الذى ولدت به لأقدم عروضى الفنية للناس فى صعيد مصر.
 
والذين شاركوا فيها هم البسطاء ممن قابلتهم فى صباح كل جمعة حيث ميعاد الفعالية هو السادسة من صباح كل جمعة على كوبرى 25 يناير سواء من سكان المكان أو العابرين من أعلى كوبرى المشاة، ولم أكن معنى على الإطلاق بدعوة أصدقائى أو المثقفين لحضور اللقاء لأنه ليس افتتاحًا لمعرض أو حدثًا ثقافيًا يحتاج لقص الأشرطة الملونة .
 
سأهدى الأعمال الفنية لجمهور أسيوط من المشاة واخترت تحديدا ذلك الكوبرى الذى يمر من على السكة الحديد ومجاور لمنزلى الذى يوجد بمنطقة الحمراء العشوائية بمدينة أسيوط لأننى حين أمر وأتأمل جمال المكان إذا ما وظف فنيا وأستغله الفنانون لتقديم أعمالهم الفنية سواء تشكيلاً أو موسيقى أو عروضًا تفاعلية مع الجمهور من شأنها أن تجدد العلاقة المشوهة عن دور الفنان فى مجتمعه.
 
وأضاف، بالطبع نجد أن فاعلية الناس تتوقف على أمرين مهمين، أولهما: ما هو معروض من أعمال فنية وأفكار تحقق الدهشة وتجذب الانتباه وتحث الإنسان البسيط على التفاعل معها، أو حتى طرح الأسئلة، ولو لم يتوقف ثوانى لتأمل اللوحات أو التركيز مع الموسيقى التى تنبعث من جهاز تسجيل تقليدى تشارك فى دخوله الحالة أو تدعم الفكرة باستحضار جو نفسى معين.
 
وثانيهما قدرتى كفنان على إدارة حوار وسرعة البديهة فى توظيف المواقف الدرامية التى تخلق مساحة الحوار هذه وتتنوع ما بين الأداء الجسدى الصامت أو الرسم أمام المارة، أو إطلاق الأسئلة خفيفة الظل، أو عبارات التحية المحببة للناس مثل: «صباح الجمال» .. «صباح الفل» .. «نهاره أبيض» يعنى استدعاء حر حسب الموقف أو بمعنى مسرحى «ارتجال».
 
واستكمل موضحا أن تطوير الفكرة يأتى من تكرار تقديمها فى أماكن أخرى مع الاستفادة من خبرتى فى النزول بعروضى الفنية فى الشارع على مدار 5 سنوات حتى الآن، هى ببساطة أن تتعود الناس على مشاهدة الفنانين بأعمالهم ببساطة وبدون أجواء احتفالية يعنى داخل نفق للمشاة أو أسفل كوبرى أو فى موقف العربات أو أعلى كوبر مشاة أو فى بير السلم، وهى الفكرى التى أجهز لتقديمها قريبا مع سكان بعض العمارات السكنية فى أكثر من حى سكنى سواء بالمدينة أو بقرى أسيوط وإهدائهم اللوحات الفنية لتوضع داخل منازلهم.
 
فتطوير الفكرة يأتى من الاستمرار فى النزول للشارع بحب، وبعدم تكلف والحديث مع الناس عن الفن والثقافة والحضارة وكل الموضوعات، ويكون الوسيط هو الأعمال الفنية.
 
أما عن القائمين عليها فهى فكرة أو مبادرة من مبادرات مركز «إبداع المليون فنان» الذى انطلقت فكرته فى بداية عام 2012 وقدم ملتقى النفق الإبداعى ومبادرة إحياء الوكالات الإسلامية بغرب أسيوط، يرافقنى فى جولات واحد من خمسة المصور الفوتوغرافى حامد سلامة لتوثيق لحظات لقائى بالناس ويحضر فى كل جولة بعض الفنانين من باب الفضول، وهذا من ضمن أهداف المبادرة أن يغار الفنانون ويقدموا عروضهم فى الشارع ومع الناس.
 
وعن سبب اختياره لهذا الاسم قال: «الاسم وهو واحد من خمسة، وهو اختيارى كفنان لطريقة عرضى وأعمالى الفنية ومكان العرض وموعده دون أى تدخل من سلطة أو مؤسسة تفرض شروطها، وقمة سعادتى تكتمل عندما أهدى لوحة لشخص بسيط حلم كثيرا باقتناء عمل فنى فى منزله، وهو لا يملك ثمنها ودائما أستمد طاقتى من جملة أطلقتها مع بدء الجولة الأولى وهى : «لا أعرف موعدا للنهاية فقط أستطيع أن أبدأ» وأوجهها لكل فنانى مصر أن يبدأوا.