الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«اللقية» تهدد منازل «دندرة» بالانهيار





 
 
 
يعيش أهالى قرية دندرة الواقعة غرب محافظة قنا على بعد مسافة لا تتعدى 6 كيلو مترات على أمل العثور على الكنز أو «اللقية» كما يسمونها ولا فرق بين غنى وفقير الجميع يتوق إلى العثور على الكنز أملا فى الثراء الفاحش من جانب الأغنياء وهروب الفقراء من فقرهم ومن أجل ذلك يضحون بالغالى والنفيس نظرا لكثرة القصص والروايات التى تدور داخل تلك القرية عمن يجدون كنزونا إذ يصبحون بين عشية وضحاها من أصحاب العقارات والاراضى وقد ساعد الإنفلات الأمنى فى تحول أعمال البحث عن الآثار إلى هوس فى رءوس مواطنى «دندرة».
عبدالله إبراهيم يقول: إن هناك اعتقادًا راسخًا فى أذهان أبناء القرية بأنه لايوجد منزل بالقرية الا وبه قطع أثرية أو كنز فرعونى وهذا ما دفع أهالى القرية للتنقيب والحفر داخل المنازل بحجة عمل بيارات صرف صحى، الأمر الذى أدي إلى تصدع منازلهم وتشققها وجعلها عرضة للانهيار.
 وأضاف إن البعض يقول ان مشروع الصرف الصحى توقف بالقرية خوفا من العثور على آثار فرعونية عقب الحفر نظرا لنزول الخطوط الرئيسية للصرف الصحى لامتار بعيدة مما قد يتسبب فى مشاكل داخل القرية.
ويشاركة فى الرأى أحمد جاد الذى قال أيضًا أن الطمع وحب الغنى جعل الباحثين والمنقبين عن الاثار بالقرية ينتهكون حرمات الموتى ويحفرون عن الاثار أو الكنز بمقابر الموتى بجبانة «دندرة» نظرا لقربها من المعبد وما يتردد على ألسنة الناس من وجود مسلات وقطع أثرية بالقرب من مقابر دفن الموتى بالقرية وقد يتسبب ذلك فى وقوع اشتباكات مسلحة بين العائلات بالقرية.
ويشير عيد محمود إلى أن رجال الدين المسيحى والاسلامى يشتركون فى عملية إستخراج الكنز حيث يعتمد المنقب عن الاثار على شيخ أو قسيس فى عملية استخراج الكنز أو «اللقية» ويجلب له البخور أو ما يسمى (بالطقش المغربى) وذلك لتحضير الجن ليدلهم على مكان اللقية وأن من أمهر المشايخ فى عملية إستخراج الاثار هم القادمون من المغرب لأن لديهم قدرات خارقة يستطيعون إخراج الكنز بكل سهولة ولكن الغالبية العظمى منهم ينصبون ويستنزفون أموال الناس ثم بعد ذلك يهربون.
ويبرر هاشم حسن من شباب القرية سبب تزايد تلك الظاهرة بين أبناء القرية بسبب ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين أبناء قرية دندرة ونتيجة للفراغ والارقام الخيالية التى يسمعونها والاموال الطائلة التى تجلبها الاثار لاصحابها فضلا عن براعة الدجالين والسحرة فى جلب الشباب للبحث والتنقيب ويتربحون من ورائهم ناهيك عن فتاوى بعض المشايخ بعدم حرمتها طالما تستخدم الطرق الشرعية وتخرج ذكاتها.
ويلفت محمد مصطفى باحث فى الاثار إلى أن هناك طريقتين لاستخراج الكنز الاثرى الطريقة الاولى تتمثل فى قيام بعثات عن طريق الاعتماد على الاجهزة والتقنيات الحديثة مثل جهاز gbrللكشف عن المعادن وعمرها.والطريقة الثانية يعتمد عليها لصوص الاثار عن طريق استخدام المشايخ الذين يستعملون السحر والجن فى عملية الاستدلال واستخراج الكنز.
ولوحظ فى الآونة الأخيرة اعتماد بعض البعثات الاثرية على هذه الطريقة عن طريق اصطحاب شيخ بارع فى عملية الاستخراج.