الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإخوان ينافسون برامج الكوميديا السياسية




فى تحد جديد لخوض الاخوان لتجربة الفن قرر أحمد المغير أحد نشطاء جماعة الإخوان المسلمين تقديم تجربة برنامج كوميدى ساخر على غرار برنامج باسم يوسف «البرنامج» وبدأ المغير بالفعل فى بث أولى حلقات برنامجه الذى يحمل عنوان «شلوت» على موقع اليوتيوب.. وتعمد خلالها توجيه الانتقادات السياسية الساخرة لكل من الجماعات الليبرالية والإسلامية على حد سواء. وعن فكرة تقديمه للبرنامج قال المغير: «لقد قررت ان أقدم عملاً فنيًا إعلاميًا محايدًا للرد على البرامج التى انتشرت مؤخرا على القنوات الفضائية سواءً التى تحمل فكرًا إسلاميًا أو غير إسلامى حيث يتعمد كل منهم استخدام كل الطرق لجذب الجمهور لرأيها الخاص دون انتقاد الفكر الذى ينتمى له، ورأيت ان القنوات الإسلامية لا تتمكن من توصيل فكرها الصحيح للجمهور بشكل مشوق وجذاب خاصة لجيل الشباب مثل القنواتالليبرالية.. فأغلبها يعتمد على أفكار قديمة واساليب نمطية، بينما الترفيه يشكل 90% من الإعلام وتأتى البرامج الدينية والسياسية والاخبار وغيرها لتشكل 10% منه. لذلك قررت تقديم برنامج «شلوت» والذى ينتقد كل السياسات بشكل محايد ولن استثنى احدًا من النقد، لأن القداسة لله وحده وكلنا بشر ومن الطبيعى ان نخطئ ويوجه لنا الانتقاد والسخرية. وسوف انتقد الجماعات الإسلامية التى انتمى لها والحكومة والرئيس نفسه طالما هناك خطأ واضح. فأى شخص «يهرتل» سنعطيه «شلوت».
 
وعن انتقاد الجماعة الاسلامية له قال: «بالفعل انتقدنى البعض ومن المتوقع ان يزيد النقد خاصة بعد عنوان حلقتى الأولى «اشاعات غرفة النوم» ولكن مرجعيتى الاساسية هى الإسلام وحدودى هى الحلال والحرام، فالفن ليس محرما طالما لا يخل بحدود الله.. والسخرية التى أقدمها ليست محرمة لانها ليس بها أى الفاظ خارجة او ايحاءات معينة بالإضافة إلى انى لا أسخر من خلق الله والتى تشمل شكل الجسم وطريقة الكلام أو عاهة معينة، ولكنى اعتمد على الانتقاد والسخرية من الاراء فقط. فحدود الحلال والحرام واسعة وهناك بعض الشخصيات يضيقونها بدون وجه حق هذا فى رأيى ما جعل أهل الفن يأخذون موقفًا من الإسلاميين لأنه عندما يضيق شخص عليك الحياة ويحرم كل شىء ستقابل هذا بالنفور بل ستتعمد الخروج على حدود الحرام عمدا».
 
وأكد المغير انه تأثر بشكل ونجاح برنامج «البرنامج» لباسم يوسف قائلاً: «هذا شكل عالمى واقتبسه باسم يوسف ونجح من خلاله ولكنى أقدم هذا العمل بنكهتى الخاصة، وقد كنت من متابعى باسم فى بدايته وكان صديقى وقام باستضافتى فى إحدى حلقات برنامجه عندما كان يعرض على قناة OTV ولكنى قررت عدم مشاهدة حلقاته بعدما تحول من إعلامى محايد لمتحيز.
 
وأضاف المغير ان برنامج «شلوت» مدعوما إنتاجيا من شركة «بركة وان» لمالكها حازم بركة وتجرىحاليا تفاوضات لعرضه على إحدى الفضائيات التى تقدر الحياد الإعلامى، وقال إنه يقدم أيضا برنامجا آخر بعنوان «30 فبراير» والذى تدور أحداثه حول قصة فانتازيا «ماذا لو وصل غير الإخوان للحكم؟» وتناول فى حلقته الاولى الامور التى ستحدث إذا كان احد اعضاء جبهة الإنقاذ تولى الحكم بدلا من محمد مرسى.
 
أما نجوم الفن فكان لهم رأى آخر مؤكدين إن برنامج المغير لن يكون حياديًا مهما حاول، ولكنهم يتمنون ذلك وقد بدأ الفنان أحمد آدم كلامه بأنه يرحب بدخول أفكار جديدة ووجوه للفن فهذا يعد شيئا جيدا وصحيا على حد قوله، وأضاف: «توافد الأفكار والاتجاهات الجديدة مطلوب وأنا أرحب بالمنافسة طالمة فى شكل ساخر من دون شخصنة وأهنئه على اختياره للكوميديا بالذات لأنها أقصر الطرق للوصول لقلب وعقل المواطن. وشىء جميل ان يدخل الاخوان لهذا المجال لأن قمة الطغيان تتحول فى النهاية إلى عنف أو سخرية، فلو اتبعت الجماعة طريق السخرية سيكون أفضل. ولكن ليس معنى ذلك انه يستطيع ان يبث الافكار التى تحلو له وسيتقبلها الجمهور بشكل فورى. ففكرة انتمائه لحزب او فكر او توجه معين يضعه فى مأزق الانحياز لانه مهما حاول ان يكون حياديًا سيكون منحازا ولو بنسبة للفكر الذى ينتمى له، وأبشره هنا بالفشل لأنه سيدخل فى مشكلة مع الجمهور فالشعب المصرى شديد الذكاء ويقيم الكلام قبل تصديقه، وفى رأيى ان احد اسباب نجاح برنامجى «بنى آدم شو» مع الناس أنه يعبر عنهم فأنا لسان حالهم ومنهم ولا انتمى لاى جهة.. وأنصحه إذا كان يريد النجاح ان يقف فى صف الناس فقط».
 
وأضاف قائلا: «فكرة اسم البرنامج لا تبشر بالخير لأنى اعتبره نوعًا من العنف والعنف والسخرية لا يجتمعان معا ولا يمكن أن يصل للمواطن بهذا الاسم الصادم.. لكنه يمكنه تغيير اسمه والأهم هو المضمون الذى سيحتويه.
 
 ومن جانبه قال المخرج خالد جلال: «سيتحملكل من يدخل للفن مسئولية الحيادية لأن الفن لا يمكن ان ينتمى لاى اتجاه او يعمل على خدمة جماعة أو فكر معين. وفى رأيى لو فكر ان يبث أفكار جماعته الخاصة فقط للجمهور سيفقد ثقته لأن الاوراق كلها أصبحت مكشوفة للشعب ولو قدم أى شىء عكس ما ينتقده الشعب وحاول الضحك عليهم فلن يقبلوا ببرنامجه. وفى كل الاحوال فكرة اهتمام كل الطوائف الاجتماعية بالفن شىء مربح ولن يخسرنا شيئا بل على العكس سيطرح كل الاشكال والتوجهات. ولكن المهم ان يتعامل الاعلامى دائما مع المواضيع بضمير حى حيث لا يستغل برنامجه ليمرر السم فى العسل ويدخل افكاره الخاصة خلال القضايا.. واتمنى ان يكون حياديا مثلما يقول وافلح ان صدق».
 

 
ووصفت المخرجة كاملة ابو ذكرى الاخوان بأن «قلبهم ناشف» وسيكون دمهم ثقيل على قلوب المصريين حيث قالت: «اتعجب لاختيارهم مجال البرامج الكوميدية الساخرة ولا اتوقع نجاحهم فيها فهم بالنسبة لىمثل الإسرائيلين اللذين يحاولوا تقليد الافلام الكوميدية المصرية القديمة فيكون دمهم ثقيل ولا يضحكون من يشاهدهم وذلك لأن قلبهم قاسي.. كما ان من يريد الدخول بالكوميديا لابد أن تكون لديه عوامل النجم الكوميدى فلو نظرنا لباسم يوسف او عادل امام أو محمد صبحى أو نجيب الريحانى مع حفظ الألقاب فسنجدهم مثقفين دارسين للمزاج الاجتماعى ولديهم القدرة على التكييف مع الجمهور والشعب المصرى يتمتع بالفعل بخفة الظل فكيف يضعون انفسهم فى هذا الوضع».
 
وأضافت قائلة: «لن اتوقع لهذا البرنامج نجاحًا حتى لو قدمه كوميدى دارس ومثقف فطريقة بث الاخوان لافكارهم تم كشفها، ولن يحتال احد على الشعب مرة اخرى ولا اعنى بذلك طبقة المثقفين فقط، بل ان الناس البسيطة من الشعب مثل المكوجى وسائق التاكسى والبواب وغيرهم تفهموا لعبة الإخوان وحيلهم. وعلى الرغم من انى لم اشاهد الحلقة إلا انى متوقعة ان تبث افكارهمفى غلاف كوميدى».
 
 

ويرى الكاتب مدحت العدل ان الجماعات الإسلامية لن تنجح فى دخول الفن والكوميديا بشكل خاص لأن الفنون تعتمد على أهم الأشياء التى يفتقدونها وهو الخيال.حيث قال: «حتى لو تمت إذاعة هذا البرنامج على نطاق واسع فأعتقد انه لن يشاهده سوى الإخوان أنفسهم ولن يضحك عليه سواهم ايضا مثلما يحدث مع قناتهم الفضائية «25» ولا اعتقد انه سيستطيع ان يكون محايدا حيث انهم من سماتهم التحايل على الحقيقة وإنكار المشاكل، ولقد رأيت أحد اعضاء الحكومة على التلفاز اول أمس ينفى وجود أزمة فى السولار والناس تشتعل غضبا فى الشارع، مما يعنى انه يريد أن يوارى الحقيقة بشتى الطرق واعتقد ان هذا البرنامج سيكون مثلهم ولن يكون حياديا.. كما ان اسمه حاد وفج ويدل على العنف والتطرف».
 
بينما يرى الناقد د.ناجى فوزى ضرورة أن نترك لهم الساحة لعرض إبداعاتهم وتقييمها فيما بعد قائلاً: الحكم فى النهاية سيكون للجمهور ويجب ان نسأل انفسنا وقتها إذا نجحوا هل لأن الجمهور اصبح يؤيد فكرهم الايديولوجى ام لاتقان هذا الشاب الأداء الإعلامى الكوميدى، والعكس صحيح إذا فشل. وأضاف قائلا: «من المتوقع ان يتغير نمط هذا البرنامج ليبث أفكار الإخوان ويدافع عنهم ولكن حرية التعبير التى نطالب دوما بها تحرم علينا الهجوم عليه الا بعد متابعته لفترة وتقييمه بشكل موضوعى، فمن حق كل إنسان منا نشر أفكاره والتعبير عنها بالطريقة التى تحلو له طالما فى حدود حرية الرأى والتعبير».
 

 
وعلق فوزى على اسم البرنامج «شلوت» قائلا: «هذا الاسم للأسف يحمل معانى للعنف الديناميكى أو الحركى وهذا سيحدد اهداف البرنامج فى مقابلة آراء الغير بالعنف.. فكل برنامج لديه الاسم الذى يعبر عنه فلو نظرنا لبرنامج باسم يوسف على سبيل المثال سنجده اختار له اسم «البرنامج؟» ليكون معبرا عن برامج المرشحين للرئاسة وقت ظهوره على شاشةالتليفزيون لأول مرة.. وفكرة استمراره بهذا الاسم ليست سوى استثمار لنجاح البرنامج منذ بدايته».