الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أمل محمود: تغيير ألوانك يجدد قلبك.. حبك.. وعلاقاتك الإنسانية




مع قدوم فصلى الربيع والصيف تتقلب الحالة المزاجية لدى الكثيرين، ولأننا نبدأ فترة من الإجازات والأعياد كعيد العمال وخميس العهد وأحد القيامة وشم النسيم، تجمع الأسرة ومع وجود الأطفال بالبيت، قد تتحول هذه العطلات إلى مشاكل لا تنتهى وتفسد المتعة بالإجازة.
 لذلك يعرض علينا مجموعة من الأطباء النفسيين وخبراء العلاقات الزوجية نصائح للزوجات للاستمتاع بشم النسيم مع الأسرة.

 
 
ينصح د.يحيى جعفر استشارى الطب النفسى بالآتي: أهم  شىء للحفاظ على الحالة المزاجية هو الحفاظ على إيقاع الحياة.. أى لا يصابوا بإغراء السهر وعليهم المحافظة على ساعات نومهم وواجباتهم الحياتية واليومية، فلا يجب التنازل عن ذلك.
 ويتابع البعض يتعامل مع تحسن الجو وكأنه فرصة! وهنا تبدأ المشكلة لأننا بذلك نخل بإيقاع حياتنا الذى يحافظ على التوازن، بالتالى يتغير المزاج إما إنه يسوء او «يلعلع».. فالبعض مزاجيته تعلو فى هذا الوقت ويتحدث كثيرا وينام قليلا وعصبى وتفرز دماغه المشروعات بغزارة بشكل يفقده السيطرة على هذه الأفكار من وقد تصبح ميوله عدوانية، بالتالى أهم شىء للحماية من هذه الحالة هو الحفاظ على إيقاع الحياة، عدم الانصياع لإغراءات الاستمتاع المفرط بالوقت على حساب ساعات نومنا وعملنا، عدم التنازل عن واجباتنا اليومية التى لا يجب أن أتنازل عنها كالاهتمام بالبيت مثلا.
ويلفت يحيى النظر إلى أنه قد يرى البعض فى حديثه أنه يدعو للملل! لكن هناك فرقا ما بين الروتين وما بين الملل.. فالناس التى تمل أو تزهق هم من يهملون واجباتهم ولا يبالون بها وينشغلون بأشياء أخرى لاقيمة لها، وفى المقابل من يقومون بواجباتهم وأعمالهم يستمتعون تماما بأوقات فراغهم حتى لو كانوا وحدهم، بدليل أن الإنسان هو الكائن الوحيد من بين المخلوقات الذى يشعر بالملل، ويشير إلي نقطة مهمة جدا مرتبطة بالتوقعات.. فكلما زاد سقف التوقعات كلما زاد الألم.. فمثلا على مستوى الطلبة وقت المذاكرة والامتحانات يتخيل أنه حينما تبدأ الإجازة ستنقلب الدنيا! لكن لا يحدث ذلك بالطبع، بالتالى يشعر بملل شديد طول الإجازة وقد يكتئب ايضا أو يصاب بالإحباط!.. لذا فلابد أن يكون الإنسان صاحب توقعات معقولة ومناسبة وجدول أعمال.. فالنساء فى شم النسيم ستكون «مبسوطة» بإعداد الرنجة والفسيخ والملوحة التى تحبها الأسرة، لكن إذا فكرت فى الاستراحة بأيام الإجازة وإهمال واجباتها ستفزع حين تجد البيت «يضرب يقلب» والإجازة ستتحول لـ«نكد»!
أما د.هبة فتحى استاذ مساعد الطب النفسى بطب القاهرة فتنصح كل زوجة قائلة: فكرة التقلبات المزاجية تختلف من شخص لآخر فهناك من لديهم الاستعداد والقابلية، بالنسبة للأزواج فالتقلبات المزاجية شىء يومي، وعلي الزوجة أن تستعد للإجازة ببرنامج لطيف لأسرتها والأهم من ذلك أن تختار الوقت المناسب لعرضه على الزوج، وأرجو أن تعرضه بأسلوب وكأنها تسعى من خلال هذا البرنامج لراحته فى الإجازة.. مثلا أن تخبره بأنه سيوصلها هى والأولاد صباحا للنادى ويتركهم هناك ويستكمل يومه بشكل عادى وهكذا، بحيث ألا يتصور أن الإجازة هى عبء عائلى عليه ومزيد من الإجهاد المعنوي والمادى، فجدول الأعمال والتنظيم المسبق للوقت هو الأساس لنجاح حياتنا.
 

أمل محمود خبيرة العلاقات الزوجية تقول لكل زوجة: «الدنيا ربيع والجو بديع قفل لى على كل المواضيع» هذا بالضبط ما أنصح به الأزواج فى هذا الفصل من كل عام، أن يغلقوا كل المواضيع المعلقة والمشاكل المؤجلة وإما أن يسعوا جاهدين لحلها أو يتغلبوا عليها ويتناسوها إن كانت هناك رغبة صادقة فى إكمال الحياة سويا.. ويجب أن يسعى الأزواج جاهدين إلى الاستفادة من الفرصة الربانية التى تأتى إلينا فى هذا التوقيت والتى تساعد أمزجتنا على التحسن والتواصل مع الطبيعة ومع الآخر أيضا، وهنا أنصح الزوجين بالتجدد الدائم أسوة بفصول السنة، فلا توجد مشكلة بلا حل وبعد كل خريف هناك شتاء ثم لابد أن يأتى الربيع، هذا هو ناموس الكون، وعلى المرأة بصفة خاصة باعتبارها الكائن الأكثر إبداعا والأقدر على بث البهجة فى نفوس المحيطين، أن تهتم بنفسها فى هذا الفصل وتغير من ألوانها إن كانت ألوانا كئيبة، وتتفاعل مع الطبيعة وتكتسى بألوان مبهجة فالعلم يثبت أن للألوان تأثير بالغ الأهمية على نفسياتنا ونفسيات من حولنا، لذلك خلق الله الألوان، وكلما كانت ألواننا مبهجة ومشرقة كلما ازددنا إشراقا وإقبالا على الحياة وتفاعلا إيجابيا مع أزواجنا، كلما كان التأثير على هؤلاء الأزواج أكثر إيجابية، بينما الأبحاث تثبت أن اللون الأسود مثلا هو لون قاتل قد يؤدى إلى الوفاة لا قدر الله.. وتوضح أن تغيير الألوان يجدد القلب والحب والحياة والعلاقات الإنسانية بصفة عامة، ويساعد بالفعل على تأجيج المشاعر من جديد إن كانت قد ذبلت، كما أن التسامح يعد الماء الذى يروى أي  علاقة زوجية ناجحة، بالإضافة إلى ضرورة التحلى بإبتسامة جميلة تساعد الآخر على غض الطرف عن أخطائنا.