الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لبيك إسلام.!




أيها الإسلام دين الله رب العالمين للعالمين، جئت تنظم الحياة لا لترسمها فقاعدتك الذهبية (أنتم أدرى بشئون دنياكم)، (حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله)، جئت تهذيباً لا تعذيباً! جئت والفجر فى إشراقه، والصبح بأنواره، والطهر وموارده، والرفق ومصادره ومقاصده!
 
جئت تبنى «أمة» لا طوائف من جماعات وفرق وطرق ومذهبيات وعصبيات وحزبيات!
 
جئت تعلى الإنسان كإنسان، ترشد عقله، وتلين طبعه، وتنير دربه، وتضىء قلبه، وتشرح صدره، وتهذب حواسه، وتهدى جوارحه للتى هى أقوم!
 
رسولك محمد - صلوات الله وتسليماته وبركاته عليه وآله - «رحمة للعالمين» وبركة للخلائق أجمعين، «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم» عرفه الخلق بأخلاقه لا بملابسه وهيآته!، «السابقون» فىعصورك الأولى الزاهرة، أحسنوا فهمك وأجادوا عرضك، جمعوا بين «الثبات والمرونة» و«النقل والعقل» ووازنوا بين «المصالح والمفاسد» فقدموك إسلاماً بلسماً ودواءً، نوراً وضياء!
 
ما بال أناس من «بنى جلدتنا ويتكلمون بلساننا» غيروك وبدلوك: جماعة اعتدت على أصولك الرئيسية فى «الإيمان والإحسان» فأوصلوك إلى عشرين أصلا!!
 
وجعلوا «بيعة» لمرشدهم تضاهى بيعة الله ورسوله! ومسخوا مقلديهم إلى هياكل جوفاء تجيد السمع والطاعة له خالصة له من دون رب العالمين ورسوله الصادق الأمين!، ثم جعلوك متكئاً لممارسات الحكم الدنيوى بشهوة جارفة، جرفت العقل وما بقى من نفائسك وجواهرك!
 
ومبتغاهم «السلطة» كما الأمويين و«يحرفون الكلم عن مواضعه» يستحلون كل محظور للوصول إلى عرش وملء كروش!، أما شعاراتهم المنسوبة إليك حسب كل مرحلة فحدث ولا حرج!
 
فصائل تثرثر بمصطلحات «سنة» فى مظاهر «أزياء» قصيرة للرجال، سوداء مدلهمة للنساء، شعثة لحاهم، حليقة شواربهم ناشزو الهيئة والعرف والعادة، قد غيروا وحدة توحيدك وقسموه ثلاثياً! واسكنوا الإله العظيم فى مساحات حسية، ومسافات مكانية، مع ألفاظ موهمة للتشبيه انتهت إلى إله مجسد له أوصاف البشر! تعالى عن ذلك! التكفير للآخرين بضاعتهم، العنف الفكرى نهجهم، والعنف المسلح أسمى أمانيهم، جفاء وغلظة، تجبر وتكبر، وتنسب مخترعات عقائدية لرسولك ظلماً، ولأصحابه زوراً.
 
غاية «الوصول» جعلوك طرباً جوار (المراقد)، فالأشعار بدل القرآن، والطرب والرقص والمسامرة مدعاهم فى حلقات ومنتديات أقرب إلى نظم الترويح عن النفس! أحاطوا (الأولياء) بهالات قداسة، وجعلوهم قبلتهم وشدوا إليهم رحالهم، ويحلقون فى غيبيات وروحانيات، شاخصة أبصارهم، سابحة شاردة! (كل حزب بما لديهم فرحون)! كل يهيم بوليه، وصار الأشياخ أعتاب الوصول إلى السراب!
 
متشيعة جعلوا مع الرسول أئمة يماثلونه (عصمة)! يركنون إلى ذكريات تاريخية فى ماض سحيق، هى الأصول والمقصد! قسموا صدر الأمة إلى طائفية فريق فى القمة وأخرى فى الهاوية! رباعى المشهد: طمسوا - أيهذا الإسلام - حدودك وتجاوزوها! غيبوا حقائق بنيانك وغيروها! (يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين مروق السهم فى الرمية)، (يدعون إلى كتاب الله وهم ليسوا منه فى شىء)، (تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم)! (يحسنون القيل ويسيئون الفعل)!
 
أيهذا الإسلام: الرباعيون هؤلاء (غثاء سيل) لا يبالى بهم الله العالم العلام! وهم ومفتونوهم من (غثاء سيل) إلى (غربة الإسلام)!
 
واإسلاماه: صحيحك وجوهرك نسعى لنمحو غبار الابتداع وتزيل عوار الاختراع، لتكون فينا (هو سماكم المسلمين) (إن الدين عند الله الإسلام):
 
دعوة إسلامية، شريعة إسلامية، عقيدة إسلامية!
 
لا كهنوتية.... لا غوغائية.... لا مذهبية ..... لا حزبية الإسلام الدين، والأمة هى الكيان، وعمارة الدنيا وإصلاحها بما ثبت وروده ودلالته، لتكريم الإنسان وإسعاده! من لك يا صحيح الإسلام؟! والقوم بين (متلون) و(متحول) و(مستهين) و(صامت) و(مترقب).... حسابات المصالح غالبة.... والادعاءات متكاثرة.... والانتحالات متزايدة!
 
(لا تزال طائفة من أمتى على الحق) قليلون مهمشون محاصرون من رباعى تجار الدين فى زمن النخاسة والعمالة والمزايدة!
 
ولربك المشتكى!