الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الألمان يسبقون العالم بـ 100 سنة «كروية»!





 
لم تكن الكرة الجميلة التى قدمها فريقا بروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ الالمانيين فى بطولة دورى ابطال اوروبا هذا الموسم وليدة الصدفة بل هى نتاج وخلاصة خطة وسياسة احترافية كروية نفذها الالمان على مدار 15 عاما يجنون الآن ثمارها.
 
 
ومنذ 15 عاما وتحديدا فى صيف 1998، ببطولة كأس العالم بفرنسا خرج المنتخب الالمانى من البطولة بشكل مهين بعد خسارة قاسية من الكروات بثلاثية من دور الثمانية.. ثم جاءت القشة التى قسمت ظهر البعير بعد ذلك بعامين فى يورو 2000 التى كانت الأسوأ للألمان حيث خرجوا من الدور الاول بدون اى فوز بل بتعادل يتيم وهزيمتين لتبدأ بعدها الكرة الالمانية على صعيد الاندية والمنتخبات عهدا جديدا وخطة تطوير شاملة كانت بذرتها الحقيقية منذ خريف 1998، عندما طالب المسئولون عن الكرة بخفض معدلات اعمال لاعبى المنتخب الاول مع التوسع فى سياسة الاكاديميات التى تتبنى وترعى المواهب وضخ استثمارات ضخمة فى قطاعات الناشئين مع تقليص انفاق الاندية على شراء المحترفين باهظى الثمن . هذه السياسة التى بدأ تطبيقها بشكل موسع مع عام 2002 ظهرت ثمارها فى عام 2006 عندما وصل المنتخب الالمانى غير المرشح لتحقيق شىءوقتها الى المربع الذهبى للمونديال ثم الى نهائى يورو 2008 وبعدها المربع الذهبى لكأس العالم 2010 ونفس الدور فى يورو 2012..هذا بخلاف الصولات والجولات للعملاق الالمانى بايرن ميونيخ فى بطولات اوروبا خلال الفترة الاخيرة والتى جسد خلالها ملامح تطور الكرة الالمانية.
 
 

 
وخلال السطور القادمة سنحاول تسليط الاضواء على السياسة التى اتبعها الالمان ليصبحوا افضل دولة كروية على مستوى العالم وينجحون فى تخطى بلدان كانت تسبقهم بكثير.
لائحة جديدة
 
 
اللوائح والقوانين هى من اهم اساليب التطوير فى اى مجال بشكل عام وهذا ما دفع الالمان لضرورة تعديل اللوائح المنظمة لشئون الاندية وكرة القدم فى بلادهم حيث تم وضع بند لا يسمح للاندية بابرام تعاقدات بأكثر من ثلث ايراداتها وهو ما كان له اكبر الاثر فى امرين الاول هو اضطرار الاندية الى اللجوء للناشئين والثانى توفير ثلثى ايرادات كل نادى سنويا وهو ما جعل اندية المانيا تعيش حالة رواج اقتصادى ساعدها على تخطى الازمة المالية العالمية بشىء من النجاح.
 
 
الأكاديميات
 
 
لاحظ الالمان إن معدلات اعمار لاعبى منتخبهم الاول فى بطولة يورو 2002 كان فوق الثلاثين عاما وهو ما يعد امرا فى غاية الخطورة لذلك بدأو فى العمل عى تخفيض معدلات الاعمال وهو ما ظهر جليا فى مونديال 2006 وما اعقبه من بطولات كبرى.
 
 
وساعد الالمان على خفض معدلات الاعمال فى المنتخب الاول وكذلك اغلب الاندية نظام الاكاديميات التى نجحت فى افراز مواهب فذة فى سن صغيرة للاندية امثال مسعود اوزيل نجم ريال مدريد وتوماس مولر وباستيان شفاينشتيجر وتونى كروس ومانويل نوير نجوم بايرن ميونخ وماريو جوتزه لاعب دورتموند وكل هؤلاء اللاعبين من الاعمده الاساسية فى المنتخب الالمانى رغم صغر سنهم الذى لم يتجاوز ال25 عاما.
 
 
المانيا منذ عام 2002 اصبح بها حوالى 50 اكاديمية رياضية تابعة للاندية على اعلى مستوى تطبق نظام الاحتراف بحذافيره ..هذه الاكاديميات تم استثمار حوالى نصف مليار يورو فيها الأمر الذى جعلها الافضل على مستوى العالم.
 
 
وحاليا لو نظرنا الى كل لاعبى الدورى الالمانى سنجد إن اكثر من نصفهم تخرجوا فعليا من الاكاديميات.
 
 
مدربون محترفون
 
 
الالمان لم يهتموا بالناشئين والشباب فقط بل اهتموا بالمدربين ايضا وباعداد جيل جديد قادر على قيادة المسيرة بعقلية احترافية لعل ابرزهم كلينسمان ويورجن كلوب ويواخيم لوف كلهم حصلوا على دراسات عليا فى كرة القدم من معاهد وأكاديميات المانية.
 
 
وبالأرقام هناك الآن فى المانيا 9 الاف مدرب كرة قدم حصلوا على شهادات تدريبية على اعلى مستوى.
 
 
خطة موحدة
 
 
امر أخر لم يحدث فى اى مكان آخر فى العالم وربما لن يحدث إن يعتمد كل المنتخبات الالمانية ومعظم الاندية على طريقة لعب واحدة مشهورة اعلاميا بـ«شجرة الكريسماس» وهى عبارة عن اربعة مدافعين ثم ثلاثة لاعبين وسط احدهم يتقدم على زميليه ليكون صانع العاب وجناحين هجوميين ورأس حربة متقدم هذه الطريقة تضمن تأمينا دفاعيا فعالا بفضل الكثافة العددية فى وسط الملعب مع هجمات مرتدة سريعة بفضل الاجناب وقلب الهجوم بمساندة من لاعبى الوسط.
 
هذه الطريقة ومشتقاتها اتقنها معظم اللاعبين الالمان لان اى لاعب يلعب بها فى فريقه ثم ينضم للمنتخب فيجد نفس الطريقة التى يحفظها جيدا وبالتالى يكون التفوق والنجاح لاسيما وان هذه الطريقة متبعة فى البوندزليجا منذ 10 سنوات تقريبا.