الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بعد اعتراض الاسلاميين وقرار رئيس الهيئه بنقل العرض من الغردقه :شنودة مخرج «ديوان البقر»: نصحونى باللجوء الدينى والمسرحية تهاجم الإرهاب الفكرى باسم الدين




«كل سنة وانتم طيبين يا مسيحييييين» و«مسكنا اثنين بيتكلموا مسيحى»..... يبدو أن هذه العبارات الساخرة من مثيرى التمييز بين المصريين سيتم التعامل معها على أنها واقع وحقيقة ملموسة بمعنى أنه سيأتى يوم ويتم التصنيف بين المواطنين فلأنك «مسلم» يحق لك التحدث فيما تشاء ولكن إذا كنت «مسيحي» فنخشى عليك من التحدث فى موضوعات بعينها،.... هكذا فسرت وأثارت تصريحات رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سعد عبد الرحمن مؤخرا بأن مخرج مسرحية «ديوان البقر» مسيحى ويشارك فيها بعض الممثلين المسيحيين وعليه قرر نقل العرض من قصر ثقافة الغردقة إلى القاهرة!
كان عرض «ديوان البقر» للكاتب محمد أبو العلا السلامونى والمخرج شنودة فتحى قد تعرض لأزمة الأسبوع الماضي،  بعد عرضه على مسرح قصر ثقافة الغردقة والتهديد بتكسير وحرق المسرح، بسبب انتقاده للإرهاب واستغلال الدين فى ترهيب وخداع الناس ، وبدلا من أن يدافع رئيس الهيئة عن العرض ويعمل على ضمان استمرار عرضه فى موقعه اختار أن يستجيب إلى تهديد «المتشددين» وقرر نقل العرض من الغردقة ثم قرر افتعال فتنة طائفية وصنف العاملين بالعرض حسب عقيدتهم الدينية وجعل من هذا التصنيف سببا رئيسيا فى نقل العرض من مكانه!
بالطبع أبدى مخرج العرض شنودة فتحى استياءه الشديد من تصريحات عبد الرحمن وقرار نقل العرض إلى القاهرة وقال:
فجأتنى وجرحتنى تصريحات سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة فكيف يصنفنى هكذا ونسى أننى مواطن مصري قبل كل شىء وإذا قررت الرد بنفس منطقه الفكرى فلابد أن أجيب عليه بأن لدى فى العرض 15 ممثلا مسلما وثلاثة مسيحيين فهل هذه التصريحات معناها أن يحدد عملنا بالكنائس وألا نندمج ونشارك فى أى حراك مجتمعى لأننا مسيحيون، فى الحقيقة بعض الجهات طالبتنى بعمل لجوء دينى لأننى يتم اضطهادى وأن أحرر محضرا ضد تصريحات رئيس الهيئة كما عرضت على بعض السفارات أنها ستمنحنى منصبا فنيا، لكننى بالتأكيد رفضت القيام بذلك لأننى أرفض هذا الأسلوب والتمييز فأنا مواطن مصرى وأعمل من واقع حسى الوطنى وليس لأننى مسيحي!!
ويضيف: بصراحة لم يهاجم العرض بقصر ثقافة الغردقة للسبب الذى ذكره رئيس الهيئة لكن يوم افتتاح المسرحية الجمعة الماضى فوجئنا بحضور أحد الأشخاص التابعين لحزب الحرية والعدالة وبعد العرض أخذ يصرخ مطالبا بإغلاقه لأن العرض يسىء للإخوان والسلفيين ، بينما فى الحقيقة المسرحية تهاجم الإرهاب الفكرى والجسدى واستغلال الدين فى ترهيب وخداع الناس وبالتالى إذا كان المهاجمون للعرض يرون أنه يقصدهم فهم يرون أنفسهم إرهابيين نحن لم نتعرض لتيارات إسلامية بل نهاجم الإرهاب باسم الدين وهذا النص كتبه أبو العلا السلامونى منذ عام 1995 وسبق وقدمه الراحل كرم مطاوع ، وكان حاضرا بالعرض لجنة التحكيم الممثلة فى الدكتور سيد خطاب والدكتور عبد الناصر الجميل وأشادوا بالعرض حتى أن خطاب قال إنه سيطالب بأن يسير هذا العرض فى جولة فنية بجميع محافظات مصر لأنه يستحق . ويقول : لكننا بالطبع بعد هذا الهجوم فوجئنا بقرار إغلاق العرض حيث استدعانى محمود عبد العزيز مدير إقليم البحر الأحمر ومدير قصر ثقافة الغردقة أسامة عبد العزيز وأبلغانى بقرار شفهى بإغلاق العرض رغم أنه لم تصدر أى قرارات مكتوبة من الهيئة أو الوزارة وهو ما جعلنى أرفض وطالبت بورق رسمى يفيد بإغلاق العرض فتعاملا معى بطريقة مهينة وقال لى أن سعد فاروق رئيس إقليم جنوب الصعيد يقول « باعتلك رسالة مشّى الواد ده من عندك، وأنا المنتج وقررنا نقفل العرض ومفيش ورق حياخده» ، ثم خرج قرار نقل العرض للقاهرة وهذا غير قانونى لأن العرض لابد أن تكتمل أيام عرضه بالغردقة وهى سبعة أيام كاملة إلى جانب أننى لا أفهم معنى نقل العرض تجنبا للمشاكل هذه استجابة للتشدد والحصار ، ورغم أن العاملين معى بالعرض مرحبين بعرضه فى القاهرة لأنها ستفتح لهم مجالا أرحب إلا أننى أرى أن عرض يوما واحدا فى الغردقة فى هذه الظروف أفضل بالنسبة لى من عرض سنة كاملة بالقاهرة ، وكنت فى قمة سعادتى عندما استطاعت مجموعة من الفتيات طالبات إعدادى وثانوى وهم مشاركون معى بالعرض فى فك الحصار الذى فرضه الأمن على المسرح الاثنين الماضى ومنع الجمهور والممثلين من الدخول لكنهم دخلوا وعرضوا فى ساحة المسرح لأن الديكور والإضاءة تم فكهم دون علمنا بالطبع وهو ما سنحرر به محضرا، كذلك فوجئت بتسجيل العرض على اسطوانة تباع بالغردقة بـ20 جنيها وعليها إقبال شديد فكل هذه الأشياء تمنحنى حالة من التفاؤل والأمل خاصة بعد وقوف بعض الحركات السياسية معنا مثل 6 إبريل والحزب المصرى الديمقراطي.

أما مؤلف العرض محمد أبو العلا السلامونى رفض بشدة تصريحات سعد عبد الرحمن وقرار نقل العرض من الغردقة وقال :
     هذا النص سبق وقدمته على مسرح الهناجر عام 1994 وأخرجه الراحل كرم مطاوع وكان بطولة ماجد الكدوانى وعبد الرحمن أبو زهرة واستمر فترة طويلة وقتها على خشبة المسرح ولم تحدث أى أزمة أو مشكلة تذكر وكان من أهم العروض التى قدمت على مسرح الهناجر فى ذلك الوقت فهو يتناول قضية الإرهاب وكيفية مقاومته واستخدام الدين فى العمليات الإرهابية ، لذلك لم أر مبررا لما حدث فى الغردقة من هجوم شديد على العرض لأنه فى رأى من يعترض على العرض فهو مؤيد للإرهاب .
ويقول: كما أن التصريحات التى خرجت بأن المخرج مسيحى ويجب حمايته هذه نظرة متخلفة فكيف نصنف الإبداع بهذا الشكل نحن جمعيا مصريون ومصر وطن وملك الجميع هذا موقف متخلف لأننا نعيش جميعا فى وطن واحد وهذا التصنيف مسألة يرفضها أى مواطن مصرى .
 

وعن نقل العرض من مدينة الغردقة أضاف: هذا يعتبر هروبا من المشكلة وليس مواجهة لها فبدلا من حل الأزمة ووضع حل للتفاهم ننقل العرض لأن المخرج مسيحى هذا فى رأى موقف غير محترم لأن وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة لابد أن تدافع عن عروضها وفرع ثقافة الغردقة لابد أن يفتح ندوات ومجالا للحوار ضد هذه التيارات المعادية لأننا إذا استجبنا وخشينا من إرهابهم سيسيطرون على ثقافة المجتمع ويوجهونه حسب أهدافهم . اتفق معه فى الرأى المؤلف المسرحى أحمد زيدان وأحد العاملين بالهيئة العامة لقصور الثقافة وأكد قائلا: دفاعا عن حرية الإبداع دعونا على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لوقفة احتجاجية يوم الخميس أمام مكتب وزير الثقافة، لأننا بالطبع جميعا ضد إغلاق عرض مسرحى ونقله من مكانه إلى جانب أن ديانة المخرج ما علاقتها بما يقدمه من عمل فنى هذا موقف غريب . ويضيف: للأسف عروض المحافظات دائما قد تواجه أزمات لأنها مرتبطة عادة بحب المحافظ للفنون او العكس لأنه إذا أحبها دعمها وإذا كرهها لن يهتم بها على الإطلاق وقد يضيق عليها، لذلك نرفض فكرة نقل العرض من موقعه لأن هذا يؤدى إلى تشجيع محاصرة الإبداع فيما بعد كما أننا لماذا نحرم أهل الغردقة من متابعة المسرح والفنون الجيدة لمجرد إعتراض البعض على عرض مسرحى فهذا قرار غير موفق ولن يحل المشكلة على الإطلاق .