الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البرازيل فى 10 سنوات من المعاناة والفقر إلى نهضة اقتصادية كبرى





 
 
تعد البرازيل من الدول المعروفة عالميا على مستوى الرياضة خاصة كرة القدم التى اصبحت مدرسة يحتذى بها لكن الرئيس البرازيلى السابق لولا دى سيلفا جعلها صرحاً اقتصادياً فريدا من نوعها اذ استطاع منذ توليه الرئاسة عام 2003 ان ينهض بالدولة فى عشر سنوات ليجعلها من اكبر الدول الصناعية والاقتصادية الكبرى فى العالم الثالث.. كما أصبحت إحدى الدول المقرضة للبنك الدولى بعد أن كانت مدينة له، ومن ثم استخدمت ذلك الوضع للمطالبة بكوتة تصويتية اكبر للدول النامية.
 
 
ولعب «دى سيلفا» دورا كبيرا من خلال الخطة والمتمثلة فى النهوض باقتصاد البرازيل و تحقيق العدالة الاجتماعية وتحديث الجيش.. وكانت البرازيل قد عانت الكثير من المشكلات الأقتصادية، ارتفعت معدلات التضخم بقدر كبير، كما زادت نسبة الفقر والبطالة ووالمجاعات.. ولكن مع رئاسة دى سيلفا حدث تحولات كبيرة فى اقتصاد البرازيل بفضل المنهج الذى وضعه لبناء الدولة، والمتمثل فى الديمقراطية والسياسة المتوازنة بين البرامج الاجتماعية للأسر الفقيرة إلى جانب التصنيع والتصدير اعتمادا على عدد كبير من الشركات العملاقة.. واستطاع اخراج أكثر من 20 مليون شخص من تحت خط الفقر وتحسين حالاتهم المادية،ماجعل ريو دى جانيرو العاصمة الاقتصادية تحصل على فرصة تنظيم دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية 2016، وبهذا ستكون هى المرة الأولى التى ستعقد بها دورة الألعاب الأوليمبية فى أمريكا الجنوبية.. ورغم انهيار البورصة عند فوزه بالرئاسة، وانخفاض سعر الريال البرازيلى مقارنة مع الدولار، إلا أن دى سيلفا نجح فى احتواء رجال الأعمال بالتوازى مع برامج مكافحة الفقر.. واستعان بمجموعة من المستشارين الاكفاء فى المجال الاقتصادى، واعتمد على مجموعة من الشركات الكبيرة التى تنتج السيارات والطائرات، بالإضافة إلى مصانع المنتجات الغذائية مثل اللحوم و الدواجن.. وقدم مثالا على الرئيس الاشتراكى الذى يضع الهيكل الرأسمالى لشعبه كما ادى انخفاض سعر الريال البرازيلى إلى زيادة صادرات البرازيل.. وحول الحياة الاجتماعية فى البرازيل،استطاع دى سيلفا التغلب على كل هذه المشاكل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وذلك من خلال فرض الضرائب التصاعدية،اذ نجح فى توفير ما يقارب 60 مليار دولار خصصها لمساعدة الأسر الفقيرة والقضاء على ظاهرة توارث الفقر.. ونجح الرئيس البرازيلى فى تطبيق برنامج «بولسا فاملى» وهو برنامج لتحسين الاوضاع الاجتماعية،اذ حسنت اوضاع 8 ملايين أسرة فقيرة،وذلك بتوفير دخل بحد أدنى 160 دولارًا.. وبلغت تكلفة هذا البرنامج اكثر من 80 مليار ريال برازيلى، وتم تمويل هذا البرنامج من خلال الضرائب التصاعدية التى تمثل اكثر من 40 % .. واشترط على كل الأسر المستفيدة من هذا البرنامج أن يواظب أبناؤهم على الدراسة.. وكان الهدف الاساسى من تطبيق هذا المشروع هو تخفيف وطأة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وحول التطوير العسكرى قام الرئيس البرازيلى بتحديث الجيش، ليصبح الأكبر فى أمريكا الجنوبية بجملة 370 ألف عسكرى.. وطبقت البرازيل نظام التجنيد الإجبارى لمن هم فى سن 21 إلى 45 عاما وذلك خلال مدة تتراوح ما بين 9 و 12 شهراً،وتبدأ خدمة المتطوعين من سن 17 عاماً.. وهناك توقعات بأنه بحلول عام 2040 سيكون اقتصاد البرازيل اكبر من اقتصاد المانيا واليابان معاً، نظراً لمقوماتها الاقتصادية الضخمة فى مجالات الزراعة والصناعة والكتشافات البترولية الجديدة.. ولم يقتصر البرنامج الرئاسى على إصلاح الوضع الاقتصادى والاجتماعى المتردى للبلاد فقط، بل أيضا كان له برنامج شديد الطموح فيما يخص السياسة الخارجية.. واستخدم دى سيلفا النجاحات الاقتصادية التى استطاع تحقيقها فى فترة رئاسته الأولى للحصول على مكاسب فى مسار السياسة الخارجية، ومن جهة أخرى وجه سياسته الخارجية النشيطة لتحقيق مكاسب اقتصادية جديدة وهكذا بالتوازى.. وقال فى حديث له: «عندما نجحت فى الانتخابات الرئاسية وقبيل تسلمى السلطة بشكل فعل، ذهبت إلى واشنطن لمقابلة الرئيس الامريكى بوش وقلت له أن قضيتى ليست العراق ولكن قضيتى هى محاربة الفقر لشعبي».. وتعد البرازيل من الاعضاء المهمين فى منظمة (البريكس)التابعة للدول سريعة النمو.. وننتهى هنا عند الدروس المستفادة من التجربة البرازيلية فى النهوض باقتصادها ومنها ضرورة توفير الرؤية الواضحة، والإرادة السياسية القوية، والصدق والشفافية فى التعامل مع الجماهير.. الاهتمام بتطوير الإنتاج المحلى سواء الزراعى أو الصناعى.