الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحمد مظهر برنس السينما خريج مدرسة الفرسان




استطاع الفنان أحمد مظهر أن يقدم نموذجًا منفردًا فى السينما المصرية سواء كان فى الموهبة أو الملامح والصفات ونجح فى أن يحصل على لقب «البرنس» وأهله لهذا أسلوبه الراقى و«شياكته» مما جعله فتى أحلام للكثيرات فى هذه المرحلة بل وظل نموذجًا للوسامة والرجولة حتى هذه اللحظات. ويرجع هذا لنشأته المختلفة من نجوم عصره فبجانب الموهبة المتميزة. فقد ولد عام 1917 وجاءت تربيته العسكرية لتضفى على أخلاقه الحسم والالتزام بل وتأثر أيضًا بسلاح الفرسان الذى كان يعمل ضمن سلاحه مما جعل نجوم ونجمات عصره يرحبون بالعمل معه ليتعرفوا على وجه آخر للفنان الذى يتميز فى كل شىء ولهذا حرص نجوم جيله على التسابق فى الحديث عن فروسيته وكرمه وذكرياتهم معه. وفى هذا الملف نتناول كفاح الفنان الذى اتخذ القرار الصعب بترك المؤسسة العسكرية ليلتقى بحبه الأول «الفن» ولكن فى نفس الوقت لم يتخل عن صلابة الرجل العسكرى وظل يقف أمام الكاميرات بنفس القوة والوهج إلى أن جاءه الأجل فى الثامن من مايو عام 2002.
 

 
نادية لطفى: أجهز فيلماً وثائقياً عن حياته وفروسيته

تعتبر الفنانة نادية لطفى من اكثر الفنانات قربا من الراحل احمد مظهر على مدار 40 عامًا هى مشوارهما الفنى معًا وهذا ما دفعها لكتابة اهم ذكرياتها معه فى عمل وثائقى  يرصد علاقتهما الفنية والإنسانية وينتجه ابنه المهندس شهاب مظهر.
وقالت نادية لطفى: أحمد مظهر كان بالنسبة لى القدوة والصديق فهو لم يكن مجرد زميل فقط بل أستاذاً عزيزاً على قلبى وفناناً حقيقياً لا يختلف عليه أحد كما أنه كان مثقفًا وحساسًا ويتمتع بأخلاق الفرسان  فهو مواطن مثالى نحتاج أخلاقياته الآن بعد قيام ثورة 25 وعاش طول عمره حريصا على صورته فى أذهان محبيه وجمهوره لذلك يستحق لقب جائزة الشرف فى الفن لأنه عاش عمره الفنى بلا أخطاء.
 وأشارت  لطفى الى  أن  نجله «شهاب» وعدها بتقديم كل الوثائق والمذكرات الخاصة بوالده وكذلك الأوسمة والنياشين والجوائز التى حصل عليها، بالإضافة إلى بعض ملابس الشخصيات المهمة التى قدّمها طيلة مشواره الفنى.
وأوضحت أن دورها فى هذا العمل يدور حول الإشراف الفنى لمشوار رفيق دربها إذ امتدت صداقتهما لأكثر من 40 عاماً بمشاركة الصحفى أيمن الحفناوى، وكذلك سرد اللقاءات السينمائية لعدد من الأفلام من بينها «النظارة السوداء» و«أيام الحب» و«الناصر صلاح الدين».
وأضافت نادية لطفى أنه سوف يظهر فى هذا العمل أبناء أحمد مظهر وهم ايمان وجيهان وريهام وشهاب  وكذلك رفيق عمره ودفعته فى القوات المسلحة وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة الذى تم التصوير معه بالفعل، وأحمد حمروش والمخرج  توفيق صالح من مجموعة «الحرافيش» وكذلك عدد كبير من زملاء وأصدقاء الراحل ممّن هم على قيد الحياة.
 وعن موعد ظهور هذا العمل الفنى للنور قالت نادية لطفى إنه جارِ الإعداد له منذ أكثر من عام وان مرضها عطلها بعض الوقت عنه لكن ستستأنفه عقب شم النسيم، متمنية أن يظهر بالشكل اللائق الذى يتناسب مع قيمة وقامة الراحل أحمد مظهر الفارس الحقيقى للسينما المصرية.

لبنى عبدالعزيز: يشبه الأمير محمود هازم التتار فى «وإسلاماه»
ترى الفنانة لبنى عبدالعزيز ان اهم صفة فى الفنان الراحل أحمد مظهر هى الرجولة والانضباط وعدم التدخل فى حياة الآخرين حيث وجدت فيه أخلاق الفارس الذى أصبح من الصعب وجودها حاليًا.
وروت لبنى بداية تعاونها مع احمد مظهر فى فيلم «وإسلاماه» و«غرام الاسياد» و«المخربون»  وقالت عنه: منذ ان تعرفت على مظهر وأنا وجدت فيه صفات  البطل الحقيقى فهو عندما جسد الامير «محمود» الذى هزم التتار كنت اشعر انه لا يمثل وإنما كان هناك توحد بين شخصية الفارس وبين احمد مظهر الانسان وهذا نادرا ما يحدث وعندما كنت اجلس معه اثناء التصوير كنا نتحدث فى قضايا ثقافية وفنية متعددة فقد كان مظهر موسوعة فى كل شىء وكانت شخصيته تتسم بالاتزان والنضوج على عكس رشدى أباظة مثلا الذى كان صاحب مقالب.
وأشارت لبنى لموقف لا تنساه عندما وقف بجانبها فى وفاة  والدها سنة 1967 وكانت وقتها تصور معه فيلم «المخربون» للمخرج كمال الشيخ ودخلت وقتها فى حزن شديد فوجدته بجوارها ويشد من ازرها فى محنتها.
 

 
 
رجاء الجداوى: حرص على إبعاد أسرته عن الأضواء والدولة قصرت معه حياً وميتاً
أكدت الفنانة رجاء الجداوى أن من أهم صفات الفنان احمد مظهر تواضعه الشديد فى التعامل مع الكبير والصغير رغم نجوميته وروت تجربتها معه عندما خطت اولى خطوتها  فى الفن وكان عمرها لم يتعد 16 عامًا وكان ذلك فى فيلم «دعاء الكروان» حينها لم يبخل عليها بأى نصائح.
تقول رجاء الجداوى: استمرت علاقتى بأحمد مظهر سنوات طويلة منذ بداية معرفتى به فى «دعاء الكروان» حتى  وفاته عام 2002 وتعاونت معه فى اكثر من فيلم منهم «نفوس حائرة» الذى قام بإخراجه وإنتاجه ايضا وهناك فيلم «غريبة»  مع نجاة الصغيرة وكان مهذبًا جدا ولا يفرق فى معاملته بين عامل فى البلاتوه وبين فنان أو مخرج واستمر بنفس الطريقة فى كل مراحل حياته  وهذه هى أخلاق الفرسان التى نفتقدها فى هذا الزمان.
واضافت الجداوى ان  احمد مظهر منذ بداية حياته كان حريصًا على ابعاد زوجته واولاده عن دائرة الاضواء والشهرة حتى يعيشوا حياتهم بشكل طبيعى وان هناك عددًا محدودًا من الفنانات اللائى كن لهن علاقة باسرة احمد مظهر على رأسهم الفنانة مريم فخر الدين التى كانت صديقة مقربة لزوجته وابنتها صديقة لبناته حتى ابنه شهاب فضل أن يصبح مهندسًا وتخصص فى المعمار.
واشارت الجداوى إلى ان احمد مظهر لم يحصل على حقه فى التكريم سواء فى حياته أو بعد وفاته وأن المتبع لدينا هو وضع الأوسمة على الجثث.
 

 
 
 
 
أهم أعماله
 فيلم «غريبة» بطولة نجاة - إخراج أحمد بدرخان إنتاج 1958.
 فيلم «دعاء الكروان» - بطولة فاتن حمامة - إخراج هنرى بركات إنتاج 1959.
- «جميلة» بطولة ماجدة - إخراج يوسف شاهين إنتاج 1960.

 
 و«إسلاماه» بطولة لبنى عبدالعزيز إخراج اندرو مارتون إنتاج 1961.
 «الأيدى الناعمة» - بطولة صباح إخراج محمود ذو الفقار إنتاج 1963.
 النظارة السوداء - بطولة نادية لطفى إخراج حسام الدين مصطفى إنتاج 1963.
 «الناصر» صلاح الدين بطولة نادية لطفى إخراج - يوسف شاهين إنتاج 1963.
 

 
 «القاهرة 30» بطولة سعاد حسنى إخراج صلاح أبو سيف إنتاج 1967.
 «الشيماء» بطولة سميرة أحمد - إخراج حسام الدين مصطفى إنتاج 1972.
 «شفيقة ومتولى» بطولة سعاد حسنى إخراج على بدرخان إنتاج 1978.

 
 
سامح الصريطى: حزنه على أرضه أدخله فى عزلة قبل وفاته
أكد الفنان سامح الصريطى أن الفنان أحمد مظهر كان حريصًا على التواصل مع كل الأجيال وأن صداقته به بدأت فى منتصف الثمانينيات من خلال سهرة تليفزيونية شارك فيه ومنذ هذا التوقيت أصبحا صديقين مقربين وقال الصريطى: من حسن حظى اننى تعرفت على هذا العملاق التى تعلمت منه أشياء كثيرة على المستوى الفنى والإنسانى فقد كان حريصًا فى يوم الجمعة من كل أسبوع على دعوتى أنا وبناتى لعزبته بمنطقة الوراق بجانب عدد من الاشخاص المقربين منه وعلى رأسهم الفنانة نادية لطفى والفنانة فاطمة مظهر  وكنا نقضى هذا اليوم ما بين ركوب الخيل والتنزه فى أرض المزرعة التى كانت تحتوى على نباتات نادرة فقد كان خفيف الظل ويحب النكت وسلس فى التعامل لذلك مهما جلسنا معه لا نمل من حديثه.
وأضاف الصريطى انه كان يسعد برسائله التى كان يتركها أحمد مظهر له على «الانسر مشين» لدعوته لقضاء يوم الجمعة معه وانه نادم على عدم الاحتفاظ بهذه الرسائل التى كانت بصوته.
وأشار الصريطى إلى ان آخر عام فى حياة أحمد مظهر فضل العزلة بعد أن خسر جزءًا من مزرعته وتم ضمها للطريق الدائرى وقت انشائه فحزن جدًا لأن هذه الأرض كانت تمثل له قيمة كبيرة فى حياته وظل فى عزلته إلى ان جاءه الأجل وتوفاه الله.
 



 
 
 
إنعام محمد على: جمع بين «تألق» الفن و«انضباط» العسكرية
المخرجة إنعام محمد على ترى أنه رغم انها لم تجمعها سوى تجربة واحدة مع الفنان الراحل أحمد مظهر من خلال مسلسل «ضمير ابلة حكمت» فى أوائل التسعينيات إلا ان هذه التجربة كانت كفيلة ان تتعرف على فنان من جيل العظماء واصفة إياه بالفارس بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وقالت إنعام: حمل عدة صفات متناقضة فقد كان منضبطًا فى حياته نتيجة حياة العسكرية التى عاشها أثناء  وجوده فى سلاح الفروسية  وفى نفس الوقت كان يحمل خفة دم وروح مرحة ورقة فى التعامل مع الاخرين كما كان هادئ الطباع.
وأضافت انعام انه لم يكن المرشح الاول لدور القبطان وجيه فى مسلسل «ضمير أبلة حكمت» وان الدور كان معروضًا فى الاساس على الفنان كمال الشناوى لكنه اعتذر عنه بسبب رغبته فى البطوله فقامت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بإقناع أحمد مظهر وقبل الدور وجسده باتقان واضفى خفة دمه على الشخصية.
وأضافت إنعام ان شخصية القبطان فى المسلسل قريبة الشبه من سمات أحمد مظهر الحقيقية من ناحية أخلاق الفروسية لذلك نجح فى تجسيدها لأنه وجد نفسه فيها بجانب أنه لديه استعداد كوميدى ساعده فى أعمال كثيرة أهمها «الايدى الناعمة» و«لصوص ولكن ظرفاء».

 
 
 
 
النقاد: دخل السينما كفارس ولم يتخل عن نجوميته طوال حياته
أجمع النقاد على أن مظهر كان يتمتع بموهبة سينمائية لا خلاف عليها وانه استطاع ان يجسد مختلف الادوار باتقان التى تنوعت بين الرومانسى والأكشن والكوميدى والتاريخى حيث يؤكد الناقد رفيق الصبان أنه دخل السينما من طريق مختلف عن غيره وهو طريق الفروسية  فى وقت كانت الشاشة الفضية فى حاجة لهذا النموذج وأنه رغم أن بدايته كانت من خلال شخصية «الأمير علاء» فى فيلم «رد قلبى» الذى تحمل كل سمات الشر والرغبة فى الانتقام إلا أنه استطاع أن يلفت الانظار إليه وتوالت بطولاته السينمائية وعندما كرر تقديم نفس النموذج فى فيلم «الايدى الناعمة» انتزع تعاطف الجمهور معه من منطلق «ارحموا عزيز قوم ذل»  كما تعاطف الجمهور معه  أيضا فى «دعاء الكروان» رغم أن الشخصية كانت لزير نساء.
واضاف الصبان أن أحمد مظهر فى كل مراحل حياته لم يتخل عن نجوميته وأن شخصيته كانت تفرض نفسها فى أى عمل يشارك فيه وكان ايضا حريص على التعاطف مع الأجيال المختلفة وعندما غادر الحياة تركها مثل الفرسان النبلاء.
 

 
واشارت الناقدة ماجدة موريس الى ان اهم ما كان يجذب المخرجون فى شخصية أحمد مظهر هى الرجولة الطاغية والنضوج وانه استطاع ان يكون دويتوهات فنية ناجحة مع عدد من الفنانات على رأسهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى قدمت معه سلسلة من الافلام مثل «دعاء الكروان» و«امبرطورية ميم» و«لن اعترف» وانتهى هذا التعاون» بضمير ابله حكمت» .
وأضافت  موريس انه لو كانت السينما العربية تفرد مساحة كبيرة للابطال الذين تعدوا الستين عاما لاستطاع احمد مظهر ان يقدم أعمالا مهمة لهذه المرحلة  لكن السينما كما تقول المقولة الشهيرة «شابة تحب الشباب».