الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد فاضل: نحتاج ثورة حقيقية




يعد المخرج محمد فاضل من أكثر المبدعين الذين لديهم علامات بارزة فى الدراما المصرية حيث قدم من خلال تاريخه الفنى ما يزيد على 50 مسلسلا من أبرز الاعمال الاجتماعية الناجحة، وبعد فترة دامت 14 شهرا استطاع فاضل أن ينهى تصوير مسلسله «ربيع الغضب» وهو أول مسلسل يتناول ثورة يناير بتفاصيلها والاحداث التى ادت إليها.. وعن تأثير مسلسله بالانفلات الامنى والازمة الاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد تحدث معنا فاضل فى الحوار التالى..
 
■ إلى أين وصلت فى مسلسلك «ربيع الغضب»؟
 
- انتهيت من تصويره بالكامل منذ فترة قصيرة واستطعت ان انهى ما يقرب من 10 حلقات بالمونتاج واقوم بالعمل على بقية المسلسل ويتبقى لى ما يزيد على شهر لتسليمه لشركة صوت القاهرة المنتجة.
 
■ هل قمت بتناول الاحداث السياسية الراهنة فى المسلسل؟
 
- لا لقد تركت القصة كما هى تبدأ احداثها منذ عام 2008 وتنتهى فى 11 فبراير 2011 اى يوم تنحى مبارك.. وقد تعمدنا ان نركز على الحالة الاجتماعية التى كان تعانى منها طبقات الشعب المصرى وطوائفه، كما عرضت لأحوال المسيحيين فى هذه الفترة كجزء من نسيج المجتمع وما يعانونه من سبل اضطهاد من الدولة نفسها فلا يمكن لأحد ان يتولى منصباً مهماً فى الدولة دون موافقة من أمن الدولة نفسه، وهذه حقائق لا يمكن انكارها.
 
■ لماذا استغرق كل هذا الوقت؟
 
- نحن بدأنا فيه منذ 14 شهراً ولقد قدمت فى تاريخى الفنى ما يزيد على 50 مسلسلا عملاقا لم يحدث وان استغرقت كل هذا الوقت فى التصوير، وكان ذلك بسبب نقص السيولة المالية لدى الشركة المنتجة والانفلات الامنى الموجود حاليا. فمدينة الانتاج حُصرت مرتان من قبل وقمنا باستبدال التصوير الخارجى بأماكن أخرى بسبب الانفلات الامنى بهذه المناطق ومنها مشاهد كنيسة قصر الدوبارة التى استبدلناها بكنيسةاخرى اكثر امانا. والوضع الامنى غير المستقر اصبح مفروضا علينا ويجب ان نتعايش معه. وانا اشفق على صناع الاعمال الذين يصورون حاليا حيث ان المناخ الموجود غير ملائم لتقديم عمل ابداعى جيد فيه، لان الفن من الوسائل الحساسة التى تتأثر اكثر من غيرها بالمشاكل التى تحيط بالمجتمع.
 
■ ما هى أسباب الأزمة المالية الحالية؟
 
- لا ادرى الاسباب تحديدا، ولكنى اعتقد ان هذه الازمة مفتعلة وذلك على جميع مؤسسات الدولة كمخطط تنفذه الحكومة للضغط على المواطنين للموافقة على الصكوك الاسلامية القطرية وبيع مصر. فيجعلونا نشعر بأزمات مالية وجوع وازمة سولار وخبز وغيرها لكى نرضخ لاهدافهم .والازمة تتفاقم بشكل مستمر فمثلا بالنسبة لمسلسلى وعلى الرغم من انتهاء تصويره الا ان هناك نصف اجور العاملين بالمسسلسل من فنيين وعمال وغيرهم لم يتقاضونها حتى الآن كما انه من الممكن ان يقف تنفيذه النهائى لأن مؤلف الموسيقى التصويرية لم يتقاض اجره حتى هذه اللحظة ومن المحتمل ان يرفض اعطائنا موسيقاه من الاساس.
 
■ برأيك كيف يعود القطاع العام لعصور ازدهاره؟
 
- للاسف هناك ارتباك واضح فى الادارة نفسها، وليس معنى ذلك انى اتدخل فى عملهم ولكنى من حقى كمبدع ان تتوافر لى السبل اللازمة لانهاء عملى المتعاقد عليه، فمثلا فوجئت انا وزملائى بشركة صوت القاهرة انها تبدأ بتصوير اعمال جديدة بينما لم تنته من الاعمال المؤجلة من العام الماضى على الرغم من وجود ازمة مالية بها. والقطاع العام يحتاج إلى 7 سنوات على الاقل ليعود لهيبته السابقة. حيث كان منافساً قوياً للقطاع الخاص وقدم اعمالا عملاقة مثل ليالى الحلمية ورأفت الهجان، وفى السنوات القليلة الماضية حدثت له نوع من الانتكاسة احد اسبابها كان استسهال المسئولين بشراء اعمال جاهزة بالملايين. وعلى الرغم من اختلافى مع ممدوح الليثى الا انى اعترف انه استطاع ان يجعل من الانتاج الحكومى فى الصفوف الاولى دراميا، وكذلك المهندس عبد الرحمن حافظ رئيس القطاع العام بالتليفزيون وصوت القاهرة الاسبق.
 
■ ما سبب اعتذارك عن الترشح لمنصب رئيس اتحاد النقابات الفنية؟
 
- استمرار الفساد والمحسوبية والتزوير.. فلقد حاولت من قبل التقدم لمنصب نقيب المهن السينمائية ولكنى فوجئت برفضهم لى لأنى لدى شركة انتاج وعندما تقدمت بالاوراق التى تثبت انى ليس لدى اى نشاط انتاجى سوى فيلما واحدا وهو «كوكب الشرق» ومن بعدها اغلقت الشركة واعترضوا عليها ولم يأخذوا بها، بينما تم اعتماد اوراق زملاء آخرين كانت لديهم نفس المشكلة. وفى كل الاحوال فأنا لا ارغب فى اى منصب لحين تغيير القوانين التى تدور بها هذه النقابات فهذا المنصب يعد منصبا شرفيا اكثر منه فعالا وليس له يد فى تدعيم وتطوير النقابات الثلاثة السينمائييين والممثلين والموسيقيين.. كما ان له قوانينه فى اختيار من سيتولاه حيث وضع الراحل سعد الدين وهبة شرط ان تتم الانتخابات من اعضاء مجلس ادارة النقابات الثلاث فقط وهم عددهم 39 لذلك من يأتى غالبا يكون متفق عليه من بينهم.
 
■ قدمت العديد من النجوم الشباب فى اعمالك فلماذا لم تعد تعمل معهم؟
 
- بالفعل انا احاول البحث عن الموهبة الشابة ولى الشرف انى قدمت اسماء عظيمة بداية من نور الشريف فى مسلسل «القاهرة والناس» وايضا هشام سليم فى «الراية البيضاء» وغيرهم من نجوم مثل أحمد السقا ومحمد هنيدى ومحمد سعد وبوسى ونهال عنبر ونادية رشاد وغيرهم الكثير.. ولكنى لا اتوقف عند نجم وأكبر دليل على ذلك انى استطيع حتى الآن أن اقدم اجيالا جديدة لأن العمل مع النجم الاوحد يخنق الابداع.
 
■ هل تقبل بالعمل فى مسلسل بناء على ترشيح نجم منهم؟
 
- من ضمن الانفلات الاجتماعى الذى نراه انقلاب الموازين فقد كان قديما المؤلف يختار المخرج الذى يراه ملائما لتقديم النص للجمهور وبعدها يذهبا معا للشركة المنتجة ويختار المخرج كل ممثل حسب الدور المناسب له، ولكن ما يحدث حاليا العكس فالنجم هو من يختار مخرجه المفضل وشركته المفضلة وهذا سبب نقص الابداع الذى نراه حاليا.. لكنى ارحب بهذا بشرط ان يكن النجم على قدر من الثقافة والموهبة الكافية التى تجعله يقيم العمل ليرانى به، وارفضه بالطبع اذا كان فناناً يفتقر للموهبة الصحيحة.
 
 

 
■ وما تقييمك للوضع السياسى الحالى؟
 
- بعد مرور عامين على الثورة وجدت انها لم تكن بمعناها الصحيح ولكنها كانت مجرد انتفاضة شعبية فى رأيى واحدثت تغييرا شكليا فى الاسماء فقط فبدلا من مبارك جاء مرسى وبدلا من الحزب الوطنى جاء الاخوان وما جنيناه فقط هو وقوعنا فى انفلات امنى لم تشهده مصر على مر تاريخها.. ونحن بحاجة لثورة أخرى حقيقية تحدث تغييرا جذريا مثل ثورة يوليو.. فالبعض كان يصفها بالحركة العسكرية ولكنى أراها علميا ثورة ناجحة لانها غيرت نظاماً من ملكى لجمهورى وعدلت فى السياسات والقوانين وسواء اتفق او اختلف معها الا انها تعد ثورة بمعنى الكلمة.وعلى المستوى الدولى فهناك مؤامرة من أمريكا واسرائيل على الشرق الاوسط وأكبر دليل على ذلك اختلاق سيناريوهات وحجج تافهة لقذف سوريا، وكل الوطن يعلم نواياهم لأنهم يفتقدون الفكر المحنك للقادة القدامى وفى رأيى شخص مثل اوباما اعتبره تلميذاً فى الثانوية العامة السياسية.