الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المناسبات الوطنية!






 
حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 18 - 12 - 2009



هذه المظاهرة المصرية التي تصاحب مباراة كرة قدم دولية (مع المنتخب الوطني) وانتشار علم مصر في كل أرجاء المدن والقري، وتزيين المباني بألوانه
كل هذا دليل علي حب المصريين لبلادهم ويثيرهم فقط التنافس علي نتيجة مباراة كرة قدم. ولعل هذا ما أثار برنامج القاهرة اليوم لكي يتبني يوما للعلم المصري -أو ما يعرف باسم (اليوم الوطني) National day- ككل دول العالم حيث تختار يوما من أيامها ذات المناسبات الوطنية، لكي يكون هو يوم العلم أو اليوم الوطني لكل المصريين.
ولعلنا نمتلك من أعيادنا الوطنية أياماً وتواريخ لا حدود لها، وأشهر تلك الأيام بلا منازع هو يوم تحرير الأراضي المصرية وآخر منطقة خرج منها العدو الإسرائيلي وهي منطقة (طابا) (كيلو متر مربع واحد) في 25 أبريل 1982، وكذلك يوم العبور العظيم السادس من أكتوبر 1973 والذي قفز فيه الجيش المصري وعبر أكبر مانع عسكري مائي في التاريخ (قناة السويس) وأعادت القوات المسلحة المصرية الكرامة لشعب مصر، بل لأمتها العربية كلها في ظهر هذا اليوم!
كما أننا نحتفل أيضاً بالسويس ومقاومتها للثغرة، في أبريل من كل عام ولنا في يوم 23 يوليو 1952، انتهاء عصر الملكية ومجيء الجمهورية (بقيام ثورة يوليو) بزعامة (جمال عبد الناصر) وتولي محمد نجيب رئاسة الجمهورية كأول رئيس لمصر، من أصل مصري منذ عهود الفراعنة!
وكان لدينا أيضاً عيد النصر في 23 ديسمبر 1956، حينما خرج آخر جندي فرنسي وإنجليزي من بورسعيد من العدوان الثلاثي علي مصر، في نوفمبر من نفس العام كما لدينا عيد للوحدة يوم 22 فبراير 1958 .
ولدينا عيد مجيد آخر مثل عيد الجلاء 18 يونيو 1954، وهو اليوم الذي نفذت فيه المعاهدة المصرية الإنجليزية بانتهاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر بعد 77 عاماً، كافح المصريون من أجل التحرير منذ الاحتلال في أغسطس 1882 وظهرت الزعامات الوطنية "مصطفي كامل، محمد فريد، سعد زغلول، النحاس" وحرب الفدائيين في السويس ضد قوات الاحتلال بزعامة وجيه أباظة وزملائه 1951 ثم حريق القاهرة 1952 وشجاعة رجال الشرطة في مواجهة قوات الاحتلال في الإسماعيلية في 1952 أيضاً حتي تطبيق معاهدة الجلاء ووقعها جمال عبد الناصر وخرج آخر جندي إنجليزي من الأراضي المصرية يوم 18 يونيو 1954-
ورفعت الأعلام المصرية علي القواعد الإنجليزية سواء في البحر الأحمر أو السويس أو حتي في بعض المعسكرات بالقاهرة (العباسية)!
ولعل اختيار يوم للاحتفال الوطني أو يوم للعلم المصري، يستحق من المصريين أن يصوتوا من أجل اختيار يوم واحد، يكون لمصر كلها، وليس لمناسبة بعينها، فلدينا في تاريخنا المعاصر، مواقف وطنية عديدة ، وسميت بأسماء أصحابها أو مناطق حدوثها، ولكن مصر بعمق تاريخها وجذور الوطنية فيها كما قالت أم كلثوم منذ (مينا) (وعمرو بن العاص) (وجمال عبد الناصر) "وتمضي المواكب من كل جيل فمن عهد "مينا" إلي عهد "عمرو بن العاص" لعهد "جمال" وحتي عهد "مبارك"، لنا في تاريخنا وقفات!