الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المجتمع المدني والحكومة !






 
حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 22 - 12 - 2009



إن تطوير العمل في المجتمع المدني "نقابات ونواد وجمعيات أهلية" من أهم العناصر التي تساعد الحكومات في تنفيذ مهامها أو بالعكس تصعب علي الحكومات حياتها، والحكومات الذكية هي التي تعمل علي مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ واستكمال مشروعاتها الاجتماعية والاقتصادية والتكافلية بشكل خاص، ولعل المشاهد أو المعني بالشأن العام في بلادنا، يجد أن حكوماتنا علي اختلاف تشكيلاتها، لم تضع في حسابها أو في أجندة عملها السياسي تطوير أو تأهيل أو تشجيع المجتمع المدني علي النهوض للمشاركة أو حتي ترك ما هو قائم يزاول نشاطه المكون الأساسي للعمل الاجتماعي في البلاد، بل العكس نجد أن الحكومات المختلفة تعمل علي تأجيل كل ما يعن للمجتمع المدني من مشاكل إلي مراحل زمنية قادمة، تستفحل فيها المشكلة والقضايا وتتوطن المشكلات داخل هذه التجمعات حتي تصبح بمكان غير مقدور حله وصعوبة الوصول إلي حلول وسط في إنهاء ما هو قائم وبالتالي ما سيترتب علي التأجيل من مشاكل تراكمية في هذه التجمعات ولعل ما يواجه تلك التجمعات المدنية وخاصة في النقابات المهنية، هي تلك السياسات التي تؤمن بها عناصر نشطة في الجمعيات العمومية ليس مجالها.
العمل النقابي ولكن بؤرة نشاطها السياسي تتبع أحزابا أو أيديولوجيات أو عقائد بعينها لا مجال لها في ساحات العمل النقابي، وهذا يتطلب جهداً من الأجهزة المعنية بالدولة لكي ترشد وتوجه وأيضا إلي منظومة التشريعات المنظمة للعمل الأهلي والنقابي، والتي يجب أن تشملها أجندة المجالس النيابية هذا العام حتي يخرج القانون المنظم للأعمال المهنية والنقابات في مصر.
إن تفعيل المجتمع المدني والنقابات المهنية في مصر، هو واجب وطني من الدرجة الأولي، يجب الاهتمام به علي كل المستويات حكوميا وتشريعيا وأيضا إعلاميا، حيث تقوم المجتمعات وتنهض وتتقدم وتحافظ علي التراكم المهني وتضيف لخبرات أبناء الوطن من تطوير العمل النقابي، حيث النقابة هي محور ارتكاز للتقدم في المهنة، وهي المحافظ علي أصحاب المهنة ضد الغير وضد العجز وضد البطالة، وهي أيضا في نفس الوقت التي تحافظ علي المجتمع وأعضائه من شرور بعض أعضاء المهنة "أية مهنة" فهناك الطيب وهناك أيضا الشرير كطبيعة وسنة الحياة، فالنقابة تحمي المواطنين من الآثار السلبية لممارسات البعض من أهالي المهنة، وأيضا لا يمكن أن نتجاهل دور النقابات في تطوير العمل إلي النظام الديمقراطي حيث النقابات والانتخابات المؤهلة لمجلس إدارتها هي بمثابة المطبخ والمركز التدريبي للعملية الديمقراطية، ولعل ما دار في نقابة الصحفيين أخيرا لهو مثل يحتذي به، حيث الأغلبية حينما تتحرك يكون القرار الصائب، ويظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حيث الديمقراطية هي فجر للحريات ليتنا نتعلم!