الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مولد وصاحبه غايب!
كتب

مولد وصاحبه غايب!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 09 - 06 - 2010



وما الشرق الأوسط إلا مسرح كبير!


1


- مولد وصاحبه غايب.. تركيا الممزقة من الداخل تريد حل مشاكلها عن طريق القضية الفلسطينية، بعد أن أصبحت غزة هي مفتاح الفوز في الانتخابات المحلية، وهذا ما يلعب عليه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.


- الأتراك يراودهم الحنين إلي الماضي، وانتشرت التيارات الدينية بشكل كبير، وأصبح بقاء الحكومات في السلطة رهنًا بمغازلة تلك التيارات، لأن تركيا تغيرت من الداخل بشكل كبير.
- تركيا «عقلها» مع إسرائيل ومع حلف «الناتو» التي هي عضو فيه، ومع الولايات المتحدة والغرب، ولكن «قلبها» في اتجاه آخر.. في الشرق مع غزة والفلسطينيين، وضد إسرائيل وجرائمها.
2
- تركيا قد تنفجر من الداخل، لأن جيشها القوي هو حارس علمانية كمال أتاتورك، ولن يسمح أبدًا بالارتداد إلي الوراء، وهو يتدخل في الوقت الحاسم ليؤدي مهمته.
- الأتراك الذين جاءوا علي سفن أسطول الحرية كانوا صادقين في مشاعرهم، ويشعرون أن أشقاءهم المسلمين يتعرضون للموت حصارًا، ولابد أن يقدموا لهم يد المساعدة.
- الأتراك يشعرون بمسئوليتهم التاريخية، وفي وجدانهم أنهم ورثة الامبراطورية العثمانية التي امتد نفوذها من الشرق إلي الغرب.. آه.. الله يرحم هذه الأيام!
3
- مولد وصاحبه غايب.. لأن «لوبي الكيد السياسي» ينتظرون أي حادث، حتي لو تعثرت شاة في أرض الحجاز، ليديروا أسطوانة مشروخة اسمها «دور مصر».
- هل يعني قدوم عدة سفن تركية عليها بعض الأغذية ومواد البناء أن مصر فقدت دورها ومكانتها وريادتها، وأن تركيا جلست مكانها علي «كرسي الدور»؟
- إذا طبقنا نفس القاعدة فلماذا لا يتحدثون عن «دور مصر» عندما تفتح معبر رفح وتدخل منه قوافل الأغذية والمساعدات المصرية، أضعاف ما تحمله السفن التركية؟
4
- رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، عين في الجنة وعين في النار، فقبل قدوم أسطول الحرية، كان يصرح بضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر.
- سألته مصر «وما علاقتك بالمعبر والقضية أساسًا»؟ فرد واعتذر، وأصدر تصريحات بعد ذلك يشيد فيها بقرار مصر فتح المعبر ويثمن جهودها وتضحياتها.
- هكذا التصريحات «ساعة تروح وساعة تيجي».. وتحاول دول الجوار أن تحل مشاكلها الداخلية والخارجية، باللعب في ملف غزة وتحقيق أقصي استفادة ممكنة.
5
- مولد وصاحبه غايب.. إيران وجدتها فرصة لتلفت الأنظار بعيدًا عن ملفها النووي، فأصدرت تصريحات نارية بأن الحرس الثوري الإيراني مستعد لحماية سفن غزة!
- علي الفور جاء رد خالد مشعل بأن حماس ترفض ذلك، في تصريحات تمثيلية متفق عليها، لأنه يعلم جيدًا أن إيران لم تطلق رصاصة واحدة في حياتها تجاه إسرائيل ولن تفعل.
- هل نسينا تصريحات خامئني أثناء مجزرة غزة بأنه لن يرسل مقاتلين لأن الفلسطينيين يقومون بالواجب، وهم ليسوا في حاجة إلي مساعدات مادية أو بشرية؟
6
- إيران تعلم جيدًا أن الخناق يضيق حول رقبتها، وأن المنظمة الدولية للطاقة الذرية، سوف تصدر ضدها قرارات لخروجها عن الشرعية الدولية مثلما فعلوا مع صدام.
- إيران تعلم أن مجلس الأمن سوف يصدر ضدها قرارات مجحفة مثل «النفط مقابل الغذاء» التي اتبعوها مع صدام، فأفقرت العراق وحكمت عليه بالموت البطيء.
- إيران تحاول أن تخلق جبهة أخري بعيدة عنها بإشعال ملف غزة، والإيحاء للولايات المتحدة والغرب بأنها تمتلك مفاتيح الاستقرار في المنطقة.. يعني «سيب وأنا سيب».
7
- مولد وصاحبه غايب.. إسرائيل تريد أن تستثمر مغامرة أسطول الحرية لتعجيل المواجهة بين الغرب وإيران، وتتمني أن ترتكب إيران غلطة عمرها وتبدأ المواجهة.
- نتانياهو ينتظر علي أحر من الجمر وصول فرد واحد من الحرس الثوري الإيراني المزعوم، ومبرراته جاهزة بأنه: لن يسمح بفتح ميناء إيراني في غزة.
- إسرائيل لن تعتذر عن جريمتها النكراء ولن تسمح بلجان تحقيق محلية أو دولية، وهي تعلم جيدًا أن المشاعر الملتهبة سرعان ما تهدأ وتستكين.
8
- مولد وصاحبه غايب.. فتح وحماس وقادتهما من أصحاب الجلود السميكة والمشاعر المنتحرة، مازالوا يتشاجرون علي السلطة والنفوذ والجاه.
- المصالحة.. المصالحة.. المصالحة.. هي كلمة السر ومفتاح الحل، وهي السلاح الفعال الوحيد الذي يمكن أن يكون في يد العرب ضد إسرائيل وتعنتها وجرائمها.
- المصالحة هي الخنجر الذي يمكن أن يرشقه العرب في صدر إسرائيل، لأنها المستفيد الوحيد والأول والأخير من تناحر الفصائل الفلسطينية.. ولو أفنت نصف جيشها للوصول إلي ذلك، فلن تنجح.
9
- مولد وصاحبه غايب.. مصر.. لا تبذل قصاري جهدها من أجل عيون غزة فقط، ولكن لأن أمنها القومي يبدأ من هناك.. إنها بوابة الخطر والأمان منذ بدء التاريخ.
- مصر تعلم جيدًا أن الذين يعبثون في الكواليس أخطر بكثير من الذين يؤدون أدوارهم علنًا علي المسرح.. وأن أسطول الحرية كان مجرد عرائس تحركها خيوط من وراء الستار.
- الهدف الاستراتيجي: هو ألا يورط أحد مصر وشعبها في حروب وصراعات تعيدها إلي الوراء مئات السنين.. شربنا الكأس المرة كثيرًا.. ولا نريد المزيد.


E-Mail : [email protected]