الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عفارم النائب العام!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 04 - 01 - 2010



مشاركتي في الاحتفاء بالنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، مشاركة واجبة، وأيضا مؤيدة لبعض ما كتبته في أعمدة سابقة، حينما تولي نائب عام مصر منصبه،
وقد بادر في عدة مواقف بتصرفات في قضايا عامة تنم عن سعة صدر واتساع بصيرة، حيث أدرك المستشار عبدالمجيد محمود أنه نائب عام المصريين وأنه حائط الصد الأول ضد الفساد والإهمال وهو مساند كفؤ للمال العام وساهر علي أعراض وأموال وأملاك المصريين وأيضا لم يتعد قيد أنملة عن الحفاظ علي الحريات وعلي حفظ الحدود بين صاحب الحق وصاحب الرأي وبين سالبي الحقوق والخائنين والمرتعدين من الرأي الآخر!.
وإذا بالنائب العام يفاجئ الأمة، بالتصرف في قضية إهمال جسيم، اتهمت الأمه فيها محافظ القاهرة وإدارته كاملة، بمصيبة راح ضحيتها أكثر من مائة وعشرين شهيداً وأكثر من مائة وخمسين جريحا، ومصابا، نتيجة سقوط هضبة الدويقة فوق سكان من أهالينا (الغلابة) في هذه المنطقة، والتي كان كل من زار المنطقة مختصا أو إعلاميا أو حتي من المواطنين الذين يعيشون فيها قد أقر بأن خطرا داهم يهدد سكان هضبة الدويقة!.
بل وصل الأمر، أن انتقلت عدسات التليفزيون قبل الحادث بشهور عديدة، لكي ترصد، التصدع الناشئ في الصخور مهددة السكان، مع تقارير رسمية من هيئة البحوث الجيولوجية، سلمت إلي المسئول الأول عن المحافظة لكي يراعي ربه وضميره ويتخذ من الإجراءات ما يحمي هؤلاء السكان. بل المصيبة الأكبر أنه بالقرب من هذه المنطقة وتحت إشراف ورعاية من السيدة سوزان مبارك أنشئت مجموعة من العمارات والعقارات التي خصصت من أجل رفع مستوي معيشة سكان هذه المنطقة بنقلهم إليها.
ومع ذلك تقاعس المحافظ عبدالعظيم وزير وتقاعست إدارته في اتخاذ أي إجراء لحماية المصريين المقيمين في هذه المنطقة!.
وإذ بمصيبة كبري يفاجأ بها أهل منطقة الدويقة وأهل مصر حيث في فجر إحدي ليالي رمضان الكريم تنهار الصخور بحجم الجبال فوق المباني لكي تأخذ، بمن فيها إلي الشهادة، ومن نجا إلي كشوف المعوقين والمصابين، وإذ بالسيد المحافظ بلباسه الأبيض الناصع والنظارة الريبان الشمسية يتجول بين الصخور ويتفقد الحدث وكانت مقابلة علي شاشة التليفزيون المصري في برنامج البيت بيتك مع الأخ تامر أمين،
واستضافتي للتعليق علي الحادث وقد أحضرت معي صورا للتقارير المسبقة للحدث وصورا بالأقمار الفضائية للمنطقة، وواجهت السيد المحافظ بأنه ليس برنسا وأن البلد لا ينقصه (برنسات) وأنني أطالبه بتقديم استقالته لإهماله الجسيم ومسئوليته سياسيا عن هذا الحادث بل وأيضا مسئوليته الإدارية، ولم ينفع شيء مع المحافظ وتكررت الأحداث والمصائب في محافظة القاهرة حتي فاجأنا النائب العام المحترم بتحويل نائب المحافظ ورجاله إلي محكمة الجنايات متهما بالإهمال الجسيم والقتل الخطأ المتسبب عنه، شكرا وعفارم، وعقبال ما نسمع خبر إقالة المحافظ وأي مسئول مهمل!.