المجتمع والمسلجون خطر!!

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 08 - 01 - 2010



في تصريح لمساعد وزير الداخلية بأن عدد المسجلين خطر المفرج عنهم سنويًا يصل إلي حوالي ألف ومائتين (مسجل خطر) سنوياً، يخرج من السجون من هم علي هذه الدرجة من الخطورة، والتي تستوجب من الداخلية وضعهم تحت المراقبة لفترة، وهذا ما يحدث في جميع دول العالم، كما نري في الأفلام السينمائية وقد حدث ذلك مع زميلي الدكتور المهندس ممدوح حمزة حينما قبض عليه بتهمة التخطيط والتحريض علي قتل 4 مسئولين مصريين وذلك في مدينة لندن وبعد إيداعه سجن (بيل مارش) المخصص للمجرمين والإرهابيين شديدي الخطورة، وحينما تدخلت مصر بكل قوتها بما في ذلك القيادة السياسية المصرية، تم الإفراج عن صديقي حمزة، إلا أنه ظل قيد عدم التحرك من لندن حتي تتم إجراءات محاكمته، (وقد برئ ممدوح والحمد لله في النهاية)، المهم أن ممدوح كان يذهب إلي قسم البوليس مرتين في اليوم لكي يوقع في دفتر، يثبت عدم هروبه أو تحركه من مدينة لندن!
هذا ما هو مكشوف أما المستور فاعتقد أنه كان يخضغ لمراقبة سرية من شرطة اسكوتلانديارد.
وفي مصر لدينا كما صرح مساعد وزير الداخلية (للرعاية اللاحقة) قسم كامل لرعاية هؤلاء خريجي السجون المصرية، ومنهم ما هو (خطر) ومنهم ما خضع لبرامج (تدريب وتهذيب وإصلاح) كما كان يكتب علي لافتات السجون زمان (السجن تهذيب وإصلاح) ولا أعلم إن كانت هذه اللافتات موجودة أم انعدمت مع شعار الشرطة في خدمة الشعب وأصبحت الشرطة والشعب في خدمة الوطن - وهو أقرب إلي القلب!!
المهم أن هؤلاء المسجلين خطر والمفرج عنهم غالبًا ما يعودون إلي المجتمع راغبين في الاندماج والتكيف إلا أن المجتمع يقف بالمرصاد أمام (التوبة) وهنا تضيق الحياة بهذا الإنسان الخارج للحياة، فتتعثر حياته وربما يكون الأيسر له هو العودة للجريمة، وهنا تكون ممارسة رقابته ومتابعته من أصعب ما يمكن ولعل الأحداث الأخيرة والتي فوجئنا بها في اغتيال بعض ضباط الشرطة (الشهداء) أثناء تأديتهم واجبهم في الحفاظ علي المجتمع من أمثال هؤلاء (خريجي السجون) والمسجلين خطر.
ولعل الحادثة الأشهر هي حادثة قتل المقدم محمد شكري نعمان وهو (قريبي) رحمه الله رحمة واسعة.
حيث اغتاله مجرم مسجل خطر هارب من أحكام بالسجن تعدت ال 25 عامًا. ومع ذلك تسلح هذا المجرم بأسلحة نارية متعددة منها المسدس ومنها الرشاش (مدفع) واغتصب حياة الشهيد أثناء تفقد ترخيص مركب تصيد في نهر النيل في الحوامدية.
المجتمع والشرطة والجامعات ومراكز البحث المتخصصة في العلوم الانسانية والمجتمع يجب أن تهتم بهؤلاء الخريجين من السجون وتضمهم للمجتمع ودرء الخطر عن الناس بجانب وتدرأ الخطر عنهم أنفسهم!!