الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معركة وزير البترول.. والمحظورة!
كتب

معركة وزير البترول.. والمحظورة!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 17 - 06 - 2010



الالتفاف حول الإنجازات بالمؤامرات الصغيرة


1


لا أتصور أن في هذا البلد مصريًا يقبل أن يبيع الغاز المصري لإسرائيل أوغيرها بنصف الثمن، أو أنه يهدر الثروات القومية..فهذا كلام «مصاطب» الغرض منه البلبلة والتشكيك والتشويه.


لذا كان ضروريًا أن يخرج وزير البترول سامح فهمي عن صمته وهدوئه وأن يغضب، ويلقن نائب المحظورة حسين إبراهيم درساً قاسياً وهو يفند أكاذيب النائب في مجلس الشعب:
أولاً: لأن المعمول به في كل دول العالم هو عدم الإعلان عن أسعار تصدير الغاز، ومصر لا تبتدع جديداً وتفعل مثل غيرها من الدول، حفاظاً علي مصالحها الاقتصادية العُليا.
2
ثانيًا: لأن الصفقات التي يتم إبرامها بين الدول في مجال تصدير الغاز تختلف من صفقة لأخري، فليس للغاز بورصة عالمية معلنة مثلما يحدث في البترول.
ثالثًا: لأن الشركات التي تتولي التنقيب عن الغاز تحصل علي ما أنفقته أولاً، وبعد ذلك يتم الاتفاق علي توزيع الحصص.. وتقوم مصر بشراء حصة الشريك الأجنبي بأسعار أقل من التي تبيع بها.
رابعًا: لأن تكلفة البحث عن الغاز ضخمة جداً بجانب ارتفاع عنصر المخاطرة، مما يجعل كلفته أضعاف التنقيب عن البترول، وتختلف التكلفة والمخاطرة من منطقة لأخري.
3
خامساً: لأن جميع الدول المنتجة للغاز دون استثناء لا تتداول المعلومات، سواء بالنسبة للإنتاج أو الاحتياطي أو الأسعار أو الدول المستوردة.
سادسًا: لأن الغاز كان الصديق الصدوق للبترول، إذا ارتفعت أسعار البترول ارتفعت أسعار الغاز، والعكس صحيح، ولكن التقلبات الأخيرة في سعر البترول أدت إلي هبوط أسعار الغاز وعدم صعودها.
سابعًا: لأن تسعير الغاز عالميًا يخضع لمفاوضات البائع والمشتري، بجانب الاسترشاد بالأسعار في الأسواق العالمية مثل سوق «هنري هب» في أمريكا و«زيبروج» في أوروبا.
4
هذه هي الحقائق التي أعلنها وزير البترول التي تؤكد أن مصر لم تبتدع شيئا لعدم إعلانها عن أسعار بيع الغاز، أو كما قال الوزير لنائب المحظورة «نحن حريصون علي مصالح مصر مثلك أو أكثر منك».
مصر لا تستورد الغاز بسعر أعلي مما تبيع به لإسرائيل، كما تبث المحظورة من شائعات للهدم والتخريب ودون مراعاة للصالح العام.
الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن فساد الرأي هو الذي يفسد القضية وهو سلاح المحظورة الذي يلحق الضرر بالوطن كله.
5
كان وزير البترول علي حق في غضبه، لأن اتفاقية الغاز عُرضت علي مجلس هيئة البترول والقابضة للغازات والمجلس التنفيذي للهيئة ومجلس الوزراء ولجنة الصناعة بمجلس الشعب.
الغضب، لأن مصر تصدر الغاز لإسرائيل وغيرها من الدول بأعلي الأسعار، وتتضمن جميع عقود التصدير بند إعادة فتح الأسعار، لتحقيق أقصي استفادة ممكنة للاقتصاد المصري.
الغضب لأنه شتان بين من يحافظ علي ثروة مصر ومواردها الطبيعية، وبين من يعمد تصفية الحسابات السياسية بهذا الشكل الذي يسيء للمحظورة وليس للوزير.
6
العبث في مسألة تصدير الغاز المصري تستخدمه المحظورة للربط بين أشياء لا يجوز الربط بينها، واستغلت حادث أسطول الحرية لإعادة «اللغوصة» في موضوع تصدير الغاز.
ما علاقة هذا بذاك؟..الصيد في الماء العكر ودس السم والوقيعة والفتنة، وضرب أي نشاط اقتصادي ناجح، لأنه كلما نهض هذا البلد ووقف علي قدميه، انكشفت أكاذيبهم أمام الرأي العام.
لن يهدأ لهم بال إلا إذا أهالوا التراب علي كل شيء، وهذا ما فطن له وزير البترول في مجلس الشعب، فكان حاداً وعنيفاً في الرد، وأسكتت حقائقه نائب الشائعات الطائرة.
7
لا أتصور أن في هذا البلد مصرياً يقبل أن يفرط في ثروة وطنه ومواطنيه من أجل عيون إسرائيل أو غيرها، ورغم ذلك لن تمل المحظورة من ترديد هذه الأسطوانة المشروخة.
متوسطات أسعار بيع الغاز المصري هي نفسها متوسطات بيع الغاز العالمي.. نحن أكثر، وتأمين احتياجات مصر من الغاز الطبيعي قضية أمن قومي.
متوسط أسعار تصدير الغاز المصري 4.3 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية مقارنة ب 4.25 دولار في أسواق أوروبا و4.10 دولار في أسواق أمريكا.
8
الدول التي تستورد الغاز المصري هي سوريا والأردن ولبنان وإسرائيل ثم العراق وأسعار البيع لكل هذه الدول تحقق أعلي فائدة لمصر.
مصر تغطي تكلفة إنتاج الغاز بالكامل وتشتري حصة الشريك الأجنبي ب 1.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، أما متوسطات البيع فهي 4.3 دولار، والفارق الكبير لصالحنا.
ليس صحيحًا أيضًا أن رجال الأعمال في مصر يحصلون علي الغاز لمصانعهم بتراب الفلوس، بل يحصلون عليه بأسعار تتراوح بين 1.5 و3 دولارات حسب طبيعة النشاط.
9
مصر كانت من أوائل دول العالم التي تحركت بسرعة وقامت بمفاوضات إعادة تسعير الغاز مع الشريك الأجنبي، وهذا حقق لها 30 مليار دولار.
كانت المبادرة من الرئيس مبارك الذي طلب من وزير البترول مراجعة عقود التصدير، وتحقيق أقصي استفادة ممكنة في ضوء رؤيته للمسرح السياسي والاقتصادي الدولي في السنوات الأخيرة.
مرة أخيرة.. لا أتصور أن يكون في مصر من يقبل أن يصدر الغاز لإسرائيل أو غيرها بتراب الفلوس، لكنها المناورات الصغيرة التي تستخدم أسلحة فاسدة، ترتد إلي صدور أصحابها.


E-Mail : [email protected]