السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أسبوع تصفية الأزمات
كتب

أسبوع تصفية الأزمات




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 20 - 06 - 2010


القوة الناعمة للدولة هي الدرع الواقية للديمقراطية


1


- كان مستحيلاً أن تتصاعد أزمة القضاة والمحامين أكثر من ذلك، ولكن رب ضارة نافعة لبدء مرحلة جديدة في العلاقات بين الطرفين، يسودها الاحترام المتبادل للقانون.


- الدرس الأول المستفاد من الأزمة أن الإعلام دون استثناء هو الذي أشعلها، وأن الفضائيات كانت لها الذراع الطويلة من البداية في تأجيج الصراع وإشعال الأجواء.
- اختلط الحابل بالنابل، وتوافرت في المشكلة كل عناصر التشويق والإثارة والجذب، ولم تخرج فضائية عامة أو خاصة من المولد بلا حمص وكان الشعار هو «ولعها ولع».
2
- هل يستفيد قضاة مصر الأجلاء من هذا الدرس العظيم ويؤمنون بأن ظهورهم في الفضائيات دون حساب دقيق يلحق بهم أبلغ الضرر والأذي، وينال من قدرهم؟
- هل يؤمنون بأن بدعة «قضاة الفضائيات» مازالت تلحق بسمعتهم كثيراً من التشويه والتشكيك لأن صورة القاضي الجليل أمام الرأي العام أصابها كثير من الغبار والرذاذ؟
- هل يؤمنون بأن الفضائيات حين تؤدي واجبها لا تبحث عن تهدئة أو مصالحة، ولكن عن مشاهدين وإثارة حتي لو كانت المعالجة سلبية؟
3
- الدرس الثاني المستفاد هو تعظيم دور القوة الناعمة للدولة، والتي تجسدت في رجالها وحكمائها وعقلائها الذين أداروا الأزمة بعيداً عن الصخب والضجيج والأضواء.
- لقد امتلأت الساحة عن آخرها بوسطاء الشيطان الذين لعبوا علي الطرفين بزعم المصالحة، ولم يكونوا يستهدفون سوي مصالح خاصة أو أن يلعبوا أدواراً أكبر منهم.
- «وسطاء الشيطان» هم الذين تراهم في كل أزمة علي الفضائيات وفي وسائل الإعلام يحققون لأنفسهم دعاية مجانية لاتقدر بالملايين، وتدر علي مكاتبهم طوابير من الزبائن.
4
- الدرس الثالث المستفاد هو استخدام أسلوب جديد في إدارة الأزمة، وهذا الأسبوع بحق هو أسبوع إطفاء الحرائق ليس علي صعيد القضاة والمحامين فقط، ولكن في كل المشاكل الساخنة الأخري.
- مشكلة الزواج الثاني للأقباط بدأت ترسو علي شاطئ الهدوء، فلا انفعال ولا توتر ولا عصبية، بعد أن تأكدت الكنيسة والأقباط أن الدولة المصرية مع حقوقهم تساندهم إلي أقصي درجة.
- رب ضارة نافعة، وقد قطعت الأزمة الطريق علي المزايدين والمشككين وهواة العزف علي ربابة «ضعف الدولة» وربما تأكدوا الآن أن القوة الحقيقية ليست عضلات.
5
- الدرس الرابع المستفاد في أسبوع تصفية الأزمات هو إعلان شأن حقوق الإنسان في قضية قتيل الإسكندرية، وأصبحت الأجواء مهيأة لإعلان الحقيقة في هذه القضية المؤسفة.
- سوف يكون وزير الداخلية حبيب العادلي هو أول من يوقع عقاباً صارماً ورادعاً إذا أدانت النيابة المتهمين، وسوف يمتد العقاب أيضاً إلي كل من أدار هذه الأزمة بطريقة سيئة.
- أيا كانت النتيجة، فلا يجب أن يكون الحادث ذريعة لإهالة التراب علي الشرطة ودورها وتضحياتها وإذا ثبت الخطأ من تحقيقات النيابة فأعتقد أن وزير الداخلية نفسه هو أول من يقدم الاعتذار لأسرة الضحية.
6
- الدرس الخامس المستفاد هو ضرورة إعادة الثقة في سلطات الدولة، لأن إضعافها والتشكيك فيها يلحق ضرراً بليغاً بالجميع، ولن يكون هناك مستفيد يجني الثمار من ذلك.
- القضاء له دور والمحامون لهم دور والشرطة لها دور والكنيسة لها دور والبرلمان له دور، وربما تساهم الأحداث الساخنة الأخيرة في إعادة رسم الأدوار من جديد، ليلتزم كل طرف بحدوده القانونية.
- هي أحداث جديدة وغير مسبوقة، أضرارها كبيرة ولكن فيها بعض الفوائد وأهمها أن تسويتها بطريقة سليمة، تضع قاعدة للتعامل في الأحداث التي تقع مستقبلاً.
7
- المكسب الكبير هو القوة الناعمة للدولة، التي تتمثل في رجالها الذين يملكون القدرة علي التواصل مع كل المجتمع بمختلف أشكاله وألوانه، مع المعارضين قبل المؤيدين.
- قنوات الاتصال المفتوحة هي صمام الأمان لهذا الوطن، والمثل التقليدي يقول: «لا تمش في طريق ليس فيه مسار للعودة»، ومعناه أنه ليست هناك حقيقة مطلقة في الحياة السياسية.
- نتعلم ونتعلم ونختزن الدروس من الأزمات، وهذه هي الميزة الكبري للتجربة الديمقراطية التي نعيشها والتي يحميها بعزم وإصرار رئيس عظيم نلجأ إليه حين تضيق بنا الحلقات.
 


E-Mail : [email protected]