الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
قوة الدولة
كتب

قوة الدولة




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 21 - 06 - 2010



لقد مضي عصر الفتونة والعضلات والاختراق


1


- قوة الدولة في هدوئها.. فقد عانت مصر طويلاً من عهود سادت فيها القرارات الانفعالية السريعة، التي أوقعت المصريين في فخاخ كثيرة، وهزائم كبيرة مازلنا ندفع ثمنها حتي الآن.


- الهدوء معناه التأني وعدم التسرع والغضب، خصوصًا في الأحداث الساخنة التي تشتبك فيها تيارات سياسية مختلفة، لأن القرار الذي سيعجب البعض يغضب آخرين.
- في أزمة القضاة والمحامين مثلاً انتهز البعض الفرصة للهجوم علي الدولة واتهامها بالضعف، فهل من القوة أن تجهز الدولة تجريدة أمنية للطرفين؟ أم ما هو المقصود بقوة الدولة بالضبط في مثل هذه الخلافات؟
2
- قوة الدولة لاتعني الوصاية أو الاختراق.. فالقضاء هو إحدي سلطات الدولة، ويدير شئونه المجلس الأعلي للقضاء والدولة لاتتدخل من قريب أو بعيد ولا تدس أنفها في أموره.
- استقلال القضاء هو السمة البارزة لهذا العصر، ولا يستطيع أحد أن يزعم غير ذلك، والاستقلال ليس في إصدار الأحكام فقط، بل أيضا في الشئون المالية والإدارية.
- في كثير من الأحيان تصدر أحكام قضائية ضد الدولة، ومع ذلك تبادر باحترامها وتنفيذها، ولم يحدث أن عطلت الدولة حكماً قضائيا أو تلكأت في الإذعان له.
3
- نقابة المحامين تدير شئونها.. ورغم الاتهامات التي يوجهها البعض للنقيب حمدي خليفة بأنه «حزب وطني»، إلا أن النقيب أدار الأحداث بعيداً عن أي توجهات حزبية.
- لا شأن للحزب الوطني في الصراع الدائر، ومصلحته الوحيدة هي أن يعود الهدوء والاستقرار لجناحي العدالة، وأن ترفع جميع الأحزاب والقوي السياسية يدها عن القضاة والمحامين.
- الطرف الرئيسي الذي حاول العبث في الأزمة هو الجماعة المحظورة، وأرادت أن تستثمر الموقف لصالحها، تارة بالظهور في ثوب من يقوم بمحاولات التهدئة الكاذبة، وأخري بتهييج المحامين وإشعال الأزمة بالوقيعة.
4
- خارطة طريق لحل المشاكل المستقبلية.. فقد آمن الطرفان القضاة والمحامون بأن اللجوء إلي القانون هو البديل الآمن للتعامل مع أي أزمات في المستقبل.
- من الطبيعي أن تحدث مشاكل وخلافات، وأهم من ذلك هو الاتفاق علي آلية تسويتها بالقانون، دون اللجوء إلي وسائل الضغط والتظاهر والاعتصام، خصوصاً من جناحي العدالة.
- القانون هو الحل، وليس الفتونة، فهل كان يسعد الذين يتحدثون كذباً عن ضعف الدولة، أن تصدر قرارات بحل مجلس نقابة المحامين ونادي القضاة، وهل الدولة هي حارسة الشرعية أم تسطو عليها؟
5
- قوة الدولة في إرادتها السياسية.. وتتجسد الإدارة القوية للدولة في حماية مؤسساتها الشرعية، فالقضاة يمثلهم ناديهم المنتخب بالإرادة الحرة لأعضائه، ونفس الشيء بالنسبة لنقابة المحامين.
- تتجسد الإرادة السياسية للدولة في إصرارها علي أن تدير المؤسسات الشرعية مشاكلها بنفسها، فلو تدخلت بأي صورة من الصور سوف يزداد الموقف تعقيداً وتشابكاً.
- الذين ينتقدون الدولة ويتهمونها كذباً بالضعف، هم أول من كانوا سيفتحون النار عليها إذا تدخلت بشكل مباشر أو حاولت الحسم لصالح طرف علي حساب طرف.
6
- قوة الدولة في إعلاء مبدأ الحوار السلمي.. ورغم مظاهر الانفلات هنا وهناك، إلا أن البديل الآمن الذي تمسكت به الدولة هو الحرص علي الحوار السلمي بين الطرفين.
- حدث تراشق واشتباك إعلامي بين رئيس نادي القضاة ونقيب المحامين، ولكنه انتهي إلي حرص كل طرف علي عدم المساس بالطرف الآخر والتأكيد علي احترامه وتقديره.
- كسبت الدولة كثيراً لأنها هيأت الأجواء للطرفين للوصول إلي الحل الذي يصون كرامة القضاة ويحفظ احترام المحامين.
7
- قوة الدولة المصرية في عدم التفرقة بين أبنائها.. فلو انحازت لطرف علي حساب طرف، كانت سوف تخسر الطرفين، فالعدل أساس الملك، وعدم التفرقة يخلق الارتياح العام.
- الدولة لاتفرق بين أبنائها، وتتعامل مع الجميع علي مسافة واحدة، فالمحامي والقاضي جزء من النسيج الوطني المصري.. أصدقاء وليسوا أعداء والخلافات دائما مصيرها إلي زوال.
- كتبت في هذا المكان أمس أنه «أسبوع تصفية المشاكل» بالحوار والتفاهم واحترام سيادة القانون، أما دولة الفتونة والعضلات فقد مضي عصرها.


E-Mail : [email protected]