السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الكرة فى ملعب المحامين!
كتب

الكرة فى ملعب المحامين!




 


 كرم جبر روزاليوسف اليومية : 22 - 06 - 2010


وليمة كبرى لتصفية الحسابات الانتخابية


( 1 )


- العقل كان يحتم صدور حكم محكمة استئناف طنطا بالطريقة التى صدر بها، وهو التأجيل لمدة أسبوعين مع استمرار حبس المحاميين.. فهذه معركة ليس فيها منتصر ولا مهزوم.


- هدنة لتهدئة الأعصاب وتصحيح الأخطاء، والامتناع عن التصريحات النارية، التى تعيد الأزمة دائمًا إلى نقطة الصفر، ولو صمتوا قليلاً، فسوف يساعد ذلك فى انفراج المشكلة.
- هدنة لإعلاء شأن القانون، وإتاحة الفرصة لتحقيقات ودفوع قانونية، بعيدًا عن الانفعال والتعصب والاحتجاج، فالعدالة لا تتحقق بالتظاهر أو «لى الذراع».
( 2 )
- الشرط الأول لانفراج الأزمة هو أن تبتعد نقابة المحامين عن المزايدات الانتخابية والحشد الدعائى، فغياب العقل والمنطق يدفع الأمور من سيئ إلى أسوأ.
- المؤكد أن نقيب المحامين فى مأزق كبير بين قناعاته الشخصية التى تميل إلى التهدئة، وبين الضغوط الهائلة التى يواجهها، خصوصًا أن خصومه كانوا يجهزون لسحب الثقة منه.
- الحشد والانفعال والتهديد والوعيد وغيرها من وسائل الضغط لن تؤتى ثمارها، لأن الطرف الآخر وهو القضاة يزداد عنادًا ويواجه التصعيد بتصعيد.
( 3 )
- الشرط الثانى لانفراج الأزمة هو أن ترفع الفضائيات والصحف يدها عن الأزمة.. والجميع يعترف بأنها كانت السبب الرئيسى فى زيادة الاشتعال، والغضب والعداء.
- كلما هدأت الأمور أشعلها الإعلام من جديد، ليس بهدف تحقيق المصالحة، ولكن بحثاً عن السبق والتفرد فى أزمة ليس فيها سبق ولا تفرد.
- لا أستطيع أن أتهم وسائل الإعلام بسوء النية، ولكن بالجرى وراء الجذب والتشويق والإثارة، وفى ظل انعدام الضوابط والمعايير، انقلبت الأزمة إلى فوضى.
( 4 )
- الشرط الثالث لانفراج الأزمة هو «الوسطاء يمتنعون».. فقد ظهر وسطاء كثيرون، يحاول كل واحد منهم أن يلعب دورًا ليظهر أمام جموع المحامين بأنه «المنقذ».
- معظم الوساطات شكلية ومظهرية وإعلامية، ويتم الإعلان عنها فى الفضائيات قبل أن يحدث أى شىء، وبالتالى تساعد على إفساد أى محاولة للتهدئة أولاً بأول.
- معظم الوساطات تتم لتصفية الحسابات الانتخابية، والضرب تحت الحزام، فأصبح المحاميان المحبوسان هما الوليمة الكبرى لتصفية الحسابات.
( 5 )
- الشرط الرابع لانفراج الأزمة هو «إقصاء المحظورة»، فهى ليست قضية دينية ولا انتخابية، ولا تنفع فيها الشعارات التحريضية التى تستهدف استثمار الأزمة.
- «المحظورة» تقف دائمًا متحفزة لتقفز فوق أى مشكلة وتحاول أن تستقطب هذا وذاك، وأن توحى للجميع بأنها فى صفهم، مع أنها لا تعمل إلا من أجل مصلحتها.
- «المحظورة» تسعى إلى الفوضى واستمرار الغضب والحشد والإضراب عن الذهاب إلى المحاكم.. فهذا هو الهدف الذى تعمل من أجله وتسعى إليه.
( 6 )
- العقل كان يحتم صدور الحكم بالصورة التى صدر بها، فلا يرضى أحد أبدًا للعدالة أن تبدو وكأنها تخضع للضغوط والابتزاز، وأنها تراجعت بسبب ذلك.
- لا يرضى أحد وفى صدارتهم المحامون للقضاء المصرى أن يتراجع أو أن يظهر مهتزًا، فالأحكام القضائية تكتسب حجيتها واحترامها من تنفيذها وليس من التراجع فيها.
- لا يرضى أحد للقضاء أن يصدر أحكامًا للمواءمة التى تجافى سلطة القانون وهيبة الأحكام القضائية، أو أن تقدم لجماعات الضغط نموذجًا تسير على هديه.
( 7 )
- أسبوعان وتنعقد المحكمة من جديد، والمشكلة كلها فى أيدى المحامين، بأن يحرصوا على احترام هيبة القضاء وأن يلتزموا بالطريق الذى رسمه القانون للطعن فى الأحكام.
- الكرة فى ملعب المحامين ليثبتوا للرأى العام أنهم ليسوا فوق القانون، وليس على رأسهم ريشة وأن الخطأ وارد، ولا يتم تصحيحه بخطأ أفدح.
- الكرة فى ملعب المحامين، بالقانون وليس باقتناص الفرص، أو استثمار المشكلة لتحقيق مطالب ضد القانون، فلو حدث ذلك سيخسر الجميع.


E-Mail : [email protected]