السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سيرك البرادعي (2)!






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 22 - 02 - 2010


هل هم البسطاء؟.. هل هم المهمشون؟.. هل هم العمال؟.. هل هم الشباب؟.. هل هم الذين كانوا في استقباله في المطار ورحلوا عندما تأخرت طائرته؟.. من هم بالضبط ممثلو هذا القطاع الذي تحدث عنه الدكتور البرادعي وجعله مضطرا للنزول علي رغبته.

وفي هذا السياق يرفض الدكتور البرادعي الانخراط في الحياة السياسية.. فلا ينضم لحزب من الأحزاب الشرعية.. أو يعلن ميله إلي أي برنامج أو أجندة سياسية.. أو حتي يقرر ما إذا كان انتماؤه إلي اليسار أو اليمين أو الوسط.. ولا يقبل لنفسه إلا بمنصب الرئاسة شرطا لتواجده في الحياة العامة.. "يا الرئاسة يا بلاش".

وحتي منصب الرئاسة ليس هناك دليل موضوعي واحد علي سعي الدكتور البرادعي للترشح له علي أمل الفوز.. قولا أو فعلا.. حركة أو تحركًا.. كل ما هنالك هو مطالبته بتغيير مادة في الدستور.. وهي مطالبة ليست من "عندياته" ولم يخترعها.. ولم تطرح لأول مرة علي لسانه.. بل هي مطالبة تتبناها أحزاب المعارضة ليل نهار وبعض من السياسيين والمثقفين.. موجودة علي صفحات الجرائد الحزبية والخاصة وفي سياق الجدل السياسي العام.. حتي من قبل أن يحال الدكتور البرادعي للتقاعد.

ولكن فرقا كبيرا بين مطالبة المعارضة التي تظن أنها تتيح لها فرصا أكبر لأجندتها وبرامجها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومطالبة الدكتور البرادعي التي يريد بها تفادي جهد التحرك للحصول علي ما حدده الدستور من موافقات من أعضاء نيابيون وتوقيعات من مجالس محلية تسمح له بالترشح للمنصب المرموق.. كمرشح مستقل للانتخابات الرئاسية.

بل ورفع العبء عن نفسه بالانخراط في الحياة السياسية كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية يجب أن يكون له خط وانتماء سياسي وأجندة وبرنامج يستطيع بهم أن يتقدم المرشح للناخب فيتقرر مصيره عبر صناديق الانتخابات.. وهو السلوك المستقيم لكل طموح سياسي يسعي للتواجد في أي صورة أو أي موقع في الحياة العامة.. فإن فاز فمواد الدستور تتيح له التقدم بما يراه من تعديلات.

فلينزل الدكتور البرادعي إلي الساحة ويجد ويجتهد في جمع هذه التوقيعات كمرشح مستقل للانتخابات الرئاسية.. ولا أظن أن المسألة صعبة عليه أو شاقة.. وهو القائل والمؤكد بأنه نزل علي رغبة قطاع من الشعب المصري في ترشحه للمنصب المرموق.. علي الأقل سيتبين لنا وله ماهية هذا القطاع الشعبي ووصفه وتوصيفه.

وغير ذلك هو السيرك.. الأضواء والألوان وألعاب الحواة ونكات البلياتشو.. و"علي صدرها تنور".

[email protected]