السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الست» النائبة.. نعمة!
كتب

«الست» النائبة.. نعمة!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 25 - 06 - 2010



لا لسيدات الصالونات.. ولا للأخوات المنقبات


1


- وجود هذا العدد الكبير من السيدات في مجلس الشعب «نعمة»، خصوصًا في هذا الزمن الأغبر، الذي تحالفت فيه قوي التطرف والتخلف والظلام، لإعادة النساء إلي ثكناتهن، أو إلي غرف النوم.


- لا أدري لماذا يختزل المتطرفون النساء في شيء واحد هو «مستودع الشهوة».. وهي نظرة دونية وعنصرية، وتقتل في النساء الملكات والمواهب الأخري التي منحها الله لهن.
- المرأة جسد وعقل، وعقلها أهم بكثير من جسدها، لأنه سر التقدم والخيال والإبداع، وعقل المرأة لا يقل أبدًا عن عقل الرجل، بل يزيد في كثير من الأحيان.
2
- دخول النساء البرلمان نعمة لعدة أسباب: أولاً: لحماية المرأة المصرية من طيور الظلام المتربصين بها، ويحلمون بعودتها إلي منزلها ولا تخرج منه إلا لقبرها.
- ثانيًا: لأن احترام ورقي الأمم لا يقاس بمستوي الدخل القومي فقط، ولكن بدرجة المساواة بين النساء والرجال، حتي كلمة «مساواة» أصبحت إرثًا للتخلف لا نسمعه إلا في المجتمعات المنغلقة.
- ثالثًا: لأن مصر هي القلب الذي ينبض في المنطقة العربية والإسلامية، وإذا تحررت المرأة هنا، ستنتقل العدوي إلي سائر النساء في المنطقة.
3
- رابعًا: لأنه آن الأوان لرفع جميع أنواع الظلم الاجتماعي عن كاهل النساء، الظلم الذي يصل في بعض الأحيان إلي اغتصاب الحقوق البسيطة والتطلعات المشروعة.
- خامسًا: لأن المرأة المصرية تقدمت للأمام ثم تراجعت للخلف، ثم تقدمت للأمام، ولابد من ترسيخ وتحصين حقوقها ومكتسباتها حتي لا يفكر أحد في إقصائها مرة أخري.
- سادسًا: لأن الفترة القادمة تحتاج تلاحم وتفاعل كل أبناء الوطن، المسلمين والأقباط، النساء والرجال، الفقراء والأغنياء، وغيرهم من الفئات، سعيًا وراء مشاركة تفتح طريق المستقبل.
4
- تصوروا معي حين ينعقد مجلس الشعب الجديد وفيه سبعون سيدة علي الأقل، هل سيجرؤ السادة النواب الرجال علي أن يناموا في الجلسات ويصدر منهم بعض «الشخير»؟
- هل يجرؤ النواب الرجال أن يعلو صوتهم أو أن تنطق ألسنتهم بأشكال وألوان من الألفاظ الجارحة التي كنا نسمعها في البرلمانات السابقة، أم سيراعوا وجود المرأة في البرلمان؟
- هل يستطيع النواب المتطرفون أن يشعلوا حروبًا عدائية بسبب الموضوعات المتعلقة بالنساء كالحجاب والرقص الشرقي وغيرها، كما كان يفعل نواب المحظورة؟
5
- أعتقد أنه من الصعب أن تتكرر حكاية «نواب الأحذية» في وجود هذا العدد الكبير من النساء، لأن النائب الذي يرفع حذاءه سوف يواجه نائبة سوف تعامله بالمثل.
- وأعتقد أنه من الضروري توزيع النائبات بين الصفوف وليس جلوسهن متجاورات في صفين أو ثلاثة، كما يفعل نواب المحظورة والنواب المستقلون، فينشأ جزء آخر اسمه «الركن البعيد الهادي».
- وأعتقد أن السادة النواب سيحرصون علي شياكة المنظر والمظهر والهندام، والبارفان وسبسبة الشعر «لغير الصلع» وخفض الصوت وغض البصر وحلاوة اللسان.
6
- قبل هذا وذاك، هل يستحق المصريون هذا التطور الكبير، فيحسنون اختيار النساء اللائي يصلحن لهذه المهمة الخطيرة، أم نختار أصنافًا نندم عليها وقت لا ينفع ندم؟
- هل يقع الناخبون في شرك «الأخوات المسلمات» ودعايتهن الانتخابية الكاذبة، التي شاهدنا صورًا منها في انتخابات 2005، فكانت وبالا ًعلي الديمقراطية وعلي الانتخابات والبرلمان.
- كانت نساء الإخوان يذهبن إلي البيوت ويستعطفن أهلها لإعطاء أصواتهم لمرشحيهم، بزعم أنهم يتعرضون للظلم والاعتقال، «واحلف ع المصحف إنك حتديني صوتك».
7
- سيكون وبالاً علي الديمقراطية والانتخابات أن يتسرب تحت القبة طابور من المنقبات، فينصرف البرلمان والمجتمع والرأي العام إلي جدل عقيم يعود بنا إلي الماضي، ولا يقود إلي المستقبل.
- نحتاج امرأة قوية ومتعلمة ولها تواجد بين أهلها وناسها في الدائرة، يلتفون حولها ويذهبون إليها ويحترمون كلمتها.. وفي مصر نساء كثيرات من هذا النوع.
- أحسنوا الاختيار، ليس من «سيدات الصالونات» ولا من «خيام المنقبات»، ولكن من صنف المرأة المصرية التي تعيش في بيوتنا وتقف كالعامود الخرساني الذي يرفع البيت كله.


E-Mail : [email protected]