الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عفواً محافظ الأقصر !






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 21 - 01 - 2010



كم كنت مزهواً بأداء الدكتور اللواء / سمير فرج ، في إدارته لمؤسسة أوبرا القاهرة، وازداد إعجابي به حينما ذهب رئيساً لأهم مدن مصر في العالم علي الإطلاق (تاريخياً) "مدينة الأقصر" ، وكان لي حظ زيارة الأقصر أثناء إدارته لها وأثناء عقد مؤتمر للاستثمار لمحافظات الصعيد والذي ينظمه الوزير النشط الأستاذ الدكتور محمود محيي الدين (الحامل لملف تنمية الصعيد) دورياً في أقاليم مصر المختلفة !!.
وشاهدت بنفسي ما تم إنجازه من رفع للعشوائيات وإزاحة للإهمال والاستهتار المحلي المتعاقب علي كنوز وآثار وتاريخ الوطن في هذه المدينة التاريخية (الأقصر) وكان برنامج الزيارة دائماً هو الشريط المحازي لنهر النيل ( الشاطئ) حيث تتراص البواخر السياحية بجانب بعضها البعض لضيق وقصر طول أرصفة شاطئ الأقصر أمام هذه الجحافل من البواخر النيلية.
كما أن كورنيش الأقصر من أول البلدة إلي آخره لا يزيد علي 5 كيلو مترات علي الأكثر ولا يمكن بحال من الأحوال توسعته، حيث النيل في جانب (وممنوع الاقتراب) والفنادق والمنشآت السياحية تحده من الجانب الآخر، ولكن رئيس مدينة الأقصر استطاع أن يلعب في المسطحات المواجهة للمعبدين (الأقصر ، الكرنك) واستطاع أن يخلق (بياتزا) كما يقول عنها الإيطاليون رائعة جعلت المعابد تتنفس ويمكن رؤيتها من مسافات معقولة .
كما أن التطوير الذي نال محطة الأقصر للقطارات يشهد له أيضاً بأنها نقلة رائعة وكان المشروع الأخير الذي اهتم به رئيس المدينة ثم (المحافظ فيما بعد) هو طريق الكباش ، الرابط بين المعبدين !!.
وكانت مكافأة "السيد الرئيس "لأهالي الأقصر ورئيس مدينتها أن يصدر قراراً جمهورياً باعتبار إدارة مدينة الأقصر محافظة رقم (29) في مصر.
وبعد كل هذه المقدمة ساقني حظي أنا وزملائي يوم الأربعاء الماضي، حيث كنا في زيارة لبعض المشروعات الداخلة في برنامج السيد الرئيس لتنمية الصعيد والتي تشرف عليها وزارة الاستثمار.
وحين عودتنا عن طريق الأقصر ، فكرنا في تناول الغذاء بفندق الشيراتون قبل إقلاع طائرة مصر للطيران مساء وحينما همت السيارات لدخول الفندق قام الحراس باستهتار شديد لكي يسألوني من حضرتك ؟ قلت نحن ضيوف جئنا لتناول الغذاء في أحد المطاعم بالشيراتون ، وكان الرد ممكن نتعرف علي حضراتكم ، وبالقطع هذه ليست مقابلة لزائرين ، أعتقد "شكلنا" مناسب وسياراتنا محترمة !! .
المهم أجبنا إجابات غير حقيقية ، فرفع الحارس سدادة المدخل ، واخترنا غداء سريعاً، ناهيك عن سوء مصنعية (المكرونة) وناهيك عن الغلو في سعر (الوجبة) إلا أن كل شيء كان يدعو للحزن ، معقول هذه الخدمة من أحسن فنادق المدينة وخرجنا مستعجلين حيث باقِ علي موعد الطائرة ستون دقيقة ، وانحرفنا بالسيارة يميناً متخيلين أن الطريق سيؤدي بالقطع من "غير المرور" علي الكورنيش إلي المطار وإذا بنا في زقاق وحوار ومخانق وعشوائيات ، ورغم أن الطريق ممهد إلا أن (التوهان كله) حدث حيث لا علامة لمطار ولا علامة لشارع ولا إضاءة في زقاق ، ولا شيء علي الإطلاق يفرق بين (البلينا) في سوهاج ( والأقصر) في الشارع الخلفي الموازي للكورنيش، وكانت الصدمة في "سمير فرج" وفي تصوري وإعجابي به معقول (فرج) مثل (وزير) مثل أي محافظ يهتم ببدلته وكرافتته (أي واجهة) المدينة التي أصبحت محافظة (أما الداخل) فالله أعلم ورسوله !!