السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفنان محمود ياسين !






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 22 - 01 - 2010



قيمة محترمة من قيم ورموز وفناني مصر العظماء ، نهر لا ينتهي من الشخصيات التي يقدمها المجتمع المصري للأمة العربية والناطقين بلغتنا ، هذه الشخصيات تتعدد وتتوارث القيم وتنبغ وتبرز في مجالاتها ، قمم في إبداعاتها .
كان لقائي ضمن مجموعة من المصريين المحبين لبلادهم في جمعية محبي مصر، بدعوة كريمة من الدكتور إبراهيم فوزي رئيس هذه الجمعية وأمينها الأستاذ هاني عزيز .
وكانت النخبة المدعوة لحضور هذا الاجتماع بمناسبة إحياء مناسبة عيد الميلاد المجيد (7 ديسمبر) كعيد لكل المصريين ، وواكب هذا العام الحادث الأليم الذي تعرضت له مصر كلها بإستشهاد سبعة من أقباط مصر منهم المسيحيون ومنهم مسلم واحد وذلك ليلة عيد الميلاد في مدينة "نجع حمادي" ، مما اهتز له المجتمع كله وتحركت كل طوائفه رافضة ما حدث ومستنكرة هذه الواقعة مهما كانت دوافعها وانتقل المستشار "عبد المجيد محمود " ومكتبه الفني المستشار "عادل السعيد" إلي موقع الحدث واهتمت الدولة كلها إلا أن تعبيرات خرجت في هذه المناسبة التي اجتمع فيها "محبو مصر"، نخبة من المصريين استمعت فيها لكلمات طيبة سواء من "هاني عزيز" أو الدكتور "إبراهيم فوزي" وكذلك الأستاذ "محمد فريد خميس" الذي ربط بين أحداث حدودنا في رفح وقافلة شريان الحياة والتحرك التركي الإيراني وبث الرعب في نفوس المصريين عن طريق الفتنة الطائفية (النائمة) وكانت الدعوة بأن نفتح هذا الملف وننهي كل ما يتعلق به سواء كانت قوانين وتشريعات تنظم بناء دور العبادة وصيانتها (كل دور العبادة) أيضاً التخلص من تراث بيروقراطي غير أصيل أصالة المصريين، وهو الوظائف العامة وعدم التفريق بين "قبطي مسلم وقبطي مسيحي" والدعوة التي أتبناها ويتبناها ملايين من المصريين بإلغاء صفة الدين من الهويات الشخصية -يكفي أن يكون "الهوية مصريا"، طبقاً للدستور والمواطنة التي توجت بنوده جميعاً .
كانت الكلمات مفعمة بالأمل ، وبالحنو علي مصر وبالتأكيد علي أننا نسيج واحد وأن الإسلام مكمل للأديان السماوية اليهودية والمسيحية ، وأن خصائص الدين في مصر هي خصائص مناخ وتربة وأرض ، كما قال "الأنبا شنودة "، (مصر وطن يعيش بداخل المصريين ، ولا نعيش نحن بداخله ).
تعبيرات جميلة رائعة، شدت بالحاضرين وأعادتهم إلي رومانسية الحياة فيما نسميه بالزمن الجميل
حيث لم يعرف أحد من (الشلة) في المدرسة أو في الجامعة (من منهم قبطي مسلم ومن منهم قبطي مسيحي) .
ولكن جاءت كلمات الفنان محمود ياسين بصوت من أعماقه ، مرتبة وثاقبة ، وهادفة القلب والعقل معاً ، جاءت كلمات الفنان بنبرات صوت قوية ، خُيلَّ إلي بأنها قادمة من عمق تاريخ مصر، أعاد إلينا أصوات فنانينا الكبار في الأبيض والأسود رحمهم الله جميعاً (حسين رياض) (ويوسف وهبي) ، (والسبع) وغيرهم ، كان الفنان "محمود ياسين" وهو يتحدث عن الجوهر عن مصر (هي الركيزة وهي المحور وهي الدائمة ) ، وكل شيء حولها زائل ، مصر في قلوبنا جميعاً ، ولا شيء علي الإطلاق يمكنه أن ينتزع هذا الإحساس بالانتماء للوطن سواء كانت أفكارًا أو فتنة طائفية محلية الصنع أو مستوردة من خارج حدودنا !!