السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محافظ الإسكندرية






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 08 - 03 - 2010


اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية ليس بالطبع من العلماء ولا الباحثين المعنيين والمهتمين بظاهرة الاحتباس الحراري وتداعياتها في الارتفاع بمستوي البحر إلي الحد الذي يهدد الإسكندرية ومن ورائها الدلتا كلها.. ليعلن تشككه في صحة نظريات غرق الشواطئ بسبب التغيرات المناخية.

خاصة أن تلك النظريات عالمية "جلوبال" استغرق التوصل إليها عدة سنوات من المتابعة والدراسة والبحثو تشارك في صياغاتها مجموعة كبيرة من العلماء في مختلف أنحاء العالم.. وحملها نائب الرئيس الأمريكي الأسبق "آل جور" علي كتفه وطاف بها معظم أرجاء المعمورة يتحدث وينبه ويحذر عارضاً الأفلام الوثائقية التي تدل علي صحة ما ذهب إليه العلماء من مخاطر عدة علي كوكب الأرض بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وفي مقدمتها غرق بعض المدن الساحلية.. ونال "آل جور" جائزة نوبل علي هذا الجهد المستمر.. بل أصبحت هذه النظريات مطروحة علي مائدة البحث في قمة الدول الصناعية الكبري لسنوات متتالية.. وأصبحت أيضاً مجالاً للمساومات بين هذه الدول بشكل فج خاصة الاجتماع الأخير حيث فشلت قمة الدول الصناعية الكبري والمسبب الأول لظاهرة الاحتباس الحراري في الاتفاق علي إنقاذ الأرض بخفض نسب انبعاث الغازات المسببة للظاهرة.

لأنها - الدول الصناعية - بمنتهي البساطة في حالة التوصل إلي اتفاق ستضطر إلي التعرض إلي خسائر اقتصادية ومالية تري أنها فادحة.. وفي هذا السياق فإن علي الفقراء والدول الفقيرة التي تسعي إلي النمو للارتقاء بحياة شعوبها أن تدفع ثمن استمرار انتعاش ورفاهية الدول الغنية.. من مواردها الطبيعية التي ستتأثر مباشرة من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي هذا السياق فإن تطوع اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية بالتشكيك في صحة نظريات غرق المدن الساحلية بسبب التغيرات المناخية في الوقت الذي كان فيه وزير الري د.نصر علام يؤكد وجود خطة للتعامل مع التغيرات المناخية علي المناطق الساحلية.. ومنها مدينة الإسكندرية التي تأتي في قائمة المدن المعرضة لارتفاع مستوي سطح البحر وطبقا للتقارير العلمية الدولية والمحلية.

تطوع في غير مكانه ولا موضوعه.. وربما تكون تلك هي المرة الأولي التي نسمع فيها عن خطط حكومية تتخذ تدابير تراعي هذه المخاطر في غرق ليس مدينة الإسكندرية فقط وإنما مدن ساحلية مصرية أخري.

بل كان الأدعي أن يتمسك محافظ الإسكندرية، والمعروف بإرادته الحديدية - بضرورة تنفيذ تدابير الحماية الحكومية التي تحدث عنها وزير الري، وتوفير الميزانيات المخصصة لها في توقيتاتها المحددة حتي يطمئن الناس.

خاصة أن عمليات حماية الشواطئ بحواجز الأمواج المهولة تتم الآن في كورنيش الإسكندرية، وقد رأيت حجمها الضخم عندما كنت في زيارة قصيرة إلي الإسكندرية قبل يومين.

[email protected]