السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الخطاءون في "البرادعة"






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 10 - 03 - 2010


حصل المتهمون في قضية تلوث مياه الشرب في قرية البرادعة والتي أدت إلي إصابة بعض أهالي القرية بالتيفود علي حكم بالبراءة بعد أن سجل الحكم أن خطأهم كان في التغاضي عن تطهير شبكة المياه قبل إطلاق مياه الشرب فيها.

والخطأ هنا.. والذي أشارت إليه المحكمة وإن كان لا يندرج تحت طائلة المقاضاة وصدور الأحكام القضائية فتمت تبرئتهم من التهم المنسوبة إليهم.. يبقي خطأ جسيم وإهمال لا يمكن وصفه نتجت عنه إصابة بعض الأهالي بالأمراض ارتكبه بعض الموظفين العموميين عندما سمحوا للمقاول من الباطن بإطلاق مياه الشرب قبل تطهير شبكة المياه.

ولو كان هؤلاء الموظفون قد أدوا الواجبات التي تفرضها عليهم وظائفهم الرقابية أو حتي ضميرهم الإنساني.. ما كان مرض التيفود قد أصاب بعضا من أهالي البرادعة وما كانوا هم أنفسهم قد تعرضوا للملاحقة القانونية.. ولا كانت هناك قضية ولا كان هناك حكم قضائي يوثق هذا الإهمال وهذا الاستهتار بأقدار "الغلابة" من البسطاء.

ومن ثم فإن أشد العقاب الإداري كان يجب أن يكون في انتظار هؤلاء الذين أهملوا وتقاعسوا وتسببوا بإصابة الناس بالمرض.. بدلاً من أن يتركوا عائدين إلي منازلهم وهم فرحون محتفلين بحكم البراءة.

لقد صدر حكم البراءة قبل خمسة أيام ليصبح المتهمون أبرياء.. ولا تعليق علي حكم المحكمة.. ولكن التعليق هنا عن الصمت الإداري التام عن اتخاذ قرارات إدارية عقابية علي الذين أخطأوا وتسببوا بإهمالهم وتسيبهم واستهتارهم في إلحاق ضرر صحي بالبسطاء من أهل البرادعة. الانتظار هنا للمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية للدفع في ضرورة اتخاذ هذه الإجراءات الإدارية العقابية.. والتي قد تكون بالخصم من المرتب أو الحرمان من العلاوة.. أو حتي بالفصل من الوظائف.. فالخطأ جسيم والإهمال واضح.. وبتوثيق من حكم محكمة.

هكذا ترتاح ضمائر الذين أصيبوا بالمرض وعائلاتهم.. وهكذا أيضا يكون الدرس للمهمل والمستهتر.. فيصبح عبرة لمن لا يعتبر.

[email protected]