الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دروس في السياسة




محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 15 - 03 - 2010

بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول مواقف أحزاب المعارضة المصرية الرئيسية.. وبغض النظر أيضا عن مساحة الاختلاف والاتفاق حول المطالبات التي نادي بها مؤتمر "ائتلاف المعارضة".
 

إلا أنها ذالمطالبات- تدخل ضمن السياق الطبيعي الذي يهدف إلي تطوير الحياة السياسية في مصر بطرح الأفكار والمواقف التي تكون قابلة للنقاش والطرح والجدل السياسي بين أحزاب المعارضة الشرعية وحزب الأغلبية، وكل منهما له برنامج وآليات ونظريات تحكم عمله وتواجده في الشارع المصري بين بسطائه.
الجدل السياسي المحكوم بالرغبة الحقيقية في الإضافة إلي الحياة الديمقراطية تحت مظلة الحراك السياسي غير المسبوق في التاريخ المصري منذ مبادرة الرئيس مبارك في فبراير 2005‭.
وفي هذا السياق، فإن إعلان مؤتمر ائتلاف المعارضة بعدم الاستجابة لابتزاز المبتزين ورفض الأحزاب الدينية والحركات الممولة من الخارج.. ليس فقط درساً
واضحاً في السياسة.
وإنما أيضا رسالة مؤكدة لمن يريد القفز علي كل الاعتبارات السياسية والقانونية والدستورية بأن هناك أسسا وأصولا يجب أن تتبع وقواعد يجب الالتزام بها وهو يطرح نفسه كلاعب في ملاعب السياسة التي لم يختبرها ولم تختبره.. وأقصد هنا الدكتور البرادعي.

الدكتور الذي لم يعترف بأحزاب المعارضة ولا عملها السياسي ولا مطالباتها.. فيرفض الانضمام إليها حتي ولو من باب الميل لبرنامج من برامجها الذي يعبر في النهاية عن رؤية لتحقيق مصالح قطاع كبير من المواطنين.. كل طبقا لمبادئ واضحة وموضوعية معلنة.. سواء اتفقنا معه أو اختلفنا.

ومن ثم يعلن الدكتور البرادعي شروطه و ليس برنامجه للترشح للانتخابات الرئاسية ويرسل "عياله" إلي مؤتمر المعارضة في محاولة لزرع اسمه ضمن سياق الكلام والمناقشات.. فتفسد قيادات المعارضة علي الدكتور و"عياله" الغاية والهدف ليتعلم ويتعلموا دروسا حقيقية في السياسة والعمل السياسي.