السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هدية أمي






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 21 - 03 - 2010


وسط هذا الكم الهائل من الحث علي شراء هدية "عيد الأم" في إعلانات صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون.. لا تكترث الأم بالهدية وشكلها وحجمها وسعرها والتي ترهقنا تفاصيل المفاضلة فيما بينها.. هكذا "أمي".

إنما شاغلها الأول أن تري في هذا اليوم.. اجتماع الأبناء وربما الأحفاد.. صورا لنتاج حقيقي لعمر تنفق فيه الأم كل ما تملكه من مشاعر وإمكانات ورؤي وانتصار علي تحديات.. وتضحيات في صناعة أبناء يعتركون مع الحياة بمبادئ أخلاقية ثابتة لا تقهرها محنة ولا ينال منها اختبار.. غير قابلة للمساومة أو التبديل مهما كانت إغواءات الثمن.

تلك الصناعة التي تبدأ منذ اللحظات الأولي للميلاد وتتطور مع تطور سنوات الطفولة والشباب وحتي حين يتحول الابن أو الابنة إلي صانع أسرة يتشكل فيها عقل ووجدان ابنائه.. كل مرحلة سنية لها متطلباتها ومحدداتها التي لا تغيب عن نظر الأم للحظة واحدة.

فتأتي هديتها الحقيقية في أن يقدم الابن أو الابنة نفسه أو نفسها إلي الأم وقد تمسك بكل ما زرعته فيه من حب وتسامح واجتهاد والنجاح في تكوين أسرة وإنشاء ابناء علي نفس المقاييس من الحب والتسامح والرأفة وإنكار الذات والحرص علي التماسك بين أفرادها في إعلاء لقيمة العائلة.. النواة الحقيقية لمجتمع هذا الوطن. ومن ثم .. وفي كل عام يقدم الابن هديته.. كشف حساب سنوي غير محدد في قائمة.. غير مكتوب.. ولا منظور.. ولا مكشوف.. ولكن لا تخطئ عين الأم ملامحه ومضامينه من أول لحظة.. وهل نجح الابن أو الابنة في الاختبار واستطاع أن يقدم لعائلته ما قدمته له أمه؟

هديتي لأمي.. هي محاولتي السنوية في اجتياز الاختبار وإحراز درجات متقدمة.. ولم ترد مني هدية سوي ذلك.. ولا يشفع لي عندها أنني سميت ابنتي الوحيدة باسمها.

[email protected]