109 أعوام على ميلاد «مهندس السيريالية»
تخليدا لذكرى الفنان العالمى الراحل سلفادور دالى (11 مايو 1904 - 23 يناير 1989) افتتح مؤخرا فى متحف ناسيونال دى آرت بالعاصمة الإسبانية مدريد معرض فنى ضم أعمالا فنية لدالى تم انتقاؤها من عدة متاحف حول العالم هى: مؤسسة دالى فى فيغيريس، متحف سنترو دى آرت رينا صوفيا الوطنى فى مدريد ومتحف دالى فى ولاية فلوريدا، ليستمر المعرض حتى الثانى من سبتمبر المقبل.
المعرض أقيم بمناسبة مرور 109 أعوام على ميلاد دالى لإعادة تقييمه كمفكر وكاتب وخالق رؤية خاصة جدا فى عالم الفن التشكيلى ومدارسه، ويركز المعرض فى المقام الأول على فترة عمله السيريالى باعتباره «مهندس السيريالية» وصانع مجدها وشهرتها، ويبرز المعرض جانبا كبيرا من شخصيته خاصة جنون العظمة الذى صاحبه طوال حياته.
يحتوى المعرض على أكثر من مائتى عمل فني، تنوعت فى مجالاتها بما فى ذلك لوحات ومنحوتات ورسومات، وفيه أيضا يظهر المعرض تعدد جوانب الإبداع لدى دالى الذى قدم فن الأداء، وممارسته للكتابة، كما تظهر بعض المعروضات مشاركته فى مجال التصوير الفوتوغرافى والمسرح والسينما.
ويعتبر دالى من أهم فنانى القرن العشرين، وأحد أعلام المدرسة السيريالية، تميز بأعماله الفنية التى تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة التى تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي، والتى يختلط فيها الجنون بالعبقرية.
كان دالى قد مارس الرسم فى السابعة من عمره، عاش مُرفهاً بين أسرة ثرية، وكان والداه يوفران له كل مطالبه. ونتيجة لدلاله المبالغ فيه فقد عُرف عنه سلوك الطائش، وبعد أن تعرّف على كتابات نيتشه، وبعد انتهائه من قراءة كتاب «هكذا تحدث زرادشت» عمِد دالى إلى إطالة شاربه ليكون مثل شارب نيتشه، ليظل محتفظاً بهذا الشارب حتى نهاية حياته.
