الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

كابوس البرادعي






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 22 - 03 - 2010


بغض النظر عن مساحات الاختلاف مع ما خرج عن مؤتمر "ائتلاف المعارضة" من توصيات أحب تسميتها بالمطالبات لم تنفصل عن عمل أحزاب المعارضة خلال السنوات الماضية تحت مظلة الحراك السياسي غير المسبوق الذي أحدثته مبادرة الرئيس مبارك في فبراير 2005، وما تبعها من تعديلات دستورية أدت إلي ارتفاع سقف هذه المطالبات إلي حدود لم تعرفها الحياة السياسية في مصر من قبل.

إلا أنها -المطالبات- قد وضعت "سيرك" الدكتور البرادعي وجمعيته وألعابها البهلوانية في مأزق حقيقي ينتظر من الدكتور تحديدا أكثر لموقفه من مجموعة من القضايا الرئيسية إذا كان ينوي حقا الترشح للانتخابات الرئاسية.. وفي مقدمتها برنامج انتخابي حقيقي يضع رؤي اجتماعية واقتصادية وسياسية واضحة يمكن التعامل معها بالجدل والنقاش و الطرح والقسمة والحساب .. سواء في خلاف أو اتفاق.

ولأنه وحتي كتابة هذه السطور لم يقدم الدكتور البرادعي ما يشير إلي وجود هذا البرنامج أو علي الأقل لم يطرح نيته الحقيقية في الترشح من عدمه وإنما يظل في خانة المنتظر للفوز بالمنصب الرفيع علي طبق من ذهب.. رافضا العمل تحت مظلة حزب سياسي شرعي أو حتي إعلان الميل الي برنامج هذا الحزب.. أو أن يحدد الدكتور إن كانت مواقفه السياسية في اليمين أو اليسار أو الوسط .. أو بين "البينين".

إلا أن الكابوس الحقيقي الذي ينتظر الدكتور البرادعي.. وقد أعلنت أحزاب المعارضة الكبيرة عن الاساسيات التي ستحكم عملها خلال الاشهر المقبلة وهي تستعد لانتخابات برلمانية -شوري وشعب- ورئاسية.. سيظل في الاجابة عن سؤال ماذا سيختار الدكتور و هو يخطط لعمله السياسي المقبل..؟

هل سيتنازل الدكتور البرادعي ليفتح قناة حوار بينه وبين المعارضة للتوصل الي صيغة حول عمل الدكتور السياسي فيكتسب بعضا من الشرعية والمنطقية السياسية وقد فتحت أحزاب المعارضة الباب وتنتظر الدكتور وجمعيته؟.. أم سيفضل الدكتور الاستمرار في "سيرك" ال HR المنصوب علي شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد كضجيج إعلامي بلا طحن .. ميزته الوحيدة في إلقاء الأضواء علي مجموعة من "الفشلة" سياسيا ومهنيا كما أكدت التجربة العملية في السنوات السابقة.

لن يتنازل الدكتور حرصا علي هذه الهالة من بريق أضواء السيرك أولا .. ولأنه سينكشف ثانيا امام حوارات سياسية جادة تطالبه بالكثير .. و هو ما كشف عنه "فاشل" كبير في جمعية الدكتور البرادعي في معرض تعليقه علي توصيات مؤتمر "ائتلاف المعارضة" طالبا أن تأتي المعارضة إلي الدكتور عند عودته من السفر قائلا "من سيأتي إلي من؟".

الدكتور البرادعي ليس كابوسا لأحد .. وإنما هو أكبر "كابوس" لنفسه.

[email protected]