الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مفاجأة وزير الصحة






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 30 - 03 - 2010


المفاجأة لم تكن في إعلان وزير الصحة أن هناك تحقيقات بدأت وستبدأ مع نواب العلاج علي نفقة الدولة وإنما المفاجأة الحقيقية كانت ستصبح في عدم إجراء تحقيقات مع هؤلاء النواب الذين استرزقوا من حق الغلابة في العلاج المجاني الذي كفلته الدولة للمحتاجين.

ولا أقصد بالاسترزاق هنا.. فقط تسعيرة قرارات العلاج علي نفقة الدولة لها عند السماسرة و المندوبين.. ولكن أيضا الاسترزاق السياسي بأن يأتي الصوت الانتخابي علي حساب تدفع قيمته الدولة من قراراتها ويدفع الغلابة فيه تسعيرة الحصول علي القرار.

حسنا.. سننتظر نتائج التحقيقات التي أعلن وزير الصحة أنها ستجري مع نواب العلاج علي نفقة الدولة.. وسننتظر معها أيضا الإجراءات العقابية القانونية عند ثبوت هذا الاتهام. ولكننا لا يمكن أن نبقي قيد انتظار مهلة الشهرين التي تحدث بها وزير الصحة حاتم الجبلي أمام لجنة الصحة في مجلس الشوري.. لأن هذا وفي معناه الواضح استمرار لمعاناة المرضي الأكثر احتياجا للعلاج علي نفقة الدولة بقدر لا يستطيعون تحمله ويفوق كل قدرة لديهم.

من بداية الحصول علي قرارات العلاج الموثقة بالتقارير الطبية وحتي تلقي العلاج نفسه.. فاستمرار الخدمة يجب أن يستمر وبصورة مكثفة بغض النظر عن ارتفاع الفاتورة الحكومية.. وبغض النظر عن قلة الميزانيات والمخصصات المالية.

وإن كان وزير الصحة قد اعترف بأنه وضع يده في عش للدبابير.. فمن غير المنطقي أن يدفع المرضي الأكثر احتياجا للعلاج علي نفقة الدولة ثمن قرصات هذه الدبابير.. معاناة وانتظار وألم مرض وخوف من عدم الحصول علي العلاج.

في كل الأحوال لا نستطيع أن نطلب من المرضي الأكثر احتياجا للعلاج علي نفقة الدولة أن يكونوا قيد انتظار مهلة وزير الصحة أو غيره من وزراء الحكومة.. بل يجب أن تتم تلبية طلبات العلاج علي نفقة الدولة للمحتاجين بأكبر قدر من السرعة.. وعلي أكمل صورة.. ولا أظن أن هذه التلبية ستتعارض مع مهلة الشهرين التي وعد بها د.حاتم الجبلي.