الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر والمصريون!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 03 - 02 - 2010



هذا البلد الأمين، الجميل، المتفرد في مزاياه، وأيضًا المتفرد في عيوبه، هذا البلد العظيم لا يمكن أن يختلف عليه أحد من المحللين بأنه رسخت فيه الأصول الطيبة والتصقت بأهله صفات الشعوب اللصيقة بأرضها، والمحبة والعاشقة لتراثها وترابها، هذا البلد (مصر) الإيمان فيه بالعقائد راسخ، ولم يتغير هذا البلد ولم يستطع غاز أن يغزوه بثقافته أو بتقاليده أو ينزع عن أهله خواصهم وتميزهم.
هذا البلد حينما جاءه الاسكندر الأكبر غازيًا، تدين بدين أهله، وذهب إلي معبد آمون في واحة سيوة لكي يعلن نفسه خادمًا للإله أمون، وحينما جاءه "داريوس" ومساعده "قمبيز" غزاه من بلاد الفرس قبل ألف عام قبل الميلاد، ذهبا إلي الخارجة عاصمة الوادي الجديد لكي ينشأ معبد (هيبس) ويتعبدون فيه لآلهة المصريين.
وحينما جاءه نابليون غازيًا، ناداه المصريون بعد كفاحهم ضد الاحتلال الفرنسي بأنه مسلم، وحتي قائده (كليبر) والذي قتله سليمان الحلبي في القاهرة كان يدعي الإسلام.
وعندما اقترب "روميل" قائد قوات هتلر من صحراء العلمين من القاهرة استعد المصريون بتسمية (هتلر) الشيخ (محمد هتلر)، نكاية في الاستعمار الانجليزي ولعل المصريين الذين رزقوا بأطفال في هذه الفترة قد أطلقوا عليهم اسم "هتلر"، واشهر من سمي في هذه الحقبة الزمنية هو اللواء هتلر طنطاوي رئيس الرقابة الإدارية السابق.
هكذا هذا البلد يذيب كل من يغزوه ويلبسه ثقافته وتقاليده.
ولعل مجيء عمرو بن العاص علي رأس الحملة التي فتحت مصر، وإنقاذ المصريين من اضطهاد الرومان، واعطي أقباط مصر حقوقهم وأعاد لهم حق الحياة فوق الأرض بعد أن كانوا هاربين في صحراوات مصر كلها حتي وصلوا إلي واحة (الخارجة) وأنشأوا مدينة (القبوات) وهي ما تعرف اليوم بآثار (البجوات) القبطية الشهيرة.
جاء "عمرو بن العاص" إلي مصر بتكليف واضح وشديد الصراحة من أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب"، أهل مصر هم خير أجناد أهل الأرض كما قال عنهم رسول الله (صلي الله عليه وسلم)، ومصر هي البلد الوحيد المذكور في القرآن الكريم أكثر من ثلاث عشرة مرة، وأهل مصر أهدوا رسول الله زوجته أم ولده الوحيد "إبراهيم" السيدة "ماريا القبطية"، ومصر هي بلد السيدة هاجر "زوجة رسول الله إبراهيم"، هكذا جاء عمرو بن العاص بتوصية بأهل مصر من خليفة رسول الله، ووصايا الرسول قبل رحيله إلي الرفيق الأعلي.
هذا البلد العظيم محروس بإرادة الله عز وجل!!