الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جريمة وزير التعليم






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 02 - 04 - 2010


يبدو أنني تسرعت حين قلت إن لا أحد في مصر يسعد بما اكتشفه وزير التعليم في زيارة مفاجئة لمدرسة حكومية.. فمن المؤكد أن هناك من يسعدون بهذه الحال المهينة إنسانيا وتربويا التي وصلت إليها هذه المدرسة الحكومية والتي لا أشك أنها نفس الحال الذي تعيشه مئات المدارس الحكومية غيرها.
وإلا ما كانت قد نشطت هذه الحملة الإعلامية الهجومية علي وزير التعليم من صحف معروفة أجندتها المشبوهة وبرامج فضائية ليلية تبحث عن مشاهدة.. علي حساب المصلحة الحقيقية للتلميذ والمدرس والناظر.. وقد شبعنا مطالبات بضرورة التدخل والإصلاح الحازم للعملية التعليمية برمتها.

جاء الادعاء بأن الزيارة كانت تليفزيونية لالتقاط الصور المتلفزة.. بالرغم من أنه لم تكن هناك كاميرا فضائية واحدة ترافق د.أحمد أثناء الزيارة.. ثم حكاية إهانة الناظر وإهانة المدرسين أمام أبنائهم من الطلاب.. والذين لا حول الله.. كان معهم شهادات مرضية تسمح لهم بالغياب.. وفي هذا السياق خرجت مظاهرة التلاميذ في نصرة والدهم الناظر ومدرسيهم اللي مافيش "زيهم" ولا "وردوا" علي مدرسة من قبل.

علي اعتبار أن المدرسة قبل يوم واحد من زيارة الوزير المفاجئة.. كانت تنعم بطابور مدرسي منضبط.. في "حوش" يسر الناظرين.. ونظافة لا تخطر علي بال عدو ولا صديق.

واكتظاظ حجرات المدرسين من كثرة الحضور إلي درجة استعارة الكراسي من القهوة المجاورة ليجلس عليها المدرسون علي نار انتظار لموعد الحصة.. التي يتسابق إليها التلامذة لإعلان قدرتهم الفائقة علي التحصيل وإيمانهم الواضح بقواعد اللغات العربية والأجنبية وقد اضطروا لوضع "الكراريس" علي الأرض بعد أن ضاقت أدراج ال"تخت" بالكتب والكراريس.

ومنه لله المرض والشهادات المرضية التي قلبت حال المدرسة وجعلتها علي النحو الذي شاهده د.أحمد زكي بدر.. وكان عليه أن يقوم بزيارته في يوم آخر.. لا يكون الناظر فيه حاملاً لشهادة مرضية ولا المدرسون عندهم "سخونة".

ومن ثم فإذا كان هذا الهجوم الإعلامي المشبوه يريد تشويه ما أقدم عليه وزير التربية والتعليم من إجراءات صارمة تعيد الانضباط إلي المدارس وتوقظ ضمائر المتابعة والرقابة من سباتها العميق.. ويبحث عن معركة يضع فيها الوزير في خندق الدفاع.. فلا يجب أن ينجر د.أحمد زكي بدر إلي مثل هذه الأغراض الخبيثة ولا يجب أن ينشغل بها.. بل عليه أن يتم وبنفس القوة والصرامة.. ما بدأه في هذه الزيارة.

لقد أحدثت زيارة وزير التعليم المفاجئة للمدرسة حراكًا فوريا لأجهزة رقابية تابعة للوزارة مهمتها الرئيسية المتابعة الدقيقة لأحوال المدارس.. منشآت ومدرسين وتلاميذ.. وقياس حجم الانضباط للعملية التعليمية.. حضور ونشاط وتحصيل دراسي.. فانتفضت بعد سبات طويل تتابع وتتوقع زيارة مفاجئة من الوزير هذه المدرسة أو تلك.. في محافظات وجه بحري وفي الصعيد.

و هو حراك لا يجب أن يعترف بالشهادات المرضية.

[email protected]