إلا وحدة الأمة!

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 05 - 02 - 2010



هذا التسابق الإعلامي عبر فضائيات غير مسئولة تثير الغضب لدي عنصري الأمة، لم نر له مثيلاً في تاريخنا المعاصر، ويشوب هذا الإعلام غباء سياسي، وتعصب ديني، ومساس باستقرار هذا الوطن ومحاولة جذب أطرافه إلي شكليات لا معني ولا قيمة لها، وفي ظل مناخ سياسي امتثل للحرية وسعي للديمقراطية الحقة، ويسمح بالرأي والرأي الآخر، إلا أن المساس بوحدة الأمة،
هو خط أحمر ولا يجب أبدًا علي الدولة أن تغض الطرف عما يحدث، بل إن المسئولية السياسية والتنفيذية للحكومة يجب أن تعالج هذه الأسباب قبل أن تعالج أمنيا هذه الخروقات الإعلامية، ولعل من الواجب علي أصحاب الرأي وعقلاء هذا الوطن - كما جاء في خطاب الرئيس في احتفالات عيد الشرطة
علي هؤلاء واجب كبير في التنوير وفي إظهار نقاط الضعف فيما يوجه للشعب من توجيهات شاذة عن مجتمعنا، كما أن الخطاب الديني سواء كان كنسيا أو إسلاميا، خطاب إما ناقص وإما غير واع، وإما خضع لعمليات الغسيل المستمر من تلك الفضائيات السوداء التي تنبح ليلاً ونهارًا دون أي ضوابط ودون أية نوازع للخير والصحة والضمير!!
ولعل الملف الذي يجب أن نتناوله في سياساتنا وفي مراكز دراساتنا السياسية وتقديم أفضل التوصيات للحكومة وللمجالس التشريعية بأن يكون هناك وفورًا قانون موحد لبناء دور العبادة في مصر، كما يجب أن يكون هناك تشريع منظم للهوية الوطنية، تطبيقًا للمادة الأولي في الدستور وهي عن المواطنة، فلا يصح أن يكون هناك مصري أبيض ومصري أسود وهذا مسيحي وهذا درزي وذاك مسلم.
فلتكن هوية المواطن مصريا فقط لا إشارة لعقيدة حيث لا أهمية لذلك في العمل المدني، فالعقيدة تمارس في دور العبادة، وحسابها لدي الله الخالق الأحد يوم القيامة، وليس لبشر حساب علي بشر آخر في معتقده أو دينه أو انتمائه طالما أن حرية الفرد تمس حرية الآخر، نحن نعيش في مصر كلنا مصريون ونحمل الوطن في قلوبنا، وليس علي أوراق تفصل بين دين وآخر أو لون ونقيضه يجب أن نهتم بنزع فتيل يمسك به من يتربص ببلادنا وبوحدة أمتنا!!.
هذه هي من الأولويات التي يجب أن نمسك بأطرافها ولا نتركها أبدًا إلا وحدة الأمة فهي الدرع والأمان والاستقرار وهي مصر المتفردة في خواصها!!