الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البرادعي».. بالونة الدخان الأسود






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 04 - 04 - 2010


ما تم تسميته بأول مؤتمر شعبي للمرشح المحتمل للانتحابات الرئاسية د. البرادعي ومع ما قاله لمن حوله.. كشف بما لايدع أي مجال للشك أننا أمام بالونة من الدخان الأسود تستوجب التحليل النفسي قبل أن تستدعي أي تعرض بمناقشة موضوعية تحليلية للكلام الذي يطرح ويقال.. خصوصا ما قاله في أن لقمة العيش مرتبطة بتغيير الدستور.!!

فالرجل وقبل احالته للتقاعد كموظف دولي بفترة وجيزة.. ومنذ ظهرت عليه أعراض السياسة ودخل في نفسيته أنه قد يصلح مرشحا احتماليًا أو افتراضيا للانتخابات الرئاسية وبدأ التعاطي معنا علي هذا الأساس.. لم يطرح رؤية سياسية واضحة ولا حتي عناوين عريضة لبرنامج سياسي شامل له رأس وجسد وقدمان.. يمكن التوقف عند مبادئه وآلياته وشخوص منفذيه الافتراضيين.

مُصرًّ علي أن المتلقي ساذج.. فاقد القدرة علي التمييز.. بين الألعاب البهلوانية وكلام البلياتشو وبين الأطروحات الحقيقية التي تريد بجد واخلاص صالح هذا الوطن ومصالح أبنائه علي اختلاف طموحاتها.

متلق «عبيط».. تخدعه شعارات تتحدث عن التغيير.. و«تلف دماغه» عبارات من نوع لقمة العيش مرتبطة بتغيير الدستور. مدعوم بافتراض خبيث من د. البرادعي أو تجاهل غبي.. بأن هذا الحراك السياسي الذي دفعته مبادرة الرئيس مبارك في فبراير 2005 لم يغير فقط شكل ومضمون الحياة السياسية في مصر بشكل غير مسبوق لم تعرفه مصر طوال تاريخها .

وإنما حولها إلي كائن حي طموح يستمد طاقته المتجددة من مجموعة التفاعلات داخل حزب الأغلبية وداخل أحزاب المعارضة الكبيرة والصغيرة والتيارات السياسية المختلفة.. وبينهم وبين بعض.

مؤكدة في كل لحظة ودقيقة في مطالبات المعارضة والتيارات السياسية.. واضحة في الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات.. وكلها معلنة في جدل سياسي علي صفحات المطبوعات القومية والحزبية والخاصة .. والمطروحة يوميا علي شاشات التليفزيون الرسمي والفضائيات الخاصة.. وحتي الجماعات المحظورة وجدت لها نافذة بين هذا وذاك.

وفي أوقات أخري.. وتحديدا أيام أجهزة الرئيس عبد الناصر القمعية وديمقراطية الرئيس السادات ذات الأنياب.. لم يكن الدكتور البرادعي.. ليجد ورقة يكتب عليها حتي اسمه.

والعلم يا دكتور لا يكيل بالبتنجان.

[email protected]