السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دبلوماسية «المحارب» أزعجت البعض.. و9 رسائل للشعب




لم يلتفت أحد للرسائل التي وجهها الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع للقوي السياسية في الاحتفالية العسكرية التي عقدت أمس الأول للإعلان عن الدبابة «إم 1 إية 1» التي صارت هي السلاح الاساسي في المدرعات المصرية وهي معدة غربية مائة في المائة وبذلك بعد أن خرجت الدبابة «إم - 60 - 3» من الخدمة بعد انقضاء فترة عمل ناهزت الثلاثين عاما.

ويعد خروج الدبابة «أم - 60» من الخدمة أمرا ضروريا لأنها في سياق رفع الروح المعنوية للجنود قبل أي شيء فالدبابة المذكورة مكثت 18 شهرا في الشارع مما أساء لحالتها الفنية وكفاءتها القتالية خاصة بعد انقضاء فترة خدمة ناهزت الثلاثين عاما.. وهذه الدبابة كتب عليها الجيش والشعب إيد واحدة ثم يسقط حكم العسكر.. وصارت لها ذكريات مؤلمة في نفسية الجيش المصري فقامت القيادة العامة بتغيير الزي وبعدها تغيير المعدة ليبدأ الجيش مرحلة بناء جديدة. وكانت هذه المناسبة إعلانا من الجيش عن عدة رسائل أولاها: إن جيش مصر مدنيا يعبر عن الهوية المصرية الوسطية المعتدلة التي تجمع كل فئات الشعب بكل أطيافه ودياناته يحترم الاديب والفنان والإعلامي والرياضي وغيرهم.. لا يتبع تيارا أو حزبا فهو ملك للشعب المصري كله ولا ينحاز لطرف دون الآخر ولا يطمح في السلطة ولا يحبذ الانجراف إلي المعترك السياسي.. ولكنه يصون الحدود وسيادة الوطن ويحمي الشعب ويحافظ علي تطبيق الديمقراطية.
أما الرسالة الثانية التي ظهرت في احتفاليتين متتاليتين الأولي فنية بمناسبة أعياد سيناء بمسرح الجلاء والثانية تدشين تسليح عسكري جديد في طابور اصطفاف بالمنطقة المركزية في دهشور أنه لن يتم في الحالتين دعوة أي تيار «ديني»!
الرسالة الثالثة كانت في كلمة وزير الدفاع «السيسي» للحاضرين حيث حدث انزعاج وتمتمة في حين استوعب البعض الآخر من الحضور موقف الجيش وقدر موقفه في أنه انتزع حقوقه المدنية والمؤسسية وعلي باقي القوي السياسية ومؤسسات الدولة وهيئاتها أن تحذو حذوه ولا تطلب منه أن يقم بالوكالة عنها في هذا.. ولكنه أكد - أي الجيش - أنه قام بدوره وعلي القوي السياسية أن تقوم بدورها في العملية الانتخابية وأنه في كل الأحوال هو «الضامن» للتحول الديمقراطي دون أن ينزل الشارع بدباباته أو يحترق أحد من المصريين بنيرانه التي هي لحمايتهم وليس لأذيتهم.
وكانت الرسالة الرابعة في تأكيد «السيسي» أن الوصف الذي تقول به البعض في أنه «عاطفي» يرضيه تماما وأن العاطفة ليست عيبا بل شيء راقٍ.. وأن من قال بتذلله للشعب لم يخطئ لأن الجيش يريد عونا من الشعب لإعادة بناء الثقة بينهم وهو يعلم رصيد القوات المسلحة عند المصريين.. وأضاف: «نعم أتذلل للشعب وأتجبر علي المجرمين».
وجاءت الرسالة الخامسة في تكرار السيسي «قسم» للمرة الألف تضمن «الولاء للشعب والوطن» فقط لاغير.
كما كشفت الرسالة السادسة أن القوي العسكرية هي آخر حلقة في أي صراع بعد أن تفشل كل الحلول والدوائر السياسية التي تستخدم قبل الحروب ولذلك لن نستخدم القوة مع الدول الافريقية التي من حقها أن تستفيد من المياه مثلنا وضررنا نعالجه بالحلول الدبلوماسية وليس بالآلة العسكرية.
وجاءت الرسالة السابعة في قيام «السيسي» بالرد علي السؤال الذي وجهه الفنان عادل إمام بخصوص من الذي قتل جنودنا في رفح؟ وكان رد «السيسي» صاعقا للحضور حيث قال «لا نعلم».. والحقيقة وراء إجابة وزير الدفاع هي أن الاجابة تتطلب وقتاً ولكي يقوم بهذا الشرح الذي سبق وكتبنا عنه كثيرا فإن ذلك من شأنه أن يخلق أزمات مضاعفة ويعوق المحققين في الحادث.. فالحامض النووي من تفحيم الاجساد التي قامت بهذا الفعل الارهابي لايوجد لدينا أجهزة حديثة يمكنها التعرف عليها ومن ناحية أخري أن الاطراف المشكوك في ضلوعهم بالحادث تمت المطالبة بتسليمهم للتأكد بضلوعهم من عدمه ولكن «حماس» رفضت وبالتالي هؤلاء الاشخاص وهم ثلاثة، اسماؤهم وصورهم في قائمة الانتظار والتحفظ عليهم عند دخولهم مصر وحتي لا يدخلوا بطرق غير مشروعة عن طريق الأنفاق مثلا.. فإن القوات المسلحة لاتهدأ ولا تنام للتربص لهذه لانفاق بالمرصاد حتي يمكنها الامساك بهم وأيضا عدم تكرار مثل هذا الفعل الشائن مرة أخري.
وعلي هذا فقد رفض وزير الدفاع الفريق «السيسي» مقابلة خالد مشعل وبعض قيادات حماس عدة مرات وحتي الآن لتبريرهم هذا الموقف وهو يرفضها تماما، أما بخصوص عدم البوح بهذا من قبل «السيسي» في دهشور لأنه لايريد أن يعلن حالة من الاحتقان بين شعبين شقيقين متجاورين أحدهما تحت الحصار والآخر في حالة عدم استقرار وأن الحديث في أمور لم تحسم بعد تكون نتائجها عكسية تماما.. ولذلك حرص «السيسي» علي أن تكون اجابته بأنه «لا يعلم» حتي اشعار آخر.
كما كانت الرسالة الثامنة في طلب «السيسي» من الشعب المصري أن يقف بجانب جيشه ويقويه لأن الظروف المنتظرة مليئة بالتحديات في المنطقة، وأضاف هل تعلمون أن يوم 28 يناير 2011 كانت هناك قوات تريد الدخول للمنطقتين «ب و جـ» في سيناء لأنه كان فيه صراع أمني لأنها مناطق تحت سيطرة الشرطة المدنية وللظروف التي كانت تتعرض لها البلاد ذهبت قوات من الجيش المصري لتثبيت الاوضاع بتلك المنطقتين فلا تزجوا بالجيش في معارك سياسية داخلية واتركوه يقوم بعمله في حماية الحدود.
أما الرسالة التاسعة فكانت في تأكيد «السيسي» علي ألا يفكر أحد بحل المشاكل الداخلية بالجيش هذا خيار فيه تدمير البلد ورجوعنا للوراء عشرات السنين.. ونعلم حقائق القوي من حولنا واستخدامها ووظيفتنا في منتهي الخطورة ونسابق الزمن لنستعيد قوتنا.