السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«قفزة إلى الخلف» و«الثورة مستمرة» فى سمبوزيوم الحديد الخردة الأول




 
انقضت أيام الدورة الأولى من سمبوزيوم الحديد الخردة، الذى إقامة قطاع الفنون التشكيلية للمرة الأولى هذا العام، برئاسة الدكتور أحمد سطوحى والقوميسيير الدكتور شمس القرنفلى والقوميسيير التنفيذى النحات عمر طوسون، الذى تحدث عن أهمية السمبوزيوم للفنانين قائلا: رغم استخدام عدد من النحاتين للحديد منذ الرائد الدكتور صلاح عبدالكريم، لم ينل الحظ الذى يستحقه كخامة طيعة ومتاحة فى طبيعتنا المصرية وتعطى نتائج مبهرة، لذا قمنا بعمل حصر للفنانين الذين لهم تجارب فى الحديد سواء المحترفين أو الهواة وقمنا بتصفية عدد منهم من خلال لجنة اختيار محايدة لماكيتات الأعمال التى قدموها لنستقر على 10 من الفنانين شاركوا فى هذه الدورة، متنوعين ما بين المحترفين والمبتدئين، ومن الفنان المحترفين المشاركين: الفنان الفطرى عبده رمزي، صاحب التاريخ الاحترافى الطويل مع الحديد الخردة، ويعقبه الفنان هانى السيد، ومن الفنانين الشباب أصحاب التجارب البسيطة فى التعامل مع الحديد الفنان أحمد عبدالفتاح والفنان كمال الفقي.. وأظن أن أهمية التجربة أيضا فى الاحتكاك ما بين الفنانين باختلاف تكنيكاتهم ورؤاهم الفنية.
 
الفنانة علا موسى وهى المرأة الوحيدة من بين المشاركين وتعمل كمدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، عبرت عن سعادتها بالتجربة واستفادتها من المشاركة فى رؤية مختلف التكنيكات فى التعامل مع خامة الحديد التى أكسبتها مزيدا من الخبرة والجرأة فى التعامل، ومشروعها هو «الثورة مستمرة» الذى يجسد خمسة مجسمات لشخوص تقف متلاحمة وجذوعها حلقة مجوفة واستخدمت الشرائح الحديدية الرفيعة على أطراف الحلقات الدائرية التى ارتكزت الأعمدة الحديدية التى شكلت السيقان والأرجلواقفة على قوس فى الأرض.
 

 
 
لم يخف النحات هانى السيد سعادته بتجربة إقامة سمبوزيوم متخصص للحديد إنما أشار فى حديثه إلى أهمية أن يعمل المنظمون على أن تكون الدورة المقبلة دورة دولية وأكثر احترافا فى التنظيم وبعيدة عن الروتين الحكومي، حتى لا يكون حدث فنى عرضي، رغم احتراف السيد للعمل منذ 1991 بتشكيل الحديد إلا أنه كشف عن أهمية مشاركته بالسمبوزيوم وبالفعاليات الفنية عموما التى تمثل له تحديا واضحا فى تجربته الفنية فى تنفيذ عمل فنى بالحجم الكبير وكذلك تحدى للزمن المتاح لتنفيذ هذا العمل إضافة لاقتناء عمله فيما بعد وعرضه بالمؤسسات أو الجهات الرسمية المختلفة كل ذلك مهم بالنسبة للفنان، يقدم السيد مشروعه «علاقات حادة» وهو علاقات هندسية ما بين المكعبات المستطيلة طوليا مع بروزات للإسطوانات المائلة فى أكثر من موقع من المكعبات.. النحات طه نصر مدرس مساعد بفنون جميلة الإسكندرية ومشروعه «قفزة إلى الخلف» حيث يعتمد دوما فى أعماله على الحركة، التى يتابعها دوما فى الرياضيين واستخدم أسياخ حديدية متنوعة السمك حيث بدأ بقطاع 10 ملل ثم 8 ملل ثم 6 ملل فى الرتوش الأخيرة، عن اهتمام نصر بالمشاركة فى السمبوزيوم واستفادته جاءت لإتاحة فرصة تكبير أعماله ومجسماته الحديدية التى يصعب أن ينفذها فى الأتيليه الخاص به كذلك مشاهدته لعدد من التكنيكات الفنية المختلفة التى تضيف إليه وإلى أفكاره فى التعامل مع الخامة.. الفنان أحمد عبدالفتاح يقدم رؤية مختلفة تماما تكاد تكون صادمة بعد أعماله التى اتسمت بالفوق واقعية أو Hyper realistic حين قدم أطراف إنسانية بمعرضه بمركز الجزيرة للفنون ورأس الحمار فى معرض shift delete بمركز سعد زغلول الثقافى ليقدم مجموعة من الأشكال إسطوانية التى توحى وكأنها ثلاثة براميل متلاحمة معا بأسطح تجريدية تماما، يكشف عبدالفتاح السر فى هذا التغيير عن أنه فى الفترة الأخيرة بعد المعرضين السابق ذكرهما بدأ البحث الفنى فى شكل الدائرة وشارك فى معرضين تاليين بأعمال نحتية تقوم على الفكرة كما أنه يعد لمعرض جماعى فى سبتمبر القادم بقصر الفنون يستكمل فيه بحثه الفنى فى الدائرة، وأوضح عبد الفتاح أنه يحترم الطبيعة الأساسية لما ينفذه من أعمال .. فتنفيذه لعمل عن الإسنان لا يحاول تجريده من شكله الحقيقى الذى خُلق عليه كذلك الحال مع الدائرة أو الأشكال الإسطوانية لا يحاول أن يضيف غلى تجريدها الأساسى ويطمس حقيقتها الدائرية.