الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مدرسة غمرة الصناعية






محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 15 - 04 - 2010


ربما وقف وزير التربية والتعليم د.أحمد زكي بدر علي المستوي الحقيقي للتعليم الفني وهو يفاجئ مدرسة غمرة الثانوية الصناعية بزيارة صباحية بشكل يمكنه من بدء التطوير المنشود علي النحو الذي صرح به في زيارته للمدرسة.

التي هي بلا شك حالة نموذجية مثالية لمثيلتها من مئات المدارس للتعليم الفني.. في مدرسة غمرة اكتشف المسئول الأول عن التعليم الفني أن المعدات الموجودة بورشة النسيج بالمدرسة لم يتم تغييرها منذ العام 1960 توقيت إنشاء المدرسة.. وأن حصص العملي التي هي حجر الأساس في التعليم الفني.. انخفضت من 18 في العام الدراسي لتصبح 5 بسبب نقص الإمكانات.. أي أقل من الثلث.

أي بمنتهي الوضوح.. أنه ليست هناك مدارس حقيقية يمكن أن تقدم التعليم الفني إذا كانت المعدات والأدوات والماكينات التي تضمها.. معدات بالية وأدوات متهالكة وماكينات مر علي تصنيعها نصف قرن من الزمان.. خردة تكنيكية وجهالة تكنولوجية.

ولا هناك تعليم فني حقيقي يمكن تقديمه في هذه المدارس التي يتم اختزال حصص التدريس العملي فيها إلي أقل من الثلث علي افتراض أن هذا العدد من الحصص الدراسية العملية هو العدد المطلوب لتلقي تدريب حقيقي علي ماكينة أو معدة وآلة.. وليس أكثر من ال18 .

وهو واقع يكشف لنا بكل صدق ووضوح الرؤية عن الحال اليائس البائس للتعليم الفني وعجزه المستديم عن تلبية التطور المجتمعي الذي يستدعي الحاجة لوجود عمالة فنية متخصصة في مجالات صناعية وفنية متعددة هي الآن علي قائمة احتياجات سوق العمل التي بدورها تسعي إلي الحصول علي عمالة فنية مدربة تشغل الوظائف التي تحتاج اليها وكلنا نعلم أن رواتبها ليست بالقليلة.. وفي هذا السياق ومع هذه الحالة البائسة اليائسة لن تغامر بسد احتياجات من خريجي هذه المدارس.

ومن ثم نستطيع أن نفهم ونتفهم سبب الرفض الصلد من أولياء الأمور علي إلحاق أبنائهم بمدارس التعليم الفني الذي بلا شك لا يتخرج فيه لا متعلم ولا فني.. وهي حقيقة لمسها وزير التعليم علي الطبيعة.

[email protected]