مستندات د.سرور

محمد عبدالنور روزاليوسف اليومية : 20 - 04 - 2010


لم تكن المرة الأولي ولا أظن أنها ستكون المرة الأخيرة التي يوجه فيها رئيس مجلس الشعب د. فتحي سرور إلي حد التعنيف نواب الشعب من المعارضة إلي ضرورة الالتزام بالأصول عند تقدمهم باستجوابات يراد منها إحراج الحكومة ودفعها إلي منطقة الدفاع عن نفسها وهي ترد علي هذه الاستجوابات.
واتباع الأصول هنا والذي يشدد عليه د.سرور.. أن يكون الاستجواب المقدم من المعارضة للحكومة موثقاً بالبيانات ومحصناً بالمستندات التي تصيب الهدف وتحقق الرجاء في ضمان إقرار المصالح الحقيقية للبسطاء من ابناء هذا الشعب.

وغير ذلك فهو كلام مرسل فضفاض لا تأتيه حقيقة من قريب أو بعيد يسهل الرد عليه حكوميا وتفنيده واظهار مدي خوائه من ابسط القواعد المنطقية.. وهو ما تفعله الحكومة علي لسان وزرائها علي النحو الذي حدث من وزير الصحة في جلسة الأول من أمس وكانت تناقش ما هو مثار عن تدهور الرعاية الصحية.
وفي هذا السياق تأتي هذه الاستجوابات استعراضية.. يستعرض فيها هذا النائب أو ذاك قدرات علو صوته وجنوح مفردات كلامه غوغائية تبتعد كثيرا عن كل حدود اللياقة والأدب مثلما يبتعد هدفها عن تحقق مصلحة حقيقية للمواطنين.

الأهم بالنسبة لهذا النائب أو ذاك أن يعرف الناخبون في دائرته أنه "الشجيع" الذي استطاع أن "يزعق" في وجه الوزير بكلمات شعبية ملوحا له بمستندات في يده ما هي إلا قصاصات من جرائد ومجلات.. ينهار فحواها أمام أي رقم موثق.. لكن المهم هو إعجاب الناخب بهذا "الشجيع" الذي ربما يعطيه صوته في الانتخابات القادمة.

وهو السلوك الذي لا يقبله رجل في مثل قامة و قيمة وخبرة رئيس مجلس الشعب د.فتحي سرور الذي اختبر كل هذه الألاعيب ولا يعرف سوي أن هناك قواعد وأسساً وأصولاً في تقديم الاستجوابات البرلمانية في أن تكون موثقة بالأرقام ومحصنة بالمستندات.

ومن ثم ستستمر توجيهات رئيس المجلس للنواب وتعنيفه لهم أيضا إلي أن يأتي يوم نري فيه استجواباً حقيقياً وليس قصاصة ورق جرائد.. ولا أظن أن هذا اليوم سيأتي.