السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الانفلات الأمنى يرسم خريطة توزيع المخدرات فى السويس




الانفلات الأمنى والفوضى حول تجارة المخدرات فى السويس إلى امبراطورية يقودها تجار جملة وتجزئة وموزعين.. ومع التوسع الرهيب فى هذه التجارة المحرمة حولوها إلى تخصصات لدرجة جعلت من المستحيل تعدى تاجر يعلم فى صنف على صنف يعمل به تاجر آخر وبالرغم من الخطورة التى تمثلها المخدرات على الصحة العامة والأفراد والمجتمع إلا أن أصحاب هذه التجارة الوضيعة لم يألوا جهدا لزيادة أرباحهم فتحولوا إلى تصنيع وغش المخدرات ومما زاد من حالات الوفيات بين المتعاطين فى الفترة الأخيرة.
 

 

ونظرا لضعف القوى الأمنية والطبيعة الجغرافية للمحافظة تحولت السويس إلى عاصمة التخزين والاتجار للمخدرات فى مصر بعد استغلال سلسلة الجبال إلى تخزين الأطنان من جميع أنواع السموم والمخدرات واستغلال الأراضى الصحراوية لزراعة المخدرات وفى داخل المحافظة أصبح الحصول على المخدرات عملية سهلة وبسيطة وآمنة حتى بات الجميع يعرف أماكن بيع المخدرات فى السويس.من سخرية القدر أن يتحول قسم شرطة الأربعين «سابقا» من أكبر المبانى الشرطية فى السويس لمكافحة الجريمة والمخدرات إلى اكثر الاماكن لبيع وتداول المخدرات والأعمال المنافية للآداب بعد سقوطه فى ثورة 25 يناير.
فبعد أن كان مرور المسجلين والأشقياء من امام القسم عملية انتحارية تحولت غرف الضباط إلى أوكار للبلطجية يقومون فيها بالتخزين والمباحث فى الدور العلوى تحولت إلى أوكار لتسهيل الاعمال المنافية للآداب أما الزنازين والحجز تحولت إلى اماكن للبيع والتسويق وتستغل النوافذ الصغيرة فيها إلى البيع للجمهور والعامة فى الشارع ويقوم بعض الاشقياء امام ابواب القسم بدور «الناضورجية» لرصد الحركة بالخارج وفرض إتاوات على اصحاب السيارات المتوقفة بجانب أسوار القسم ويتم بيع جميع انواع المخدرات والسلاح فى قسم شرطة الأربعين «سابقا» والذى تحول من إمبراطورية قمعية فى الماضى إلى إمبراطورية البلطجة فى الحاضر.
«اللاجون»
تقع ارض اللاجون فى حى الجناين وتعتبر من أشهر المناطق فى بيع وتخزين المخدرات حيث يطلق عليها أهالى السويس «باطنية السويس» نظرا لقيام اغلب تجار المخدرات والسلاح  باستغلال تهميشها امنيا فيقومون باتخاذها مقرا لهم لتوزيع تجارتهم من سلاح ومخدرات وتخزينها ويتداول فيها جميع أنواع المخدرات جملة بينما ينتشر التجار «القطاعى» من الصبية على مداخلها ليقوموا بأعمال البيع القطاعى و«الناضورجية» فى نفس الوقت لمتابعه الوضع فى الخارج ويحذرون التجار فى الداخل بإشارات فى حالة وجود أى خطر وتأوى اللاجون الكثير من العصابات المسلحة التى يقومون بترهيب أهالى المنطقة بشكل يومى لإحكام السيطرة عليها.
 

 
«جامعة السويس»
احتلت جامعة السويس مرتبة متقدمة بين قريناتها من الكليات والمعاهد بالمحافظة حيث يتم تداول المخدرات هناك بشكل علنى ويتخذون لها مسميات أخرى تختلف عن السوق الخارجى حيث يبدأ المروجون فى سؤالك عندما تقترب منهم وهم يرددون كلمات «اية يلزمك حاجة» ويأتى الرد «معاك ايه» فيجيب «عاوز مائى ولا هوائى ولا كيميائى» وكلها مسميات لأنواع معينة من المخدرات حيث تأتى عبارات «المائى » إلى الخمور والأدوية الممنوعة بينما يأتى «الهوائى» فى مخدر «البانجو والحشيش» اما «الكيميائى» فيندرج تحته جميع الحبوب والعقاقير المهلوسة ويتخذون من هذه المسميات مسميات أخرى تحتاج إلى وقت لكى تتعرف عليها ولا يستطيع معرفتها سوى الطلبة مثل «الكابتشينو – الفراولة – المقرر – الكشكول – محاضرة – العشب اللعين – مية – بوستر – أكسير الحياة»
«الأكشاك العشوائية»
انتشرت الأكشاك بكل أنحاء المحافظة وتحولت أغلبها إلى أماكن لبيع وتجارة المخدرات متخذين الحلوى والسجائر وغيرها من مبيعاتهم كستار لهم ويتم شراء المخدرات منها بشكل علنى حيث يطلب المشترى المخدر بشكل واضح وصريح دون استخدام لأى شفرات فى الكلام وتتخذ هذه الأكشاك اسماء لها علاقة بالثورة مثل «كشك الشهيد – والثورة – الحرية – ثورة 25 يناير – ام الشهيد».
«حدائق ومخازن المحافظة»
 تحولت حدائق ومخازن المحافظة إلى أماكن لبيع وترويج المخدرات والتى يسيطر عليها عدد من الاشقياء ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم برغم اتخاذهم لأماكن حكومية فى ترويج تجارتهم وتأتى الحديقة المغلقة امام حى السويس والمشتل المجاور لها فى مقدمة هذه الأماكن حيث تستخدم لبيع المخدرات والعمال المنافية للآداب.
«الهيشة»
من المناطق التى يعتبرها الأمن خارج حسابات السويس نظرا لطبيعتها الجغرافية وإحاطتها بالنباتات الكثيفة من «الهيش والبوص» كما انها من اكثر المناطق التى تأوى الخارجين عن القانون وتجار المخدرات الذين لا يترددون فى إطلاق النار على أى خطر يهدد تجارتهم ويتخذ تجار المخدرات من «الهيشة» وكرا لهم لترويج تجارتهم بشكل كبير ويتوافد عليهم الكثير من الموزعين ومروجى «القطاعى» لسهولة الوصول إليها.
«الإيمان»
تحولت مدينة الايمان السكنية بعد قيام الثورة إلى وكر كبير لتجارة المخدرات ولكن بشكل مختلف حيث تقع المدينة بحى الأربعين ويجاورها مناطق المثلث وأبوالحسن إلا أن الايمان أشهرهم فى تجارة وترويج المخدرات حيث تجد شابا على أول كل شارع يجلس «القرفصاء» وينتظر زبائنه ودائما يكون مسلحا ويقوم بدفن بضاعته بالقرب منه ويمسك فى يده القليل منها ليقوم بأعمال البيع والاتجار هناك ويطلق عليه المتعاطون «دولاب».
 

 
«عرب المعمل»
تقع منطقة عرب المعمل فى حى عتاقة ويقطن بها العديد من المواطنين ويغلب عليها الطابع العشوائى حيث تمتد لمساحات شاسعة باتجاه جبال طريق مصر السويس وحتى شركات البترول ونظرا لتواجد الكثير من الأعراب هناك استغلها البعض منهم فى التخزين بشكل كبير نظرا لصعوبة السير فيها لشوارعها الضيقة والعشوائية التى تتحول إلى متاهة فى حالة إذا كنت من خارجها كما يتم ترويج المخدرات قطاعى.