الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكوافيرات يزاحمن أطباء التجميل فى بيع الوهم للفتيات




بين نارين.. هذا هو حال كثير من الفتيات حول عمليات التجميل، فكل فتاة تحلم بأن تشبه مشاهير المطربات والممثلات وهو ما دفع  عدداًَ من مراكز التجميل الرخيصة إلى استغلال تلك الرغبة لاجراء هذه العمليات غير الجراحية إن جاز أن نطلق عليها عمليات، فأصبحت بدايتها وأشهرها حقن البوتكس لإزالة تجاعيد البشرة ونفخ وتكبير الوجه إلى آخره، معتمدة فى ذلك على ارتفاع أسعار عيادات التجميل المتخصصة التى لا تقدر الفتيات على تكاليفها وهذا لم يمنع من انتشار القلق لديهم من أخطار هذه العمليات وما يتبعها، ونحن هنا نحاول إلقاء الضوء على هذه الظاهرة.

البداية توضحها «ليلى عبدالله» صاحبة أحد مراكز التجميل والتى تعمل فى هذا المجال منذ أكثر من 20 عامًا وتقول “إن السيدات اللاتى يأتين إليها اغلبهن من الطبقات العليا فالاقبال على أدوات التجميل اكثر مثل الحقن والليزر ولكن جميعها مقننة ولديها تراخيص بذلك. وأضافت إنها تفضل مراكز التجميل عن الاطباء لان تكلفتهم مرتفعة بالنسبة للفتيات وبالتالى يلجأن الى مراكز التجميل حيث تتراوح اسعار حقن البوتكس لديها بحسب المناطق المراد علاجها واختلافها من حالة لأخرى وتشير عبد الله الى انها تشرف على جميع الحالات بنفسها حتى لا يقعن فى الأخطاء والعواقب”.
وتقول «شادية حسن» كوافيرة: إنها بدأت منذ عدة اشهر بتوصيل حقن البوتكس للمنازل من خلال ذهاب مساعدتها الى السيدات فى المنازل وحقنهن بالبوتكس والقيام بتخديرهن وحقن المنطقة المراد إزالة التجاعيد عنها وتفتيحها وجعلها اكثر نضارة وتضيف حسن أنها لم تتلق بعد ذلك اى شكاوى من زبائنها حيث إن الاقبال على مثل هذه العمليات كبير وبأسعار مناسبة حيث تصل نسبتها الى 200 جنيه ولكن بحسب المنطقة المراد علاجها”.
وتعلق حنان الكحكى خبيرة التجميل بقولها “الشىء بالشىء يذكر” فإن هناك بعض المراكز وللآسف تعلن عن وجود إبر فى الوريد تحتوى على فيتامين (C) (Ascorbic Acid) تؤدى إلى تفتيح كامل للون الجلد وازالة التجاعيد عنه والشىء الذى يجب أن نؤكده هنا انه علميًا وعمليا لا يوجد فى أى مكان فى العالم مثل هذه الإبر ويجب أن نذكر نقطتين مهمتين:
أولا : فيتامين (C) إذا كان يعطى فى الوريد لتفتيح البشرة وازالة التجاعيد عنها لأصبح كل من يصاب بالأنفلونزا أونزلات البرد فى العالم ويأخذ حقن فيتامين (C) بالوريد خصوصًا فى بلاد الشرق الأوسط التى تكثر فيها هذه الإبر يتمتع بالشفاء من الأنفلونزا ويتمتع بالبشرة البيضاء أيضا.
ثانيا: إذا كانت هذه الحقن أوغيرها تؤخذ فى الوريد وتقوم بتبييض الجسم بالكامل وذلك لتأثيرها على الخلايا الصبغ الموجودة بالجلد كما يقولون، فإن هذا التأثير السحرى لمثل هذه الحقن سوف يؤثر بالطبع على الخلايا الصبغية ببصيلات الشعر ومقلة العين ولأصبح الشعر أشيب والعين بلا لون، وهذا اكبر دليل على كذب من يدعى وجود مثل هذه الحقن فى أى مكان فى العالم.
وتضيف الكحكى: إن مستهلكى الأدوات التجميلية هذه كالحقن والليزر مهددون بالتقاط أمراض وعدوى خطيرة ولا سيما أن معظم النساء يتجاهلن انقضاء المدة المحددة لهذه المواد، فجلد الإنسان يلتقط أنواعاً عديدة من الجراثيم والميكروبات غير أن استخدام مستحضرات وأدوات تجميل منتهية المدة يعُرّض المستهلك لأنواع خطيرة ومؤذية من الفطريات والبكتريا، حيث إن المادة التى توجد فى هذه الحقن تسبب أنواعاً من التفاعلات كالحساسية اللمسية والتهيج الجلدى وفى أحيان أخرى تؤدى إلى تغير فى لون البشرة وظهور بقع غامقة وسوداء خاصة فى المناطق المعرضة لأشعة الشمس الذى وأكثرها الوجه، حيث تبدأ هذه التأثيرات من البسيطة على شكل احمرار أوتقشر لتتطور إلى التهابات شديدة تحتاج إلى علاج طبى مكثف، كما أن هناك تأثيرات على المدى الطويل قد تؤثر فى البشرة فى حال تكرار الالتهابات.
وينصح الدكتور أشرف الشرقاوى استاذ الامراض الجلدية بجامعة عين شمس بأن استخدام هذا النوع من الحقن يجب ان يكون بحذر شديد نظرا لما يسببه هذا العلاج من ظهور اعراض سطحية على الجلد كالإحمرار او التورم الناتج عن وأخذ الإبر نظرا لانتشار مراكز التجميل ودخول بعض الأطباء غير المتخصصين فى ذلك المجال لذلك يجب على المريض ان يتوخى الحذر فى اختيار الجراح المتخصص فى هذا المجال ولا مانع أن يطالبه برؤية شهادته ولا يكتف المريض باستخدام التكاليف كمحدد أساسى لاختيار من يجرى العملية. لذلك فلابد وألا تشكل التكاليف عامل أساسى فى اختيارك للجراح ولكن العامل الأكثر أهمية هو أن تشعر أنك ستحصل على أفضل نتيجة بطريقة آمنة وصحيحة لهذه العمليات من خلال الطبيب المتخصص وليس مراكز التجميل.
وأوضح الدكتور أحمد الشريف استشارى التجميل بأن هناك المزيد من الدراسات والتجارب العلمية المطلوبة لإزالة الغموض الذى يحيط بجوانب هذا العلاج أهمها إثبات فعاليته وكفاءته وتحديد احتمالات ارتباطه بأى مخاطر صحية وذلك بصورة غير قابلة للشك حيث يحذر ايضا من استخدام العلاج المعروف بالميزوثيربى وهوالحقن تحت الجلد لعدم معرفة اضراره المستقبلية ما يسببه للمرضى من الإصابة ببعض الكدمات والتورم والإحمرار.
وأكد الشريف أنه غير آمن لكل الحالات المرضية خاصة المصابين بأمراض القلب والداء السكرى المرتبط بالأنسولين والذين لديهم تاريخ شخصى بالإصابة بالسرطان وبالجلطات الدموية والأمراض المرتبطة بالدم والأشخاص الذين يتناولون أدوية مسيلة للدم، حيث تعمل هذه الحقن ايضا على تعطل شيخوخة الجلد وليس ازالته، وتؤدى أحياناً إلى حدوث البثور، وذلك لوجود جزئيات دهنية كثيرة تعمل على غلق فتحات الغدد الدهنية الجلدية وتسبب ظهور الرؤوس البيضاء كما هوالحال فى حالات حب الشباب.
وتقول رحاب القاضى اخصائية تجميل حاصلة على دكتوراه فى الطب النفسى بأن هذه القضية تقلق الجراح والمريض معًا من أجل تحرى الحلال من أجل الاستمتاع بالجمال لأنها ترتبط بالخلق، وقد زادت عمليات التجميل فى الفترة الأخيرة بالفعل بسبب وسائل الإعلام والتكنولوجيا الطبية المتطورة، وصاحبها اختلاف الناس حولها بحجة أنها غير شرعية، وأنها تغيير لخلق الله، ولكننا كمتخصصين فى جراحات التجميل نستطيع أن نقسم جراحات التجميل إلى قسمين:
القسم الأول: تبلغ نسبته 30% ويحدث نتيجة التقدم فى العمر حيث يفقد الإنسان صفاته الجمالية وحدوث ترهلات فى الأرداف أوأن يكون وزن ثدى المرأة أكثر من خمسة كيلوجرامات هذه بالطبع تحتاج عملية تجميل لصعوبة أن يتحمل العمود الفقرى كل هذا الوزن، كذلك حدوث بعض المشاكل الزوجية بسبب هذا الوضع، الأمر الذى قد يؤدى إلى تفكك الأسرة حسبما يرى الطبيب، وهنا يضطر أن يجرى العملية حفاظًا على تماسك الأسرة.
والقسم الثانى: فهوعمليات التجميل من أجل التجميل، وتبلغ نسبتها الـ10% الباقية، وأغلب هذه المجموعة لا يكون علاجها عند جَرَّاحى التجميل، بل عند الطبيب النفسى لسيطرة بعض الحالات المرضية على نفسيتهم، حيث يعانى المريض من شئ لا وجود له إلا فى ذهنه هوفقط، ويحاول الجراح إقناعه بذلك، لكنه لا يستوعب فيرسله جراح التجميل إلى الطبيب النفسى مباشرة.  وهناك نسبة من 5 : 10% من جراحات التجميل هذه حرام شرعًا ولا جدال فيها، لأن الهدف منها مجرد الشياكة والنمنمة وتقليد الغرب.