الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فَضْلٌ لِفَضْل البرادعي!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 21 - 02 - 2010



في زيارتنا لمحافظتي بورسعيد ودمياط لجنة الطاقة والصناعة بمجلس الشوري كنت ضيفا علي اللجنة وكذلك ضيفا مرحبا به في محافظة دمياط لسابق المعرفة والتعامل مع المحافظ حينما كتبت في عمودي اليومي بروزاليوسف فكرة عن تنظيم المحليات لعملية ضبط الشارع المصري ورفع القمامة والمخلفات منه وفض الاشتباك بين الجهات المتعددة التي تسيطر علي مقدارات الشارع المصري مثل المرافق وهيئة النظافة والمرور والتراخيص والضرائب، وكلها هيئات في الدولة لا منسق بينها ولا عُرفَ يمكن أن يؤهلهم للتفاهم فيما يخص المواطن المصري إلا بصورة منفردة، وكانت الفكرة أن يعين لكل شارع مسئول من المحليات يمكن أن تكون وظيفة جديدة أو إعادة تأهيل البعض لتولي هذه الوظيفة ويكون مكانه في الشارع المسئول عنه وربما حينما يحدد له كشك زجاجي واضح ومعروف في مكان ما من الشارع يكون أفضل، ومسئولية هذا الموظف هو قيامه بدور كل هذه الجهات المتعددة المهام في الشارع المصري، وعليه أن يضبط المخالفات وأن يحرك الأجهزة سواء كانت للنظافة أو لإزالة مخالفة.. المهم أن يكون هناك مسئول عن الشارع ومن المستحسن أن يتعاون مع هذا الموظف أحد سكان الشارع متطوعا بالتناوب مع آخرين والتقط الفكرة الأستاذ الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط واتصل بي ودعاني لمقابلته وذهبت!! والتقيته ومعه أحد مساعديه سكرتير عام المحافظة ورسمنا تصوراً كاملاً للفكرة، وذهبت بعد أن شاهدت عجبا في المحافظة.. الرجل يطبق كل ما نتمناه في وظيفة المحافظ، أدار أصول الدولة في المحافظة إدارة اقتصادية لم يحمل المواطنين أيه أعباء إضافية، لم يطلب من الموازنة العامة للدولة مليما فوق المخصص له سنويا وهو بالمناسبة 20 مليون جنيه فقط لكل المحافظة!!
وبعد أقل من عام اتصل بي مدير مكتبة دمياط ليعلمني أن هناك تكريماً لي من المحافظة بعد تطبيقهم للفكرة ونجاحها وكانت سعادتي بالغة واستقبلت مكالمة أخري من السيد المحافظ، ولم نستطع تحديد موعد للتكريم وتركناها للظروف، وكانت دعوة الأخ محمد فريد خميس لهذه الزيارة التفقدية البرلمانية لخطط المحافظات ومتابعة مؤشر النمو الصناعي والطاقة ومناقشة المشاكل علي الطبيعة مع أطراف ذوي الصلة رجال أعمال، قيادات شعبية سياسية والمسئول الأول عن الأقليم، وفي الاجتماع المشترك لهؤلاء ونحن، في مكتبة دمياط قدم المحافظ الدكتور البرادعي شرحا وافيا عن تنمية المحافظة وعن كيفية إدارته لأصول الدولة في المحافظة، وكيف استطاع في بلد من أقدم بلاد مصر ومن أعظم مراكزها الإنتاجية، التي تسلمها شبه خرابة، ومرتعا للقوارض ونموذجاً سيئاً للعشوائيات الثلاث عشرة الشهيرة في مدينة دمياط، والأسواق المكتظة والمختلطة بالسكان، وحواف الترع والمصارف التي انقلبت إلي مقالب القمامة اليومية، وتعثر وسائل الحياة والتنفس للصناعات الحرفية التي هددها المسئول السابق بطردها خارج الكتلة السكنية، جاء البرادعي لكي ينهي عصراً من الفوضي ويستمع لنصائح المصريين من كتاب وأصحاب رأي وأخذ المبادرة دون تلكؤ في تجريب كل الأفكار من أجل رفع مؤشر النمو، وقد كان فقد أعلنت مدينة دمياط، مدينة نظيفة منذ أكثر من عام وأضاف بنية أساسية ومرافق، وتهذيباً للشواطئ وحمايتها من النحر وكذلك منشئات علي أعلي مستوي، أبعمائة مليون جنيه إضافة لأصول الدولة دون أية أعباء جديدة علي الموازنة العامة أو المواطنين وهنا حينما أهداني درع المحافظة الذي يحمل عبارة عزيزة جدا وهي تقديرا لمن يفتدي مصر رائعة هذه الجملة التي تعلو اسم المهدي إليه بتواضع شديد هذا التكريم ولكن الفضل يعود للبرادعي وليس لي، حيث هو من استمع ونفذ وجرب فنجحت الفكرة فهو أحق بهذا التكريم!!