الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ماذا تعرفين عن «التوحد» ... وهل ابنك واحد من 800 ألف مصاب؟!





تعددت الاحتفالات بيوم اليتيم واليوم العالمى للتوحد واليوم العالمى لأطفال الشوارع، لكن ماذا عن مرض «التوحد» أو الذاتوية الذى وصلت نسبة الإصابة به إلى 800 ألف طفل فى مصر وصلت نسبة الإصابة للأسف 5% فقط من استطاع مواصلة حياته بشكل طبيعى ومستقل ربما أبرزهم الفنان كريم الوزان -20 عاما- الذى استطاع تجاوز هذا المرض من خلال الاهتمام بالفن وإقامة معارض فنية تلقى صدى واسعاً لدى الجمهور، بينما 75 % لا يلتحقون بالمدارس العادية أو ذوى الاحتياجات الخاصة، 62% من المصابين بالتوحد تقع أعمارهم ما بين 4 سنوات و22 عاماً كما تزيد نسبة الإصابة بين الذكور عنها فى البنات بحيث تصل إلى نسبة 1:4 .
مرض «التوحد» أو بمسمى أدق وأصح «الذاتوية» فتسمية التوحد خاطئة علميا إنما كالعادة مع انتشار الخطأ يصبح هو الصحيح! ... عديد من الاجتهادات العلمية التى ظهرت لتفسير الإصابة بالتوحد والتى لم توضح الأسباب بشكل قطعى إلا أنها توصلت أن التلوث والضوضاء أحد الأسباب، كذلك يولد الطفل ولا تظهر عليه الأعراض إلا بعد أشهر قليلة من ولادته فالتوحد هو إحدى حالات الإعاقة التى تعوق من استيعاب المخ للمعلومات وكيفية معالجتها وتؤدى إلى حدوث مشاكل لدى الطفل فى كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات فى اكتساب مهارات التعليم السلوكى والاجتماعي، ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعاً التى تصيب الجهاز التطورى للطفل.
 

محمود حمودة
 
أهم المشاكل اللى بتواجه الأطفال المعاقين صعوبة الاكتشاف المبكر للمرض، فبنسبة 40% يكون اكتشاف المرض عند الأطفال فى سن 4 سنوات..وهى سن متأخرة بالنسبة لهم ! أحيانا يكون الطفل هادئاً زيادة ويكونون سعداء بذلك، بينما أن هذا الطفل يكون مريضاً بالذاتوية بدرجة كبيرة، فالاكتشاف المبكر يكون فرص الطفل فى الشفاء أعلى من خلال برامج علاجية تنمى قدرات هؤلاء الأطفال، خاصة أن لديهم مشكلة كبيرة فى التفاعل الاجتماعى والاندماج، أيضا عدم القدرة على التواصل اللغوى وتعبيرات الوجه وحركات الجسم، من المشاكل التى تواجه أطفال الذاتوية ما تقرأه الأمهات على الانترنت من معلومات فى التغذية خاطئة تماما مثل شائعة منع جنين القمح عن طفل الأوتيزم أو فيتامين ب أو الأرز وغيرها من المأكولات التى هى فى الحقيقة مهمة جدا للطفل عموما والذاتوى خصوصا! .. ايضا من الشائعات العلاج بالأوزون والذى لا يغير شيئاً فى تركيب وتوصيلات المخ التى هى فى أساسها خلل جينى والتى لا تنصلح سوى ببرنامج علاجى وهو ما يشبه فكرة العلاج الطبيعي.
أوضح الدكتور محمود حمودة استاذ ورئيس اقسام الطب النفسى بجامعة الأزهر أن من أهم المشاكل التى تواجه طفل «الذاتوية»  تأخر اكتشاف المرض خاصة أن هناك بعض العيوب المصاحبة للذاتوية مثل ضعف مستوى الذكاء، معاناة البعض نوبات صرعية كذلك بعض الأطفال يكون لديهم فرط حركة ونقص الانتباه، بعضهم أيضا يكون لديهم حساسية شديدة للمثيرات من حولهم فيكون بحاجة لبرنامج تأهيلي، مشكلة أخرى مهمة هى عدم توافر مراكز علاجية متخصصة لمعالجة هؤلاءالأطفال وتدريب الأهل على التعامل والمساهمة فى شفاء ابنهم مصاب الأوتيزم التى لاتقل عن خمس ساعات تدريب وتأهيل على الأقل يوميا.سألت د.حمودة عن العالم الذى يعيشه هذا الطفل مع نفسه، أكد حمودة أنه ليس عالما خياليا بل انعزاليا، بينما نسبة قليلة جدا من الذاتويين يكون لديهم قدرات خاصة نتيجة لنمو واضح لبعض الأماكن بالمخ مثل مراكز الذاكرة، فنجد هذا الطفل قادر على حفظ جدول قطارات كامل بمجرد قراءته مرة واحدة، أيضا القدرات الحسابية، فمهارات الحفظ تتوافر لديهم بشكل كبير جدا.
هل نسبة 5% من الأطفال الذاتويين القادرين على استكمال حياتهم بشكل طبيعى يكونون أقرب للشباب الطبيعى .. لا ينقصه شىء مهم وهو الترتيب المنطقى للأشياء وفهم الأسباب، سألته عن كيفية الاستفادة ممن استطاعوا الحصول على مؤهل جامعى من الأوتيزم؟ المجالات الروتينية مثل الحسابات والسكرتارية، لكنه بعيد تماما عن المجالات الإبداعية والتخيلية.عن أعراض الأوتيزم تقول الأخصائية النفسية سلمى محمود ماجيستير سيكولوجية الطفل :أعراض الأوتيزم تظهر على الطفل فى أسلوب لعبه الذى يتسم بالنمط التكرارى كذلك تكراره لكلمة مثلا أو إنه « يزن» لدرجة ممكن تعصب من حوله، فى هذه الحالة لابد أن تبدأ الأم ايضا بعمل مقياس سمع لابنها للتأكد من طبيعة الحالة الحقيقية له.
 

سلمى محمود
 
عن علاج مرض التوحد أوضحت سلمى أنه ليس هناك علاج محدد، إنما هناك علاج عصبى للتهدئة و علاج بالتعديل السلوكى للطفل ليندمج مع الأطفال ويستكمل حياته بشكل طبيعى حتى التخرج من الجامعة أيضا فليس بالضرورة أن يكون مرض الأوتيزم مصحوب بالتخلف العقلي، إنما للأسف الشديد هذا العلاج السلوكى غير مطبق فى مصر بشكل صحيح، فعلى الأم ملاحظة تطور اللغة والسلوك والعلاقات الاجتماعية عند طفلها، لأنه من الممكن أن يكون الطفل يعانى من اكتئاب حاد أو حرمان بيئى وهى أمراض ناتجة عن سوء تعامل الآباء مع أطفالهم والتى تتشابه أعراضها مع أعراض التوحد، والأهم من ذلك أن تهتم بالتوجه إلى طبيب متخصص تخرج فى كلية الطب أو أخصائى نفسى تخرج فى كلية الآداب أو أخصائى تربية خاصة تخرج فى كلية التربية، لأن للأسف علاج الأوتيزم أصبح مهنة من لا مهنة له فى مصر!