الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الانتهازية السياسية!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 22 - 02 - 2010



هذا الهوس الذي أصاب المجتمع من خلال الفضائيات ومن خلال حركات منظمة في الشارع السياسي المصري تهليلاً وترحيباً مرة بالدكتور زويل ومرة بالأستاذ/عمرو موسي ومرة أخري بالدكتور محمد البرادعي، وربما آخرين من المرموقين المصريين الذين حازوا نجاحاً عالمياً لمناصب شغلوها خارج الوطن، ونالوا عن أدائهم تقديراً عالمياً ومصرياً أيضاً حيث نحن أولي الناس والأحق بالفخر بأبناء الوطن المرموقين عالمياً.
ولعل مقال الأستاذ كرم جبر يوم الجمعة الماضي تحت عنوان عودة البرادعي في روزاليوسف اليومية قد مس عصب مهم لهذه القضية وهو الهوس الذي صاحب عودة الدكتور محمد البرادعي إلي القاهرة في نفس يوم نشر المقال وأشار المقال إلي إحترام لهؤلاء المرموقين المصريين ولكن اتفق مع ما جاء في مقاله حول مدي نفع هؤلاء المرموقين نفعاً مباشراً للوطن،
لم نسمع أبداً عن هؤلاء وهم في خضم مشاغلهم بالمناصب العالمية، لم نسمع عن أحدهم جاء إلي مصر راغباً في مد جسور بين ما ناله وبين من هم في احتياج إليه سواء في مراكز بحثية أو في الجامعات المصرية أو حتي أمام المشاكل الحياتية التي تقابل المصريين يومياً والأزمات التي طرأت علي الوطن مثل الزلازل أو السيول أو الأزمات المالية العالمية وأزمة الغذاء.
وأزمات التعليم، كل تلك المشاكل لم يتقدم أحد المرموقين أثناء بناء هرم رقيهم دولياً، لم يتركوا مناصبهم أو مشاكلهم للتفرغ يوماً لمصر.
هذا ما شدني في مقال كرم جبر، وبالعكس نجد آخرين يعملون في صمت دون انتهازية سياسية وجاء علي سبيل المثال الأستاذ الدكتور مجدي يعقوب الذي أنشأ مركزًا لعلاج قلوب المصريين في أسوان، وهذا العالم الفذ الدكتور/ مصطفي السيد الذي نال أعلي تقدير من البيت الأبيض لعلاجه واختراعه إسلوباً حديثاً لمواجهة السرطان باستخدام معدن الذهب وأشعة الليزر وجاء إلي المركز القومي للبحوث ليؤسس مدرسة في هذه البحوث العالمية مع مجموعة من الباحثين المصريين - وكثيرين لم يقدموا أسماءهم علي طاولة الفضائيات ولكن يعملون بصمت في الجامعات المصرية من خلال القنوات العلمية المشتركة في ألمانيا وإنجلترا وأمريكا.
وفرنسا وإيطاليا بل في اليابان أساتذة مصريون مشاركون في البحث العلمي والإشراف المشترك علي الرسائل العلمية لطلاب مصريين، لم يتقدم منهم انتماءً لموقف سياسي، أو لتحرك يساري أو يميني في مصر، لكي يتزعمه، ونحن في أشد الاحتياج للجميع أن يتقدم لخدمة الوطن في أي مجال من درجات دنيا في العمل العام لأعلي درجة في هذا المجال وهي رئاسة الجمهورية طبقاً لدستور البلاد، ولكن دون انتهازية، فنحن المصريون نابهون ولسنا بأغبياء!